سيطر رجال الدفاع المدني صباح اليوم الخميس على حريق ضخم اندلع في سوق البخارية مقابل المسجد الحسيني بمنطقة وسط البلد ,وسرعان ما امتد الى مجمع البلابسة ومجمع فيلادلفيا.
وقال مدير العلاقات العامة في مديرية الدفاع المدني العقيد فريد الشرع "اندلع الحريق في الساعة الرابعة ( بالتوقيت المحلي ) فجر اليوم وبدأ في مجمع البخارية وهو عبارة عن ثلاث أبنية متلاصقة ترتفع بمسافة أربع طبقات تضم مستودعات ومتاجر لبيع الأقمشة والألبسة والبهارات والحلي والتحف النحاسية".
وأضاف أن النيران امتدت إلى مباني مجاورة نتيجة تلاصق المباني وقربها من بعضها البعض في منطقة وسط العاصمة.
وأكد الشرع عدم وقوع إصابات بين المواطنين، إلا أن 4 من رجال الإطفاء أصيبوا بجروح بسيطة خلال عمليات مكافحة النيران إضافة إلى وقوع خسائر مادية كبيرة. وقدرت مصادر تجارية الخسائر المادية بعشرة ملايين دينار.
ولم تعرف أسباب الحريق، إلا أن مصادر الدفاع المدني أشارت إلى سوء عمليات التخزين للبضائع إضافة لانعدام وسائل السلامة العامة في الموقع .
وشارك في جهود اخماد الحريق زهاء 300 رجل من رجال الدفاع المدني وأكثر من (60) آلية مختلفة , حيث قامت كوادر من مديرية إنقاذ وإسناد الوسط ومديرية دفاع مدني الزرقاء والبلقاء ومادبا ومديرية دفاع مدني المطارات والقصور بمكافحة الحريق الذي انتقل من محل الى اخر لاندلاعه في محال تعرض مواد بترولية سريعة الاشتعال مثل الملابس والاكسسوارات وغيرها .
وأوضح العقيد الشرع أن مساحة الحريق بكل طابق من مجمع البخارية بحوالي (350)م2 وحوالي (200)م2 بكل طابق من مجمع البلابسة وحوالي(200)م2 بالطابق الأول من مجمع فيلادلفيا.
وأشرف على عملية مكافحة الحريق اللواء عبدالله سليمان الحمادنة المدير العام للدفاع المدني .
ويقع سوق البخارية في وسط العاصمة عمان، مقابل ساحة المسجد الحسيني الكبير، وسمي بهذا الاسم نسبة إلى تجار أتو إلى الأردن من مدينة بخارى من أوزبكستان، الذين هاجروا إلى الأردن بحثاً عن الأمان في الدول الإسلامية. يشتهر سوق البخارية بأنه السوق الأول في الأردن، حيث تجد به أصناف البضاعة التقليدية والتحف الشرقية والإكسسوارات والعطور والكلف والخيوط والمجوهرات التقليدية.
وتروي الحكايات القديمة أن شيخاً من بخارى كان قد قدم إلى مدينة عمان كغيره من التجار الذين كانوا يسلكون طريق الحج التجاري المؤدي إلى الجزيرة العربية، وكان هذا الشيخ قد مرّ بمدينة عمّان قادماً من بلاده أوزبكستان، وفيما أصبحت المدينة الجديدة دار إقامة له، فسكن فيها وتوطّن، وجعل مدينة عمان أحب الأماكن إلى قلبه.
كان أول ما قام به الشيخ كمال الدين البخاري لدى قدومه إلى المدينة أن أسس " سوق البخارية" القديم، وذلك في الساحة الشرقية للمسجد الحسيني سنة 1934 ميلادية. وبقي السوق في موقعه إلى أن شبّ حريقٌ في السوق؛ وبعدها نقل السوق إلى عمارة فوزي المفتي في شارع الملك طلال مقابل المسجد الحسيني. ( وذلك وفق المصادر الخاصة بجريدة الرأي).
وكانت عمارة فوزي المفتي قديماً عبارة عن خان قديم تستريح فيه القوافل التي تحمل بضائع التجار الذين كانوا يمرون بمدينة عمان، من الجزيرة العربية إلى بلاد الشام وبالعكس، حيث أن مدينة عمان كانت من أهم المحطات على هذا الطريق. منبر الرأي