كتب حميد غريافي: تقاطعت تقارير استخبارية أوروبية وردت عواصم القرار في اوروبا, خلال الاسابيع الاربعة الماضية, بعدما استهدفت قوات نظام بشار الاسد بشكل دموي مخيمي اليرموك وفلسطين في دمشق ومخيمات اخرى في شمال سورية مخلفة عشرات القتلى والجرحى من اللاجئين الفلسطينيين, بشأن "تعاظم استعدادات فلسطينيي مخيمات سورية ولبنان للمشاركة في معركتي الحسم النهائيتين مع نظام البعث في سورية الذي يلفظ أنفاسه منذ اشهر, ومع "حزب الله" الشيعي في لبنان الذي تتداخل مربعاته الامنية المستقلة عن الدولة مع سبعة عشر مخيماً فلسطينياً منتشرة في بيروت والشمال والجنوب والبقاع على امتداد الخريطة اللبنانية, وتضم اكثر من 400 الف لاجئ فلسطيني, ثلثهم على الاقل خاضوا معارك شوارع سابقة في البلدين أو هم على مستوى عال من التدريب على الحرب الاهلية, ومن سوء حظ ميليشيات حزب الله وحركة امل الشيعيين اللبنانيين وكذلك قوات القمع السورية ان ينضم الجانبان الاضخم على الساحة الفلسطينية في رام الله وقطاع غزة, وحركة فتح ومنظمة التحرير من ورائها وحركة حماس والجهاد الاسلامي, في كتلة فلسطينية واحدة لمحاربة بشار الاسد وحسن نصرالله الذي - حسب تقرير استخباري ألماني - شاركت عصاباته في اقتحام اطراف المخيمين الفلسطينيين في دمشق في يونيو ويوليو الماضيين, وفي قتل عدد من الفلسطينيين المسلحين والمدنيين وجرح اعداد أكبر, وتدمير عشرات المنازل واصابة المؤسسات الاممية لمساعدة اللاجئين بداخلها, اضافة الى اغتيال عدد من مسؤولي فتح وحماس واعتقال واخفاء آخرين".
وكشف التقرير الألماني أن المخيمات الفلسطينية في لبنان "جرى تسليحها حتى الأسنان, حيث قدرت أوساط فلسطينية هناك كميات رشاشات الكلاشنيكوف التي دخلت المخيمات خلال الاشهر العشرة الماضية بنصف مليون رشاش, إضافة الى أكثر من ستة آلاف قاذفة "ار. بي.جي" المضادة للدروع والتحصينات, و300 مدفع مضاد للطائرات من عيار ,24.5 وأنواع أخرى من القذائف المضادة للطائرات".
واضاف التقرير, الذي بلغ الاجهزة الامنية الخارجية الفرنسية في باريس, ان "دولاً أوروبية وعربية فتحت أبواب ترساناتها العسكرية التقليدية الصغيرة ومتوسطة المديات أمام تزويد الفلسطينيين في مخيمات لبنان أطناناً من الذخائر والبنادق والقاذفات, بطلبات متلاحقة من زعامات لبنانية أكدت لتلك الدول ان القضاء على دويلة "حزب الله" في لبنان بعد سقوط نظام الاسد في سورية وانقاذ سنة البلد ومسيحييه ودروزه من هيمنة ترسانة هذا الحزب الايراني المتخمة بكل انواع الاسلحة, لا بد وان يكون بمساعدة المخيمات الفلسطينية السنية التي يمكن ان تقدم أكثر من 70 ألف مقاتل في حروب الشوارع, إذا انفجرت الاوضاع الداخلية اللبنانية قبل إقرار الستراتيجية الدفاعية وضم سلاح "حزب الله" الى الجيش اللبناني فور سقوط نظام الأسد".
في موازاة ذلك, أكد تقرير أوروبي شرقي, ورد من قطاع غزة أخيراً, أن "حركتي "حماس" و"الجهاد الاسلامي" اللتين فشلتا في سلخ فصيلي "الجبهة الشعبية - القيادة العامة" بقيادة احمد جبريل و"فتح الانتفاضة" بزعامة أبوموسى عن التصاقهما العضوي بنظام الأسد, أدخلتا تعديلات جذرية على وجودهما المسلح داخل مخيمات لبنان بعدما وافقتا على تشكيل لجان قيادية مشتركة مع "فتح" وفصائل منظمة التحرير الاخرى فيها, استعداداً للمشاركة في اي حرب داخلية لبنانية مذهبية او طائفية الى جانب قوى "14 آذار", فيما تمت اتفاقات بين الفصائل الفلسطينية في مخيمات سورية والاجنحة العسكرية للثورة وفي طليعتها "الجيش السوري الحر" حيث انضم مئات المقاتلين الفلسطينيين الى الثوار في دمشق وحلب وادلب ودرعا ودير الزور وحتى الحدود السورية - العراقية, وفي الشمال الشرقي السوري حيث تتركز القوى الكردية, وكأنه إعلان حرب فلسطينية شاملة على نظام الأسد وتبعا لذلك على حليفيه اللصيقين "حزب الله" و"حركة أمل" الشيعيين في لبنان".
نقلا عن السياسه الكويتيه