طالب نقابيون أردنيون مجددا بإلغاء معاهدة وادي عربة للسلام مع إسرائيل وطرد سفيرها من عمان ووقف التطبيع، وتقديم كافة أشكال الدعم للشعب الفلسطيني واحتضان مقاومته الباسلة.
جاء ذلك في حفل إشهار جدارية "معا لإسقاط معاهدة وادي عربة" الذي أقيم مساء السبت في مجمع النقابات المهنية بعمان، وسط حضور نقابي وجماهيري وإعلامي لافت.
وتتضمن الجدارية التي شارك في صنعها 230 شخصا بينهم عشرون تشكيليا، 246 قطعة بطول 17 مترا وارتفاع مترين ونصف المتر بالألوان الأحمر والأخضر والأبيض "الألوان العربية التقليدية".
ويقول القائمون على تلك المبادرة إن الهدف منها هو تحويل الاحتجاج ضد المعاهدة من حالة عاطفية لحالة منتجة وملموسة تخاطب الوعي بأخطارها وآثارها السلبية على الأردن.
وقال الفنان التشكيلي كمال الدين أبو حلاوة إن الجدارية تمثل صرخة بالريشة والقلم لعدم الرضوخ للظلم الإسرائيلي، فأغلب الاتفاقات مع إسرائيل تتضمن تنازلات عربية.
وأضاف أبو حلاوة أنه "من واجبنا كمثقفين أن نكون المبادرين بطرح مشاكلنا وقضايانا، وهذا يدفعنا لإيجاد متنفس تعبيري لتفجير الكبت والصمت الطويل بخطوط وعبارات ورموز تجاه الممارسات الإسرائيلية ومخططاتها تجاه الأردن".
احتضان المقاومة ..
ومن جانبه قال رئيس اتحاد الصيادلة العرب طاهر الشخشير إن إشهار الجدارية رد عملي على مزاعم إسرائيل، داعيا الحكومة الأردنية ومجلس النواب لإصدار قانون إلغاء الاتفاقية التي وصفها بالمشؤومة وطرد السفير الصهيوني من عمان وسحب سفير الأردن من تل أبيب.
وطالب الشخشير الحكومة الأردنية بموقف سياسي واضح ومعلن، بوقف الاتصالات مع الكيان الصهيوني واحتضان المقاومة وقياداتها ونشر ثقافة المقاومة.
بدوره وصف منسق مبادرة الجدارية هشام البستاني الاتفاقية بأنها انتداب، "فبنودها تربطنا عضويا بإسرائيل ومصالحها ومشروعها للهيمنة الإقليمية وتسمو على قوانيننا الداخلية ومعاهداتنا الخارجية".
من جانبه قال رئيس رابطة الفنانين التشكيليين غازي انعيم في كلمة تلاها عبد المجيد حلاوة نيابة عنه إنه من الذين يعتقدون بأهمية الفن في صياغة الوعي الجمعي للشعوب والتعبير عن قضاياها العادلة، ورأى أن المعاهدة لم توقف تهديد الأردن بمشاريع مختلفة آخرها ما أعلنه رئيس الكنيست بأن الوقت قد حان لضم شرق النهر لإسرائيل.
أولوية للتطبيع ..
أما رئيس لجنة حماية الوطن ومقاومة التطبيع المهندس بادي الرفايعة فرأى أن "المعاهدة وسعت الفجوة مع عمقنا العربي والإسلامي ورتبت على الأردن التزامات خطيرة".
وقالت توجان فيصل عضو مجلس النواب الأسبق إن معاهدة السلام مررت في مجلس النواب تحت ما أسمته "الدبابات الزرقاء". ورأت أن ويلات السلام أكثر بكثير مما لو كنا في حرب مستمرة مع إسرائيل.
وقالت فيصل إن "المطروح صراحة ليس فقط تحويل الأردن لوطن بديل للفلسطينيين بل أسوأ.. إنهم يريدون حكمه كما الضفة الغربية، احتلال دون تحريك دبابة واحدة".
وقال رئيس مركز جذور لحقوق الإنسان فوزي السمهوري إن حماية الأردن تتطلب العمل على تعزيز قوته عسكريا واقتصاديا واجتماعيا، ورأى أن اتفاقية وادي عربه زادت من الخطر الإسرائيلي لتطبيق الوطن البديل من خلال المادة 8 التي تنص على المساعدة على توطين اللاجئين.(الجزيرة)