قال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف إن الرئيس السوري بشار الأسد أبلغ موسكو أنه سيتنحى إذا اختار السوريون زعيما آخر في انتخابات، مبلغاً صحيفة “لو فيجارو” الفرنسية أن بلاده تقترح على شركائها الغربيين تنظيم مؤتمر يضم “كل أطراف النزاع” في سوريا، بمشاركة ممثلين للمعارضة والنظام ومختلف الطوائف.
ونقلت الصحيفة الفرنسية عن بوجدانوف قوله في مقابلة نشرت الاثنين، بعد الاجتماع مع معارضين سوريين في باريس، إن “نظام الأسد لايزال راسخاً” ويدعمه قطاع لا بأس به من السكان الذين يخشون من اولئك الذين قد يخلفونه.
وأضاف الدبلوماسي الروسي “الأسد أبلغنا بنفسه. لكنني لا أعرف إلى أي مدى هو صادق في ذلك”. وأضاف “لكنه أبلغنا بوضوح أنه إذا لم يكن الشعب يريده، وإذا اختاروا زعيماً آخر في انتخابات فإنه سيرحل”.
وقال بوجدانوف في المقابلة “نقترح على شركائنا الغربيين تنظيم مؤتمر بين جميع أطراف النزاع، على غرار المؤتمر الذي أنهى الحرب الأهلية اللبنانية عام 1990 (مؤتمر الطائف في السعودية). ينبغي أن يضم هذا المؤتمر ممثلين للمعارضة والنظام، وأيضاً ممثلين للمجموعات المسيحية والعلوية والدرزية”.
وتابع “بالنظر إلى انقسام المعارضة والأسلحة التي تصل إلى المتمردين، فإن خطر (صوملة) سوريا موجود في حال سقط النظام بشكل عنيف غداً. ينبغي القيام بكل شيء لتفادي هذا التفتت لدولة مركزية وانفجارها بين مجموعات”.
وذكرت لو فيجارو أن المسؤول الروسي موجود في باريس حيث التقى معارضين سوريين ودبلوماسيين فرنسيين. ولم تؤكد الخارجية الفرنسية حتى الآن هذه الاجتماعات.
وشدد بوجدانوف على أن المؤتمر الدولي المقترح “ينبغي أن يضمن خروجاً سلمياً للأزمة وأن يتيح رسم ملامح سوريا الغد”، مكرراً موقف موسكو من اتفاق جنيف.
واعتبر أن اتفاق جنيف نهاية يونيو الماضي، الذي توصلت إليه مجموعة العمل حول سوريا التي تضم الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن، إضافة الى تركيا والجامعة العربية، هو “خارطة الطريق الوحيدة المطروحة حالياً”.
وكانت موسكو أعلنت السبت الماضي، أنها ستدفع مجلس الأمن إلى الموافقة على اتفاق جنيف وما يتضمنه من مبادئ لمرحلة انتقالية في سوريا. ولا يتضمن الاتفاق أي دعوة لتنحي الرئيس الأسد. وقال بوجدانوف “لم نقل أبداً إن بقاء الأسد في السلطة هو شرط مسبق لأي تفاوض. لكننا نقول أيضاً أنه لا يعود إلى الروس ولا إلى الفرنسيين أن يقرروا مصير الرئيس السوري”.