كشفت مصادر عربية في العاصمة البريطانية لندن عن قيام ورثة ولي العهد السعودي الراحل الأمير سلطان بن عبد العزيز بتصفية ممتلكاته العقارية والمالية بغية توزيعها بينهم.
وعرض "الورثة" واحداً من أكبر القصور التي يمتلكها الامير الراحل في العاصمة لندن للبيع بسعر 483 مليون دولار.
ويقع القصر في أحد أرقى ضواحي لندن بالقرب من متحف العلوم في مواجهة "هايد بارك" بواجهات زجاجية مظللة ومضادة للرصاص.
وتزوج سلطان بن عبدالعزيز سبع نساء انجب منهن 37 ولداً يتولى بعضهم مسؤوليات ادارية مهمة في المملكة، بحسب ما تذكره مواقع الكترونية ومصادر بيوغرافية.
ونجله البكر الامير خالد بن سلطان مساعد لوزير الدفاع حيث يتولى المهام اليومية منذ سنوات عدة، كما انه ناشر صحيفة "الحياة" العربية الصادرة في لندن منذ العام 1988.
اما الامير بندر بن سلطان، فقد اشرف على العلاقة مع الولايات المتحدة قرابة 22 عاماً (1983-2005) مقيماً علاقات وثيقة مع كبار المسؤولين وخصوصا عائلة الرئيس جورج بوش.
وكان الحريري يملك العقار حتى اغتياله عام 2005، وقدّم بعد مقتله هدية لولي العهد السعودي السابق الأمير سلطان بن عبد العزيز، الذي توفي في تشرين الأول(اكتوبر) عام 2011 وكان رئيس الوزراء اللبناني الأسبق يقيم علاقات عمل وثيقة مع عائلته.
ووصفت الصحيفة عرضه للبيع بقيمة 300 مليون جنيه استرليني، بأكبر صفقة عقارية من نوعها في تاريخ بريطانيا.
وقالت "إن العقار يطل على حديقة هايد بارك الشهيرة ومكوّن من 7 طوابق، ويحتوي على 45 غرفة، ويغطي مساحة مقدارها 60 ألف قدم مربع، أي أصغر قليلاً من حجم ملعب لكرة القدم، ويفوق سعره المقترح بمعدل الضعف الرقم القياسي لأغلى عقار جرى بيعه في بريطانيا بسعر بلغ 140 مليون جنيه استرليني".
وأضافت "أن العقار يحتوي أيضاً على مسبح ضخم، ومطبخ بحجم صناعي، والعديد من المصاعد، وموقف للسيارات تحت الأرض، وديكورات داخلية قيمتها ملايين الجنيهات الاسترلينية من أوراق الذهب، و68 نافذة ضخمة مضادة للرصاص مطلة على حديقة هايد بارك".
وقالت الصحيفة إن شركتي سافيلس وبيتشامب الرائدتين في مجال العقارات في لندن أكدتا أن العقار الذي بُني عام 1982، هو أضخم منزل عائلي من نوعه في وسط العاصمة البريطانية لندن.
و شغل الامير سلطان المولود في 1928 منصب وزير الدفاع قرابة خمسين عاماً سعى خلالها الى تحديث القوات المسلحة كما وقع عقود تسليح ضخمة مع الولايات المتحدة وبريطانيا خصوصا.
وتولى الامير سلطان بن عبدالعزيز وزارة الدفاع قرابة خمسة عقود اندلعت خلالها اكثر من حرب مدمرة في الجوار المضطرب ما دفعه الى العمل على تطوير القدرات العسكرية للمملكة التي تتخذ منهجاً محافظاً في خياراتها السياسية.
واصبح الامير الذي توفي عن عمر يناهز السادسة والثمانين ولياً للعهد عندما تبوأ العاهل الحالي الملك عبد الله بن عبد العزيز، الاخ غير الشقيق، سدة العرش في اب/اغسطس 2005.
واشرف الامير سلطان كوزير للدفاع ومفتش عام، على تعزيز القوات المسلحة والخطوط الجوية المدنية كذلك.
وكان الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز (1982-2005) عين الامير سلطان نائباً ثانيا لرئيس الوزراء العام 1982 بعد عشرين عاماً على تعيينه وزيراً للدفاع ابان عهد الملك الراحل سعود بن عبدالعزيز (1953-1964).
وقد عانى وزير الدفاع من امراض عدة منذ 2004 وتنقل بين سويسرا والولايات لتلقي العلاج، وقالت اوساط دبلوماسية انه كان مصاباً بالسرطان. لكن لم يعلن ابداً عن طبيعة مرضه بشكل رسمي.
ولعب الامير سلطان دوراً كبيراً في توطيد سلطة العائلة الحاكمة طوال خمسة عقود او اكثر وخصوصاً كوزير للدفاع، وذلك رغم ما اثير في الاعلام الخارجي من معلومات تتعلق بصفقات السلاح.
واشارت اليه وسائل الاعلام الغربية لدى تطرقها الى صفقات الاسلحة بواسطة رجل الاعمال عدنان الخاشقجي في السبعينات، ونجله الامير بندر خلال الثمانينات مع توقيع عقد "اليمامة" الضخم مع بريطانيا وقيمته عشرات مليارات الدولارات.
وكان تعاونه عاملاً حاسماً في حملة عاصفة الصحراء التي اخرجت قوات الرئيس العراقي الراحل صدام حسين من الكويت في شباط/فبراير 1991 رغم معارضته في اول الامر شن القوات الاميركية الحرب انطلاقا من اراضي المملكة.
كما اعرب عن معارضته لمشاركة القوة الاميركية المتمركزة في قاعدة الامير سلطان جنوب الرياض في حرب العراق ربيع العام 2003.
واشرف الامير سلطان على معركة الحرم المكي حيث تحصن جهيمان العتيبي ومئات المسلحين في كانون الاول/ديسمبر 1979.
وللامير سلطان ستة اشقاء من الاميرة حصة السديري ابرزهم الملك فهد ووزير الداخلية الامير نايف وحاكم الرياض الامير سلمان بن عبد العزيز.
واول منصب تولاه عندما بدا نجمه في البروز كان حاكم الرياض عام 1947 قبل تعيينه طوال عقد من الزمن وزيراً للزراعة ومن ثم للمواصلات.
الصوره تعبيريه