لا يزال رئيس الوزراء المثير للجدل فايز الطراونة يحظى بمادة خصبة للدعابة المضادة التي تنشطت مؤخرا إلكترونيا
بعد إصراره على إصدار قانون معدل للمطبوعات يفرض قيودا على حريات التعبير والنشر. وفي الشارع الأردني لا زالت التعليقات تلاحق رئيس الحكومة على صفحات مواقع التواصل الإجتماعي . آخر حملة لنشطاء فيس بوك بعد إثارة قضية إرتداء رئيس الحكومة لأحد أنواع الحلي في رقبته تجلت في ترويج واسع النطاق لصورة يبدو فيها على هيئة داعية إسلامي يحث المواطنين على التسجيل للإنتخابات . وتأتي هذه الصور المنتشرة على صفحات الفيسبوك بعد زيارة قام بها الطراونة لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية في العاصمة عمان داعيا الى ضرورة الاهتمام بفريضة الزكاة. وظهرت صور رئيس الوزراء الأردني وهو يقول ان ” المشاركة في الانتخابات واجب شرعي والمقاطعة حرااااام ورجز من عمل الشيطان ” . وعلق ساخرون على دعوة الطراونة هذه قائلين انه اصبح ” عالم دين ” يلجأ لاستخدام هذا الاسلوب للتشجيع على المشاركة في الانتخابات ” . كما انتشرت صورة اخرى للرئيس الطراونة مركبة على جسم الفنان الاردني عمر العبداللات يحث فيها على التسجيل للانتخابات بشكل ساخر أيضا .. كتب عليها ” أبوس ايدك سجل للانتخابات .. منشان الله سجلوا . ويعتبر القائمون على نشر مثل هذه الصور انها تهدف للسخرية من الوضع السياسي القائم ونقد لاذع للواقع في الشارع الأردني من خلالها . ويرى الكاتب الساخر كامل نصيرات ان روح السخرية التي بتنا نشهدها لدى الأردنيين تنبع من الحرمان والفقر والمعاناة الدائمة قائلا : ان الشعب الاردني وبعد الربيع العربي ينحاز تماما الى السخرية كما كان حال الشعب المصري الذي اسقط النظام السابق لافتا لان اي شعب يلجأ الى السخرية ” فعلى النظام تفقد رأسه” فالانسان المحبط واليائس قد يخرج من احباطه الى نوع من الاعمال العنيفة مضيفا : ان هنالك حالة تحول اجتماعي في الاردن والسخرية التي يعبر عنها الشارع الاردني تنبئ بخطر حقيقي قادم . مشاهد كثيرة التقطت في الآونة الأخيرة بعدسات الكاميرات وانتشرت على صفحات الفيسبوك في الشارع الاردني معبرة عن احتجاج ورفض الشارع لما يحدث فيه .. فمن سائق يخلع ملابسه امام المارة في صويلح ويقف على الرصيف احتجاجاعلى مخالفة سير وأفراد عائلة كاملة يستحمون امام سلطة المياه في الزرقاء احتجاجا على انقطاع المياه . وخمسة مواطنين يقفون على مئذنة جامع في العقبة مهددين بالانتحار احتجاجا على فرض الإقامة الجبرية على بعضهم ومطالبين بفرص عمل إضافة إلى حضور شاب الى اعتصام رئاسة الوزراء في مشهد غريب متنكرا في ملابس على شكل خروف وحمل لافتة كتب عليها ” أنا الشعب الأردني ” اعتراضا على ارتفاع الأسعار. تلك الاحتجاجات الشعبية المتكررة وعلى طرافة بعضها والتي تميل للفنتازيا المبدعة لا تترك مجالا للشك بأن مزاج الأردنيين بات اكثر حدية وصعوبة وان الحالة المعيشية اصبحت أصعب على جميع المواطنين الاردنيين و على جميع المستويات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية .