صحيفة العرّاب

احتكار شركات كبرى وراء رفع أسعار المواشي و"اللحوم الحمراء"

أكد مربوا مواشي أن ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء يعود لعدم تقديم الحكومة للدعم الكافي لهم وهو ما أدى إلى استغناء عدد منهم عن تربيتها وبيعها بأسعار زهيدة لكبار التجار الذين احتكروها وتحكموا بأسعارها فيما بعد.

 واعتبر مربوا مواشي أن احتكار تجار محدودين لعدد كبير جدا من المواشي بالإضافة لتصدير بعض منها للخارج من أهم أسباب رفع أسعارها في الوقت الحالي .
 
وأشاروا أنه وبعد موجة الجفاف التي توالت خلال الأعوام الماضية وارتفاع أسعار العلف بشكل مضاعف اضطر كثير منهم إلى بيع المواشي التي يمتلكونها بأسعار قليلة لا تمثل الكلفة الحقيقية لتربية الخروف الواحد لكبار التجار الذين استغلوا حاجة صغار التجار للبيع واحتكروا المواشي في مزارع عملاقة ليتحكموا بسعره قبل شهر رمضان.
 
ويتراوح سعر الخاروف الواحد من وزن (35) كيلو الآن تقريبا بين (140-170) دينارا بينما أكد مربوا مواشي أن سعره كان يصل قبل شهرين فقط (75) دينار على أقصى حد وهو ما يعني أن الأسعار تضاعفت وأن الأرباح التي يجنيها كبرى الشركات المحتكرة طائلة.
 
وقال إبراهيم المرايات أحد مربي المواشي أن عدم تقديم الحكومة الدعم الكافي لمربي المواشي كان السبب الرئيسي وراء رفع الأسعار بهذا الشكل مشيرا إلى أن ارتفاع أسعار الأعلاف أدى إلى تخلي عدد كبير من مربي المواشي عن ماشيتهم وبالتالي بيعها لجهة واحده أصبحت تتحكم اليوم في الأسعار. وبين المرايات والذي يمتلك (300) رأس ماشية أن الكثير من مربي الماشية باعوا ما عندهم نهاية العام الماضي بأسعار زهيدة جدا فأصبح سعر الخروف الواحد دون 50 دينار بسبب قلة المراعي وتضاؤل المساحات الخضراء وارتفاع أسعار الأعلاف وهو الأمر الذي أدى إلى أن استغل بعض كبار تجار المواشي حاجتهم وقاموا بشرائها واحتكروها ومن ثم تحكموا بسعرها.
 
وبين المرايات أن قلة أعداد المواشي المتوفرة في السوق الآن كان له دور كبير في رفع الأسعار مشيرا أن ازدياد الطلب وقلة العرض يؤدي إلى رفع أي سلعة مهما كانت. وضرب المرايات مثلا بأسعار الشعير قائلا أن سعر الطن منه كان قبل أعوام يصل إلى (75) دينارا بينما يصل اليوم إلى (150) دينار بالإضافة إلى تكاليف النقل المرتفعة بسبب ارتفاع أسعار المشتقات النفطية وهو ما يؤدي إلى ازدياد الكلف على مربي المواشي وبالتالي رفع أسعارها. ومن جانبه أيد إبراهيم المصري وهو أحد مربي المواشي ما قاله معظم مربوا الماشية وهو أن احتكار المواشي من قبل تجار محدودين أدى إلى تحكمهم بالسعر مستغلين قرب حلول شهر رمضان المبارك وحاجة الناس لها وعدم استغناء شريحه وأسعه عن شرائها. وقال التاجر الذي أصبح يملك الآن أقل من (50) رأسا من الماشية أن مبيعاته انخفضت كثيرا منذ شهر تقريبا إلا أنها وصلت ذروة الانخفاض منذ الإعلان عن بدء حملة مقاطعة اللحوم الحمراء التي أعلنت عنها جمعية حماية المستهلك اعتبارا من يوم السبت الماضي. وقال "كنت أبيع من (12-15) رأسا يوميا أما الآن فأنا لا أبيع أكثر من (5) رؤوس يوميا وهو ما عرضني لخسارة كبيرة".
 
وبين المصري أنه وإذا ما ازدادت الأمور سوءا سيضطر إلى بيع كافة المواشي التي يمتلكها مشيرا إلى أن مربي المواشي أصبحوا اليوم مهددين بفقدان مواشيهم ومصدر رزقهم ولا يوجد ما يحميهم. وقال أحمد شرارة أحد مربي المواشي أيضا أن مربي المواشي الصغار متضررين مثل سائر شرائح المجتمع وأن المتنفذين والذين يملكون عددا كبيرا من رؤوس المواشي كانوا قد اشتروها بأسعار قليلة هم المستفيدون من رفع الاسعار ووصولها إلى هذا الحد فقط. ومن جانبه اعتبر مدير الاتحاد العام للمزارعين الأردنيين المهندس محمود العوران أن قيام كبريات شركات اللحوم بشراء وذبح ما لا يقل عن 40% من أمهات الخراف أدى إلى وجود نقص حاد في السوق من الخراف وبالتالي ارتفاع أسعارها في وقت ارتفع عليها الطلب. وبين أن "القرار المتسرع" والقاضي برفع أسعار الأعلاف أدى إلى أن يبيع الكثير من مربوا الماشية ما يمتلكون من خراف نتيجة عدم مقدرتهم من شراء الأعلاف وإطعام خرافهم خاصة بعد أن تقلصت المراعي والمساحات الخضراء لهذه الشركات التي احتكرتها وبالتالي تحكمت بأسعارها.
 
وقال أن عدم تقديم الدعم الكافي لمربي المواشي وارتفاع أسعار المشتقات النفطية التي رفعت أجور النقل بالإضافة لمواسم الجفاف التي توالت على المملكة كلها كانت أسباب أدت إلى ارتفاع أسعار المواشي وبالتالي ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء. وطالب المهندس العوران بإيجاد حلول جذريه لمشكلة ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء عوضا عن المقاطعة والتي اعتبرها حلا "آنيا" لا تعالج المكلة الأساسية مبينا أن دعم مربي المواشي من خلال خطة مدروسة بدعم سعر العلف بشكل يساعد مربي الماشية الصغار وتفعيل صندوق دعم الثروة الحيوانية واتخاذ الحكومة لإجراءات حماية التجار الصغار هو ما يؤدي إلى حل المشكلة جذريا. منبر الرأي