كشف مدير المشاريع الثقافية في هيئة دبي للثقافة، ضرار بلهول، عما وصفها بـ"أقدم قصة حب رومانسية" جمعت بين رجل وامرأة يعتقد أنهما عاشا قبل فترة تتراوح ما بين 4000 و4500 سنة، إذ كشفت عمليات التنقيب ـ التي تنفذها "الهيئة" في منطقة القصيص ـ عن قبر الرجل والمرأة وهما متقابلان وفي حالة عناق، مشيراً إلى أن "خبراء الآثار والحفريات اتفقوا في قراءتهم للمشهد النادر على وجود علاقة حب كبيرة جمعت صاحبي القبر، اللذين يُرجح أنهما كانا زوجين".
وتفصيلاً، شرح بلهول لـ"الإمارات اليوم" أن علماء الآثار في دولة الإمارات، وفي إمارة دبي خصوصاً، كشفوا عن رفات لشخصين "متعانقين" يُفترض أنهما رجل وامرأة تُوفيا في عمر الشباب، وذلك في موقع أثري في منطقة القصيص، مشيراً إلى أن "هذه الحالة تُعدّ استثنائية في منطقة الشرق الأوسط، ما أثار دهشة الخبراء الذين توقعوا أن الشخصين عاشا قصة حب كبيرة، انتهت بعناق مستمر منذ آلاف السنين".
ويوجد ثلاثة مواقع حفريات أثرية رئيسة في دبي في كل من: القصيص والصفوح والجميرا. ويضم الموقعان الأول والثاني مقابر يعود تاريخها إلى نحو 3000 سنة. فيما يضم موقع الجميرا آثاراً من القرن السابع إلى القرن الخامس عشر. وأوضح بلهول أنه "عُثر بحوزة الرجل على خنجر برونزي، في حين كانت المرأة تزيّن إحدى ساقيها بإسوارة برونزية"، معرباً عن اعتقاده أن الرجل والمرأة "كانا من علية القوم، وكانا يافعين، لأن أسنانهما سليمة تقريباً، ولم تتآكل". ولفت مدير المشاريع الثقافية في الهيئة إلى أن "أهمية هذه الاكتشافات الأثرية وما وجد مع رفات (الزوجين) من أدوات كالخنجر والخلخال تكمن في دلالتها على الحضارة السائدة في تلك الفترة، وطبيعة الحياة حينها"، وتابع "قد يكشف هذا العناق عن قصة حب تشجّع خيال الكُتّاب والمبدعين على محاولة قراءة جوانب هذه القصة المثيرة، التي انتهت بعناق استمر نحو 4500 سنة، إذ إنها من قصص الحب التي لم تروَ بعد".
يذكر أن أقدم قبر لرجل وامرأة عُثر عليهما في الوضعية نفسها، تم اكتشافه في منطقة إيطالية أثرية ويقدر العلماء عمر القبر بنحو 5000 عام". ويرى بلهول أن "هذا النوع من الاكتشافات يسهم في الترويج السياحي للمدينة، ما سيسهم في زيادة الزيارات إلى متحف دبي في منطقة الفهيدي، الذي يحتفظ بالقبر، من خلال استقطاب السياح الذين سيسمعون بهذه الرواية من مصادر مختلفة، ويعزز اسم المدينة بلداً غنياً بحاضره وماضيه". كما أشار إلى "الأهمية التاريخية لهذه الاكتشافات التي تنبع من تأكيد عمق المنطقة تاريخياً وجغرافياً، وتضيء جوانب جديدة حول تاريخها، والتأكيد على توالي الحضارات على المنطقة منذ القدم، ما يثبت أنها كانت مأهولة بالسكان منذ آلاف السنين".
وأكد بلهول "ضرورة إجراء فحوص واختبارات أكثر دقة، واستدعاء مختصين بالكشوفات الأثرية والتاريخية من مختلف الدول، والحصول على اعترافات دولية بأهمية هذا الكشف ودوره، ما يمهّد لتوسيع حضورهم فيها، ويمهّد لاكتشافات أكبر في المستقبل على نحو يعزّز من جاذبية المنطقة".