قضت محكمة الجنايات الكبرى مؤخرا بإعدام متهم شنقاً حتى الموت بعد إدانته بـ"قتل" حدث عمره 14 عاماً بعد اغتصابه.
وتتلخص وقائع القضية، وفق قرار المحكمة، أن المتهم، الذي يعمل سائقا بالأجرة تحرك من مخيم مادبا في 18 نيسان (أبريل) 2007، بشاحنة نوع مرسيدس إلى مطحنة للدقيق في ماركا لتحميل مادة النخالة، وكان برفقته صديقه وبعد أن قام بتحميل السيارة عاد برفقة صديقه بعد أن تناولا المأكولات والمشروبات الكحولية ثم افترقا.
وأضاف القرار إن المتهم بعد ذلك ذهب للسهر عند أصدقائه، ثم تحرك بسيارته لإيصال الحمولة لإحدى مناطق محافظة الكرك، وقبل أن يتحرك حصل تماس كهربائي بالسيارة تعطلت على اثرها أضواء السيارة، وعندها ذهب لمنزل كهربائي لمساعدته في إصلاح العطل فلم يجده وإنما وجد والدته.
وتابع أن المتهم عاد لسيارته وحاول إصلاح العطل بنفسه، وفي هذه الأثناء مر من جانبه المغدور وبينهما صلة قرابة.
وبحسب القرار، طلب المتهم من المغدور أن ينتظر معه ليوصله لمنزله، وفي هذه الأثناء حضر الشاهد (كهربائي السيارات) بعد أن أخبرته والدته ان شخصا ما سأل عنه، فنزل إلى الشارع فشاهد المتهم يقف عند السيارة وشاهد بجانبه المغدور.
بعد اصلاح العطل في السيارة عرض المتهم على المغدور أن يرافقه إلى العقبة، إلا أن الأخيررفض ذلك فأوهمه المتهم بأنه سيوصله، حيث استطاع أن يستدرجه بالكلام ووعده بأنه سيوصله إلى منزله.
وأشار قرار المحكمة إلى أن المتهم حاول إقناع المغدور بمرافقته إلى العقبة ووعده بأنه سيشتري له ملابس، مبينا أن المتهم سلك الطريق الصحراوي المؤدي إلى الكرك.
وأوضح أن المتهم، وبعد مثلث ذيبان بحوالي 3 كيلومترات، قام بإيقاف سيارته على يمين الشارع وحاول ممارسة الجنس مع المغدور الذي رفض ذلك وطلب من المتهم ان يعيده إلى منزله.
ولكن المتهم، وفق القرار، صرخ على المغدور مهدداً إياه بالضرب والقتل إن لم يسكت، وعندها خاف وأخذ يرتعد وذهب إلى الكرسي الخلفي لسيارة الشاحنة بناء على طلب المتهم الذي قام بإغلاق أبواب السيارة كاملة وقام بفعلته.
وبعد ذلك، ونتيجة "لخشية المتهم أن يخبر المغدور والده بما حصل معه، قرر أن يخفي جريمته الأولى بإرتكاب جريمة ثانية، وهي أن يقوم بقتل المغدور فأنزله من الشاحنة ووقف خلفه واحضر حجرا كبيرا (دبشة) وقام بضربه بقوة على مؤخرة رأسه فسقط المغدور مغشيا على ظهره"، وفق القرار.
وتابع القرار "أن المتهم احضر حجرا آخر وضرب المغدور به على رأسه عدة مرات حتى تأكد من انه قد فارق الحياة، وبعدها ترك جثته في مكانها وركب بسيارته تحت جنح الظلام واتجه إلى الكرك".
وأضاف "في الطريق توقف المتهم عند استراحة وغسل يديه بالماء لكون دماء المغدور، قد أصابت يديه دون ملابسه، وقام المتهم بالوصول بالسيارة إلى الكرك وانزل حمولته هناك".
وتابع "وفي ظهر اليوم التالي اتجه إلى مناجم الفوسفات في الحسا وقام بتحميل الشاحنة بالفوسفات، ولدى وصوله منطقة الحسينية منتصف ليلة 20 نيسان (أبريل) 2007 اتصل بصديقه وادعى انه مريض وطلب منه الحضور إلى الحسينية ليقود الشاحنة عنه".
وأوضح القرار "وبالفعل حضر الصديق وقاد الشاحنة للعقبة، فيما نام المتهم بداخلها ، وكان المتهم قد تلقى اتصالات هاتفية من أقاربه وأصدقائه اعلموه فيها باختفاء المغدور واكتشاف جثته في اليوم التالي، وانه مطلوب للشرطة".
ثم بعد ذلك أوقف المتهم السيارة في العقبة، وقام بتسليم نفسه للشرطة، حيث اعترف أمام الشرطة والمدعي العام بإرتكابه للجريمة".