في ظل ارتفاع أسعار المواد الغذائية مع حلول شهر رمضان المبارك طالب خبراء اقتصاديون المواطنين اليوم بضبط نفقاتهم بما يتلاءم مع حاجاتهم الأساسية والتوقف عندها.
وتزامنت موجة ارتفاع الأسعار والتي طالت معظم السلع التي تعتبر من أساسيات المستهلك مع شهر رمضان حيث لم يعد بمقدور الكثيرين شراء هذه السلع بسبب ارتفاع أسعارها إلى مستويات قياسية.
وعبر مواطنون عن وقوعهم بين نارين نار الأسعار المرتفعة من جهة ونار الحاجة لتلك السلعة والأصناف الغذائية في شهر رمضان من جهة أخرى.
إلا أن هناك العديد من الطلبات تبرز من وقت لآخر بضرورة ترشيد استهلاك المواطنين واقتصار الشراء على الضروريات والأساسيات وعلى قدر الحاجة دون محاولة شراء المزيد تخوفا من رفع أسعارها ونفاد كمياتها من السوق المحلي.
وأكدت دراسة حديثة أجرتها جمعية حماية المستهلك أن الأسعار ارتفعت بنسبة تراوحت من (20-25% ) خلال الأسبوع الذي سبق شهر رمضان المبارك.
وارتفعت أسعار الكثير منت السلع الأساسية حيث وصلت أسعار السكر والشاي بنسبة تراوحت بين (15-20%) خلال الأسبوع الماضي بينما ارتفعت أسعار بيض المائدة بنسبة 40%.
وارتفع سعر بيض المائدة خلال الأسبوع الذي سبق شهر رمضان المبارك حتى تراوحت أسعار الطبق الواحد بين (6ر2-9ر2) بعد أن كان قبل أسبوع سعر الطبق (9ر1) دينار فقط .
وفرض ارتفاع الأسعار عند بعض الأسر تقليل الإنفاق بشكل كبير والتنازل عن سلوكياتها الشرائية التي كانت تمارسها خلال السنين الماضية في شهر رمضان من خلال شراء كميات كبيرة من المواد الغذائية إلا أن الثقافة الشرائية عند أسر أخرى جعلتهم يقبلون على اقتناء أكبر قدر ممكن من المواد الغذائية وتخزينها قبل حلول شهر رمضان المبارك حتى على الرغم من شح الموارد المالية.
وبينما يسير رب أسرة وزوجته في إحدى المؤسسات المدنية في عمان تسبقهما عربتان مليئتان بالمواد الغذائية ويقول للرأي أن هذه المواد هي استعداد لاستقبال شهر رمضان المبارك الذي تكثر فيه الحاجات الشرائية للأسرة.
ويقول رب الأسرة أن هذه الكميات ليست كافية للشهر كله وأنه يعاود التزود ببعض المواد التي تنفد حسب الحاجة مشيرا أن شهر رمضان يفرض ضرورة شراء هذه الكميات الكبيرة بسبب العزائم.
ويقول غسان البلبيسي موظف قطاع خاص أنه ومن الصباح ذهب إلى السوق من أجل التسوق وشراء ما يلزم من حاجيات لشهر رمضان إلا أنه تفاجأ بحمى الأسعار التي طالت معظم السلع الأساسية التي تحتاجها الأسر.
وبين البلبيسي أنه أنفق المبلغ الذي خصصه لشراء المواد التموينية التي يحتاجها على شراء نصفها فقط بسبب ارتفاع الأسعار مبينا أن علية الآن التعامل مع هذا الوضع الاقتصادي وبالتالي الحرص على أن لا ينفذ هذا المخزون الذي لن يستطيع التزود بعده بشيء.
واعترفت سعاد ( ربة أسرة) أنها لا تملك الإمكانيات لشراء كل ما تحتاجه في شهر رمضان إلا أنها أشارت في الوقت ذاته أن الوضع صعب فالمواطن حائر بين الواجبات الاجتماعية المرهقة في شهر رمضان والإمكانيات المادية المحدودة.
ومن جهته بين أمين سر جمعية حماية المستهلك الدكتور عبد الفتاح الكيلاني أن المستهلك الأردني اعتاد على الشراء بكميات كبيرة تفوق حاجته وخاصة في شهر رمضان المبارك باعتبار كثرة الشراء يعد ثقافة بحد ذاتها.
وأشار الكيلاني أن على المستهلكين في الأردن إعادة النظر في ثقافتهم الشرائية والاستهلاكية بما يتلاءم والأوضاع الاقتصادية التي يتوجب التعامل معها بحكمة بالغة.
وقال الدكتور الكيلاني أن الغذاء ليس للشهوات بل لتلبية حاجات أساسية ومتطلبات يومية ليبقى الإنسان على قيد الحياة مشيرا إلى أن المرحلة المقبلة صعبة بسبب ارتفاع الأسعار وأن المستهلك بحاجة للتوفيق بين الحاجيات الأساسية والإمكانيات الشرائية أكثر من أي وقت مضى.
وقال الخبير الاقتصادي الدكتور هاني الخليلي أنه وفي ظل المعطيات الحالية التي تمثلت بارتفاع الأسعار فأنه أصبح لزاما على المواطن الأردني عمل ميزانية لشراء حاجياته الأساسية والتقيد بها وعدم الإخلال فيها.
وبين أن ما يترافق مع شهر رمضان المبارك من عادات وتقاليد خاطئة أصبحت تشكل عبئا على المواطنين من ذوي الدخول المحدودة والذين يحاولون مسايرة تلك العادات على حساب ممتلكاتهم وحاجات أساسية أخرى.
وأشار الخليلي أن كثرة العزائم وطهي كميات كبيرة من الأصناف على طاولة الإفطار هو تبذير يجب أن يبتعد عنه المواطنون ويجب على المواطن أن لا يعيش أسيرا لعادات قديمة لا تتناسب والأوضاع الاقتصادية حاليا.
ودعا الأسر الأردنية إلى الاكتفاء بشراء ما يكفي حاجتهم فقط من المواد والسلع الغذائية دون مبالغة في الشراء وبالتالي التأثير سلبا على حاجيات الأسر الأخرى.