'اذا كنت تقرأ هذا الخبر فمن المؤكد انك مازلت على قيد الحياة وان العالم لم ينتهِ بعد', فوفق تقويم شعوب المايا فإن اليوم هو نهاية العالم, اذ تؤمن شعوب المايا ان الالهة تصنع العالم وتفككه بانتظام, وتعتقد انها تعيش في 'مرحلة طويلة' بدأت في 11 اغسطس 3114 قبل المسيح على ان تنتهي في 21 من ديسمبر 2012.
وفيما بعض الناس مقتنعون ان نهاية العالم ستحل فعلا الجمعة وهي نبوءة تغذيها نهاية حقبة كبيرة في روزنامة شعوب المايا، يواجه اخرون هذا "اليوم الاخير" ببرودة اعصاب وفكاهة.
استراليا هي احدى اولى الدول التي اشرقت فيها الشمس في 21 كانون الاول/ديسمبر. وقد تلقت صفحة "فيسبوك" لهيئة السياحة الاسترالية سيلا من الرسائل تسأل ان كان لا يزال ناجون على هذه الجزيرة-القارة.
فردت المنظمة قائلة "نعم نحن احياء!".
وقال اندرو ماكفوي مدير الهيئة "نحن نثمن للمايا مساعدتهم لنا على تجاوز عتبة الاربعة ملايين متابع على صفحتنا على شبكة فيسبوك".
وعجت خدمة تويتر للمدونات الصغرى ايضا بالتعليقات المضحكة حول نهاية العالم ومنها "نبأ هام: نهاية العالم ارجئت الى حين فوز ليفربول ببطولة الدوري الانكليزي الممتاز لكرة القدم. فاطمئنوا!" على ما قال ماريو بالوتيلي لاعب مانشستر سيتي وقد اعيد بث الرسالة الاف المرات.
وتحتفل اميركا الوسطى والمكسيك الجمعة بنهاية حقبة كبيرة وطويلة جدا استمرت 5200 عاما في روزنامة المايا (يحددها بعض الباحثين في 23 كانون الاول/ديسمبر) وهو حدث يربطه البعض بنهاية العالم.
وقد اتصل الاف الاشخاص بوكالة الفضاء الاميركية يسألون عن كيفية التصرف في حال حلول نهاية العالم.
وعلى صفحة انترنت مخصصة لتبديد هذه النبؤات المفترضة سعت الناسا الى طمأنة سكان الارض قائلة "عالمنا مستمر منذ اكثر من اربعة مليارات سنة ويؤكد علماء اصحاب صدقية عبر العالم ان لا تهديد ابدا مرتبطا بالعام 2012".
الا ان البعض يفضل اخذ الاحتياطات.
في هولندا يستعد رجل الى طوفان محتمل فوضع اللمسات الاخيرة على زورق نجاة يتسع لنحو خمسين شخصا على ما ذكرت الصحف الهولندية. واكد بيتر فرانك فان دير مير لصحيفة "فولكسكرانت" "المايا لم يكونوا مجانين واذا ما نظرنا الى النبوءات التوراتية فان الجبال ستذوب مثل الشمع".
والى بلدة سيرينتشي التركية الصغيرة التي ستنجو من نهاية العالم بسبب "تيارات ايجابية" بحسب اتباع مذهب الالفية، تدفق مئات المراسلين الصحافيين بحثا عن اشخاص لجأوا الى القرية في "يوم الاخرة" هذا. وقد فاق عددهم عدد سكان البلدة الاصليين.
لكن بعيدا عن الضجة الاعلامية وانتشار 500 شرطي احتياطا، كان الهدوء مسيطرا على القرية بمنازلها اليونانية القديمة المرممة الواقعة على بعد كيلومترات قليلة من بحر ايجه.
في فرنسا وفي بلدة بوغاراش التي ستنجو على ما يبدو من الدمار النهائي ايضا، صدت السلطات حفنة من الناس حاولوا التوجه الى قمة جبل البلدة. لكن السلطات لم تسجل حتى الجعمة اي تدفق استثنائي الى المنطقة. وقد منع الوصول الى قمة الجبل والى الكهوف فيها مع تدقيق بالداخلين الى البلدة ومنعت فيها السهرات والصيد والتحليق فوق الجبل.
اما اميركا الوسطى وهي قلب حضارة المايا فتستعد منذ اسابيع ليس لنهاية العالم بل للانتقال الى حقبة جديدة.
ومنطقة تشيتشين ايتزا احد المواقع الاثرية الرئيسية لثقافة المايا في جنوب شرق المكسيك تستعد لاستقبال 15 الى 20 الف زائر الجمعة على ما افاد مسؤولون.
واوضح ناطق باسم المعهد الوطني لعلم الاناسة والتاريخ "سيكون يوم زيارة عاديا بالتواقيت الاعتيادية".
الا ان المعهد قال ان موقع تشيتشين ايتزا وهرمه الشامخ في كوكولكان سيستقطبان عددا من الزوار يوازي العدد الذي يحضر عادة الاحتفالات باعتدال الربيع عندما تأتي جموع غفيرة لرصد اولى اشعة الربيع على حجارة الموقع الذي يعود الى الاف السنين.
ويتوقع حضور الكثير من الزوار الى مواقع اثرية اخرى في جنوب-شرق المكسيك وغواتيمالا وسلفادور وهندوراس التي كانت ارض حضارة المايا.
وقد بدأت الاحتفالات الخميس امام نحو ثلاثة الاف متفرج مع طقوس ورقصات في اثار تيكال الرائعة في قلب الغابة الاستوائية في غواتيمالا.