وكان من المفترض أن يتم تنفيذ الحكم في الساعة الحادية عشرة صباحا، ولكن تم تأجيل ذلك إلى الثانية ظهرا لعدم وصول السياف لمنطقة حائل.
وبدأت قصة عبد الله بن فندي غازي السعيد الشمري عندما كان في الثالثة والعشرين من عمره؛ عندما أدّت مضاربة نشبت بينه وبين معجب الرشيدي إلى مقتل الرشيدي إثر تلقيه ضربةً قاتلةً بعصا غليظة، واقتيد وقتها إلى السجن.
وبعد خمس سنوات من التقاضي حكمت هيئة من القضاة بإدانة الشمري بجريمة القتل الخطأ، وألزمته بدفع الدية الشرعية لأسرة القتيل، قبل أن يُفرج عنه.
وبعد خروجه احتفل عبد الله بزواجه، لكن فرحته لم تدم طويلاً؛ فبعد نحو عامين من زواجه أُلقي القبض عليه من جديد، وأُودع السجن، وأُعيدت محاكمته بناءً على طلب ذوي القتيل، وحُكم عليه هذه المرة بالقصاص.
وأسندت إدارة سجون حائل رئاسة العنبر المثالي في سجن حائل للشمري نظير الدور الذي أدّاه خلال فترة سجنه من حثّ عشرات السجناء على حفظ القرآن الكريم، وإقناع السجناء المدخنين بالإقلاع عنه؛ ما جعل معظم السجناء يحفظون القرآن الكريم، كما أن تميزه سلوكياً داخل السجن كان له تأثيرٌ بالغٌ في تحسُّن سلوك المئات من السجناء.
يشار إلى أن قضية الشمري تحظى بتعاطف شعبي واسع في المملكة ودول الخليج، وقد شهدت وساطات لشيوخ خليجيين عرضوا مبالغ ضخمة للعفو، في حين أمضى آلاف المواطنين صباح اليوم أوقاتهم أمام الشبكات الاجتماعية في انتظار خبر العفو، وتداولوا على نطاق واسع نداء لابنة السجين الشمري موجهاً لقبيلة الرشايدة بالعفو لوجه الله.