صحيفة العرّاب

تقرير : لاجئات سوريا يلجأن للدعارة في الزعتري

 تمشي وسط الخيام البلاستيكية في أحد أطراف المخيم الصحراوي المترامي الأطراف المكدس باللاجئين السوريين، فتشير إليك شابة ترتدى غطاء رأس أبيض اللون.

"تعال، وستقضي وقتا جميلا"، هكذا قالت ندى، البالغة من العمر تسعة عشر عاما، والتي فرت من مدينة درعا بجنوب سوريا إلى الأردن قبل شهور، أما أبوها، ذو اللحية التى غزاها الشيب والذي يرتدي غطاء رأس تقليديا، فيجلس تحت الشمس الحارقة وهو يشاهد الموقف صامتا.

والواقع أن ندى تبيع جسدها مقابل ما يساوى سبعة دولارات، بل إن الأمر قابل للتفاوض، ويبلغ دخلها اليومي في المتوسط ما يساوي نحو سبعين دولارا.

وعلى بعد بضعة خيام، يقوم هذا الشاب السوري بعرض زوجته لمن يريد، الشاب يقول إنه كان يعمل حلاقا في مدينة إدلب السورية.

ويضيف "يمكنك أن تحصل عليها طوال اليوم في مقابل سبعين دولارا"، ويتابع قائلا إنه لم يكن يتصور أن يتاجر فى جسد زوجته، لكنه برر ذلك بالحاجة إلى إرسال أموال لوالديه وأقاربه في سوريا، حيث يتعين عليه إرسال 200 دولار شهريا.

ومع الزيادة الحادة في تدفق اللاجئين السوريين إلى الأردن المجاور، تزايدت أوضاعهم مأساوية، وفي ظل تمزق سوريا بسبب الحرب وانهيار الاقتصاد تجاوزت أعداد اللاجئين الفارين خارج البلاد المليون شخص، حسبما أعلنت الأمم المتحدة هذا الأسبوع.

ويوجد فى الأردن من بين هؤلاء أكثر من 418 ألف شخص، سجلت السلطات الأردنية من بينهم خمسين ألف لاجئ جديد في شباط وحده، وهو أعلى رقم يتم تسجيله من اللاجئين إلى الأردن في شهر واحد حتى الآن.

العشرات من السوريات اللاتى فررن إلى الأردن تحولن إلى الدعارة، بعضهن بدافع الاضطرار وبعضهن تم بيعهن، حتى من قبل عائلاتهن، وتتعرض العديد من النساء للاستغلال من القوادين والمتاجرين بالبشر، وخصوصا بسبب فرار عدد كبير من النساء من دون أسرهن، وبعضهن فر ومعهن أطفالهن وليس لديهن مصدر للدخل.

وتحدثت الأسوشيتد برس إلى 11 لاجئة سورية يعملن بالدعارة في مخيم الزعتري للاجئين وبلدة حدودية وثلاثة مدن أردنية، لكنهن طلبن عدم ذكر أسمائهن، بسبب العار الذى يمكن أن يلحق بهن، وخشية تعرضهن لملاحقة الشرطة الأردنية.

وقالت أغلب هؤلاء النسوة الإحدى عشرة إنهن اتجهن للدعارة بسبب الحاجة الماسة للمال.

واشتكى سكان المعسكر من أن المرافق العامة أصبحت ملجئا للدعارة في الليل، في حين يقول عمال الإغاثة إن العشرات من الأطفال يولدون من دون أن يتم تسجيل أبائهم ربما بسبب إنهم جاءوا نتيجة ممارسة الدعارة.

وقال محمد أبو زريق "50 عاما" الذى يعمل بوابا في المخيم، ومن مدينة درعا، قال إنه بجانب الدعارة تأتي النساء لبيع أنفسهن بشكل صريح، مضيفا "قام جاري ببيع ابنته مقابل 2000 دولار لرجل سعودي في عمره".

وتقوم قوات الشرطة الأردنية بحراسة بوابات المعسكر، ولكنها لا تقوم بدوريات داخل المعسكر، ولذا فإن العاهرات، أو زبائنهن لا يساورهم القلق من أن يتم القبض عليهم.