ما يزال التوغل الاسرائيلي مستمرا في القطاع الزراعي الاردني من خلال سماسرة وتجار يعملون لحساب الجمعيات التعاونية الزراعية الاسرائيلية التي تسمى "كيبوتسات".
وتسلط "الدستور" الضوء على قضية خطيرة تمس الاقتصاد الزراعي جراء قيام اسرائيل مؤخرا وعبر سماسرة ومصدرين وتجار بشراء ثمار الزيتون في المناطق المروية عالي الجودة.
وتبدأ الجهات الاسرائيلية المعنية بشراء الثمار منذ شهر تموز الماضي قبل نضجه وباسعار مرتفعة حيث تدفع نصف الثمن سلفا وتستكمل الدفعة الاخرى عند قطاف ثمار الزيتون في شهر تشرين الاول وتشرين الثاني.
وتحدد الجهة الشارية مسبقا انها تريد مثلا كمية محددة من الثمر في شهر القطاف ، ليتم تصديرها الى اسرائيل لعصرها في معاصرها وتخليل بعضه وتعبئته مجددا وتصديره الى امريكا واوروبا على اعتبار انه منتج اسرائيلي.
«الزراعة»: فرض رسوم نوعية
وحول هذا الموضوع قال وزير الزراعة ان اجتماعا عقد مؤخرا مع كافة الاطراف لبحث قضية بيع الزيتون وتصديره الى اسرائيل ، مشيرا الى ان الوزارة تدرس بجدية القضية وتتابعها مع كافة الاطراف المعنية تمهيدا لحماية هذا المنتج الاستراتيجي.
وكشف وزير الزراعة المهندس سعيد المصري في معرض اجابته على استفسارات "الدستور" بهذا الخصوص ان الوزارة تدرس جديا عدة امور من شأنها ان تحد من ذلك الامر ومنها امكانية فرض رسوم نوعية مرتفعة على صادراتنا من هذا المنتج الى اسرائيل ، منوها الى ان كمية صادرات الزيتون الى اسرائيل منخفضة ونسبتها بحدود (5 - 7)% من اجمالي منتج الزيتون في المزارع الاردنية.
الساكت: حماية المنتج واجب وطني
من جانبه أكد رئيس جمعية منتجي الزيتون الاردنية المهندس موسى الساكت مكانة الأردن الزراعية والاقتصادية وتميز الإنتاج الأردني الخاص بمنتجات الزيتون وتحقيقه سمعة عربية ودولية ، مبينا ضرورة حماية هذا المنتج الاستراتيجي من التوغل الاسرائيلي الذي يلحق الضرر بقطاع الزيتون في المملكة ، مشيرا الى ان عملية الشراء تتم من خلال التجار.
واضاف الساكت ان نسبة المزارعين الذين باعوا مباشرة للاسرائيليين لا تتجاوز 5% فيما تذهب بقية منتجات المزارعين الى المعاصر والاسواق المحلية.
واشار الى ان %77 من الزيتون المزروع في المملكة من الزراعات البعلية ، فيما تبلغ نسبة الزراعة المروية لهذا المنتج %23 ولذلك تحرص اسرائيل على شراء المنتج من الزراعات المروية الذي يعتبر عالي الجودة ، حيث تقوم بعصره في معاصرها ومن ثم تخلله وتعيد تصديره على انه منتج اسرائيلي ، كاشفا النقاب عن ان نسبة البيع لاسرائيل العام الماضي بلغت %34 من اجمالي زيتون المناطق المروية وبكمية تصل الى 29 الف طن.
واكد ان ذلك يلحق الضرر بالاقتصاد الوطني اضافة الى انعكاساته السلبية على هذا القطاع الحيوي ، مطالبا بمنع التصدير من أجل المحافظة على "هوية زيت الزيتون الأردني" الذي نال الشهرة والامتياز بجودته.
وحذر من استمرار تصدير كميات من زيت الزيتون بشكل فوضوي ، وتصدير ثمار الزيتون إلى اسرائيل بنفس الطريقة ، ومن ثم إعادة تصديره في عبوات مطبوع عليها "منتج اسرائيلي".
واشار الساكت الى ان الجمعية وبالتعاون مع كافة الجهات المعنية ستعمل جاهدة لوقف تصدير الزيتون الى اسرائيل ، مشيرا الى ان الجمعية تلقت وعودا من وزير الصناعة والتجارة ووزير الزراعة لحماية هذا المنتج الوطني.
من جانبه قال نقيب نقابة تجار ومصدري الخضار والفواكه سمير ابوسنينة ان للمزارع الحق في بيع منتجه بالسعر الذي يراه ، منوها الى ان الذي يشتري منتج الزيتون من الاردن هم عرب 48 وبعض التجار يشترون ثمار الزيتون من المزارعين على طريقة "أوزانا على الشجر" ، وبعد قطفه يتم تصديره إلى "إسرائيل" ليعاد عصره في مدن حيفا ويافا وعكا ومن ثم تصديره للخارج.
ويتوقع مطلعون أن يتم تصدير نحو 15 الف طن الى اسرائيل خلال هذا العام الحالي ومن خلال عقود وقعت مسبقا مع مزارعين الأمر الذي سيؤثر سلبا على اسعار المنتج في الاسواق المحلية.
فيما يتوقع خبراء أن يبلغ إنتاج الزيتون لهذا العام حوالي (125) ألف طن ، وسيتم تحويل (30) ألف طن منها للكبيس (التخليل) ، ما يعني أن الإنتاج المتوقع من زيت الزيتون سيكون بحدود (17) ألف طن.
وبحسب وزارة الزراعة ، فإن المساحة المزروعة بالزيتون تقدر بنحو (1,280) مليون دونم بواقع (17) مليون شجرة زيتون ، وهذه المساحة تعادل حوالي 72( بالمئة) من المساحة المزروعة بالأشجار المثمرة ، وحوالي 34( بالمئة) من كامل المساحة المزروعة في الأردن.
يشار إلى أن متوسط الاستهلاك السنوي للأردني من زيت الزيتون تبلغ حوالي (4,6) كغم ـ لكل فرد ، وبلغ إنتاج زيت الزيتون في عام 2006 نحو (37,2) ألف طن بفائض مقداره («15,5) ألف طن ، وتم تصدير (2,5) ألف طن منه. وفي عام 2007 بلغ إنتاج زيت الزيتون حوالي (21,2) ألف طن بعجز مقداره ( - 3,3) ألف طن ، وتم تصدير (2,2) ألف طن منه ، فيما تبلغ قيمة الدخل السنوي الأردني من منتجات زيت الزيتون بنحو 100 مليون دينار ، فيما تصل قيمة الاستثمارات في قطاع الزيتون زراعة وتصنيعا وتجارة نحو مليار دينار.
يشار الى ان الأردن يحتل المرتبة الثامنة عالميا بين الدول المنتجة للزيتون وبمستوى زراعي يصل إلى 20 مليون شجرة زيتون.
وتشير بيانات وزارة الزراعة الى ان المساحة المزروعة بأشجار الزيتون تشكل 72 بالمئة من المساحة المزروعة بالأشجار المثمرة أي ما نسبته 34 بالمئة من كامل المساحة المزروعة بالأشجار المثمرة وتبلغ المساحة المزروعة باشجار الزيتون مليونا و 260 الف دونم تشكل %72 من المساحة المزروعة بالاشجار المثمرة. (الدستور - محمود كريشان)