استعرض استاذ الاثار الدكتور محمد وهيب الادلة والبراهين التي تحدد الموقع الذي قتل فيه عتيبة بن أبي لهب في الزرقاء اثر دعاء النبي الكريم صلى الله عليه وسلم عليه.
وذكر في الندوة التي نظمتها جمعية نشميات الأردن الخيرية بالتعاون مع اتحاد المؤرخين ونادي السياحة والتراث الشعبي في الجامعة الهاشمية مساء الاثنين في غرفة تجارة الرصيفة الرحالة الذين أكدوا وقوع تلك الحادثة في وادي الزرقاء مثل الجزيري في كتابه (درر الفرائد)، وبكبريت في كتابه (رحلة الصيف والشتاء)، مشيرين الى الطريق الذي يمر بجوار وادي الزرقاء المتميز بعذوبة مياهه وكانت تسلكه القوافل التجارية من مكة المكرمة والمدينة المنورة الى بلاد الشام عبر وادي الزرقاء.
واورد المشرف الرئيسي على الموقع الدكتور وهيب ما قاله الدميري الذي يعد من أشهر الرحالة والمؤرخين القدامى في كتابه(حياة الحيوان) اذ ذكر أن الرسول الكريم دعا على عتيبة بقوله: (اللهم سلط عليه كلبا من كلابك ) فافترسه الأسد في الزرقاء من أرض الشام ، لافتا الى أن ما يدعم أقوال الرحالة الأوائل وهو كثرة انتشار الأسود في الزرقاء قديما وفقا لما ذكره الرحالة الألماني بيركهارت.
وقال ان نتائج البحث في منطقة الموقع اكدت انتشارا كثيفا للكسر الفخارية من العصر الروماني والبيزنطي والاسلامي والحجارة المشذبة المستخدمة في بعض الابنية الحديثة، وبقايا الأعمدة التي ما زالت ملقاة على جانبي الوادي.
واضاف ان الموقع وجد مثبتا على أقدم الخرائط في العالم المسماة خريطة ( بوتنجر ) حيث كانت الزرقاء تظهر باسم (جادا )، مبينا ان نتائج اعمال المسوحات الأثرية الميدانية ، والخرائط القديمة وأقوال الرحالة والمؤرخين، تشير الى مدينة خربة الحديد (جناعة حديثا) وما زالت بقايا أعمدة اثرية بجوار كلية المجتمع الاسلامي آخر الشواهد على حادثة مقتل عتيبة، كما تم الكشف عن بقايا قنوات مائية مقطوعة في الصخر على اطراف حي جناعة وكسر فخارية موجودة بكثرة.
وبينت النائب ردينة العطي ان جمعية نشميات الاردن ستقوم بدعم الاكتشاف، وفكرة اقامة مسلة أو صرح تذكاري في المكان .
وقال الباحث الدكتور عبد العزيز محمود أن نهر الزرقاء ضم العديد من الأماكن التاريخية والتراثية المنبثقة عن حضارات مهمة، مشيرا الى أهمية احياء هذا التراث بتأهيل الوادي والحد من تلوثه، وتعزيز الوعي بالتراث والحضارات المندثرة.