:ملأت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي جملة "والله لنكيف"، وهي جملة جعلت تعالج أغلب القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية في البلاد لكن بسخرية.
الجملة جلبت إليها آلاف المعجبين، وحملت العديد من القروبات والصفحات اسم "والله لنكيف"، أسوة بصورة طفل مضحك أضاف لها أحد ناشطي فيسبوك هذه الجملة، وبدأ مستخدمي الفيس يضيفونها على أغلب مواضيعهم اليومية.
وفي مقابل "والله لنكيف" هناك جملة مفارقة بالعكس منها تقول: "بطّلنا نكيف" وفي كل الأحوال، وبغضّ النظر عن رغبة مقدم الجملة بـ"التكييف" أم لا، فإنّ المقصود واحد؛ السخرية.
ومن الأمثلة على ذلك: "بطّلنا انكيف..بدهم يعطونا أرضنا، ويوخذوا أرضنا بدالها"، في إشارة سياسية لموافقة المبادرة العربية على مبادلة الأراضي مع كيان الاحتلال، و"بكرا الخميس..والله لنكيف"، و"نزل الراتب..والله لنكيف"، "أجا الشوب..والله لنكيف"، الخ، والعديد من المواضيع الحياتية تضفي لها هذه العبارة جو السخرية.
وأشهرت المواقع الاجتماعية، لا سيما فيسبوك، العديد من الجمل لتصبح بذلك "جملة شهيرة" متداولة، ويرجع ذلك لتعدد اللهجات والعادات والتقاليد التي تربطها "صداقة إلكترونية".
وبين الحين والآخر تظهر علينا جملة جديدة أو حدث طريف يتداوله المجتمع فتصبح مفتاح علاقة بين الكثير وتتداركها وسائل الإعلام، لا سيما الشبابية منها لجلب المشاهدات، حيث أنّها شهيرة، فبينما يتناقل الفيسبوكيون "والله لنكيف"، سارعت بعض القنوات التلفزيونية بصناعة برامج بذات الاسم، ونجحت بالفعل.
ولا ينسى نشطاء فيسبوك بعض الجمل السابقة مثل: "عزيزي مثلا"، حيث تحوّلت هذه الجملة من السخرية إلى انتقاد لاذع في بعض الأحيان بدون رقابة، أساليب كثيرة للسخرية من بعض العادات الاجتماعية القديمة أو الموضات المستهجنة أو حتى بعض القرارات الحكومية غير المرغوب فيها، التي لا يجرؤ نشطاء التواصل على الجهر بها خارج إطار فيسبوك أو تويتر أو مدونات، لما سيتحتّم على ذلك من مساءلات قانونية أحياناً.
ومن بعض الجمل المتداولة كثيراً فيسبوكياً من صنف "عزيزي مثل"، "عزيزتي الحكومة بالنسبة للكفالات برجوع شاهين..جولدن ولا i2 مثلا؟"، وأيضاً "عزيزي الوطن العربي بالنسبة لكل يوم بتطرد رئيس..ستار أكاديمي مثلاً؟"، "وعزيزي القذافي بالنسبة للملابس اللي بتلبسها..برعاية سيدار للستائر مثلاً؟"، و"عزيزي علي عبد الله صالح بالنسبة لفاتكم القطار..نوخذ تاكسي مثلا؟".
بين شدّ ومرونة وجدل تجاه هذه الجروبات، فالكثير مستمتع بوجودها ومنهم من يرفضها، إلاّ أنّها تلاقي رواجاً لافتاً يصل في حالات إلى اشتراك آلاف في مجموعة معينة وتناقل مواضيعه والنكات الساخرة منه وإليه.
وتشير قراءات تحليلية لمواقع الإنترنت، وخاصة مواقع التواصل الاجتماعي منها، أنّها تعدّ عاملا خطيرا من شأنها الضغط سياسياً واجتماعياً على الحياة المدنية والسياسية.