ننشأ على قصّص سندرلا، والشاطر حسن حتى تتجلى الأساطير وروايات الأطفال حقيقةً في حياتنا. الأمير يتزوّج الخادمة والعكس صحيح. يوم 21 آذار، تزوّجت هند الحريري من أنس قاروت حارسها الشخصي. وقد أقيم حفل الزفاف في منزل عائلة الحريري في باريس إلى جانب السيد والسيدة شيراك وعائلتها. وقد حرص العروسان على وضع صورة مؤطرة تمثل رفيق الحريري وزوجته.
هند البالغة من العمر الرابعة والعشرين هي ابنة رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري الذي اغتيل في 14 فبراير 2005، وهذه المرأة هي الشابة الأكثر ثراءً في العالم. وننتقل إلى ستيفاني موناكو، فبعد فسخ خطبتها تزوجّت في 1 يوليو 1995 من دانيال دوكريت، ما احدث ضجّة في المجتمع لأن هذا الاخير يكون حارسها الشخصي ما يجعل زواجها يبدو ككارثة وانفصل الزوجان في 4 أكتوبر 1996. كما وضعت مولودها سنة 1998 من قبل جان ريمون، الذي كان أيضا حارسا شخصياً للأميرة.
في سبتمبر 2003 اقترنت ايضاً بالأكروبات آدم لوبيز بيريز، وانتهى زواجهما ايضاً بالطلاق في نوفمبر تشرين الثاني 2004. ونتساءل ما هي الأسباب التي تدفع بأميرةٍ او ابنة رئيس وزراء تتمتعان بأموالٍ وجاهٍ ونفوذٍ وعلمٍ وثقافةٍ وشهاداتٍ... زارتا بلاد العالم، وتستطيعان الانخراط بالمشاهير وأصحاب النفوذ والامراء والوزراء والديبلوماسيين... ليقع اختيار هكذا امرأةٍ بالزواج من حارسها الشخصي الذي لا ينتمي لمستواها العلمي او الفكري او المالي؟ هي لا تصدم فقط المجتمع، بل ايضاً تحدث بلبلةً في محيطها، وتدخل في صراعاتٍ مع عائلتها، واكثر تخوض خطر الاقتران بشريكٍ قد لا يبادلها الحبّ بل يطمع بمكانتها الاجتماعية ورصيدها ونفوذها، فأي انسانٍ قد يرفض عرض زواجٍ من اميرةٍ او اثرى شابةٍ في العالم؟ تلك النساء يمتلكن كل شيءٍ ولكنهن يفتقرن للأمان، وينشأن بعزلةٍ ووحدةٍ، غير معتادات على الإنخراط بالناس والتعاطي معهم، فيغرقن في الملّل وأحكام البروتوكول، ويجدن حارسهم الشخصي الأكثر تواجداً معهن، يؤمن لهن الحماية الجسدية والمعنويّة، فتتجسّد كل معالم الرجوليّة في حضورهم إلى جانبهن.
يقضين أغلب أوقاتهن معهم حتى ينتهي أمرهن بعشقهم. فالمرأة مهما علا شأنها تبقى تبحث عن الأمان والرجوليّة التي تعطيها السعادة الداخليّة التي عجزت الأموال عن تقديمها لها. هنّ لا يبالين اذا ما كان الحبيب ثري وصاحب سلطةٍ وشهاداتٍ لأنّ لديهن الكثير منها... بل يرغبن بتبادل الحب وانجاب الأطفال والعيش بقرب رجلٍ يثقن به ويحميهن. فما سرّ زواج الاثنتين؟ اهو الحبّ الذي لا يفرق بين ثري وفقير، متعلّم وأمّي، رئيس ومواطن، لقاء روحين لا يباليان بالماديّات ولا يعرفان سوى الهيام الطاهر البعيد عن زواج المصلحة وكل المطامع؟ او هي الوحدة والافتقاد للأمان والحنان والرغبة بالاستقرار او الامتلاك؟