يحمل شهر رمضان معاني روحانية تجعلنا لا ننظر للشهر على أنه مجرد ساعات يقضيها المرء الصائم ممتنعا عن الطعام والشراب، وإنما يهدف هذا الشهر لتمرين المرء على الصبر والسيطرة على النفس وكبح شهواتها المختلفة. كما ويقوم الشهر الفضيل بتعليم المرء قوة الاحتمال؛ حيث إن الموظف المسلم يكون عليه القيام بعمله الذي يقوم به طوال السنة.
ورغم تقليل ساعات العمل، إلا أن هذا لا يعني اعتبار شهر رمضان فرصة للكسل؛ حيث نجد البعض يأخذ من صيامه حجة لرفض القيام بواجباته، مترافقا مع شكوى متكررة تتعلق بإحساسه بالجوع والعطش والإرهاق. وهنا تجدر الإشارة إلى أن معاني شهر رمضان الإيمانية لا تتضمن الكسل والعمل على عكس ساعة المرء البيولوجية بحيث تطول ساعات نومه نهارا، لتعويض بقائه مستيقظا لما بعد السحور.
وهناك العديد من النصائح التي يمكن للموظف الاستفادة منها ومن ضمنها التوازن في النوم، ومن أهم نقاط التوازن التي نحتاج إلى الاهتمام بها هي ساعات النوم التي نحصل عليها يوميا. فالنوم يسهم بتنشيط الجسم وإعادة "شحنه" لمواصلة أعماله المختلفة بكفاءة. فعلى سبيل المثال يمكن للمرء اتباع النظام الآتي:
- التعود على النوم عند الساعة 11 مساء أو 12 على أبعد تقدير.
- الاستيقاظ عند وقت السحور لتناول وجبة خفيفة تعينه على صيام اليوم، ومن ثم الذهاب إلى المسجد، مشيا على الأقدام إن كان المسجد قريبا من مكان سكنه، فهذا المشي يعد رياضة منشطة ومفيدة للجسم.
- بعد الانتهاء من العمل والعودة إلى المنزل، يمكن للمرء، إن لم يكن عليه واجبات في المنزل، أن ينام ساعتين لتجديد نشاطه ومن ثم يستيقظ نشيطا لممارسة أعماله المختلفة من عبادات وغيرها.
- التوازن في الطعام: نظرا لإحساس المرء بالجوع طوال النهار، فإنه يقوم بتناول كميات كبيرة من الطعام عند الإفطار، الأمر الذي يكون من نتائجه الشعور بالنعاس والتعب. والنوم بعد الإفطار سيؤدي لنوع من الخلل في نظام النوم والاستيقاظ المعتاد، الأمر الذي سيجعل الموظف يذهب لعمله في اليوم التالي وهو يعاني من الإرهاق وعدم القدرة على أداء عمله بكفاءة. لذا يجب على المرء أن يجعل طعامه متوازنا وتدريجيا حتى لا يرهق معدته التي بقيت فارغة لساعات طويلة خلال النهار