كانت صفحات الفيس بوك امس وعدد من المواقع الالكترونية ساحة حرب وتبادل للاتهامات بين مالك صحيفة العرب اليوم السابق رجائي المعشر والمالك الحالي الياس جريسات .
وأوضح جريسات في بيان اصدره الاحد ما وصفها "الحقائق والتفاصيل الدقيقة" حول اوضاع (العرب اليوم) منذ انتقال ملكية شركة المجموعة الوطنية للاستثمار الاعلامي من مالكها السابق . واضاف ان امتياز صحيفة "العرب اليوم" هو ملك لشركة المجموعة الوطنية للاستثمار الاعلامي، وهي شركة خاصة محدودة المسؤولية مسجلة لدى مراقب الشركات برأسمال قدره 3 ملايين دينار مدفوعة بالكامل. واكد ان ملكية اسهم الشركة قد آلت الى مالكيها الجدد بتاريخ 1 آب 2011 بعد ان تم دفع كامل قيمة ثمنها نقدا الى مالكيها السابقين. والبالغ نحو 4 ملايين دينار، وان الشركة الوطنية تخضع الى نظام مالي واضح من خلال حساباتها لدى البنوك الاردنية. وقال جريسات "ان الاوساط السياسية والاعلامية والرسمية تعلم ان الشركة التي تصدر "العرب اليوم" قد كانت شبة منكوبة وشبة مفلسة عند شراء ملكيتها من المالكين السابقين، ولولا اقدام المستثمرين الجدد على شراء ملكية الصحيفة لكانت "العرب اليوم" قد اغلقت وتم تصفيتها منذ ذلك التاريخ، ولكان جميع العاملين فيها قد انهيت خدماتهم منذ تلك اللحظة، حيث كانت ادارة الصحيفة قد اعلنت نيتها باعادة الهيكلة، وقامت بابلاغ بعض العاملين عن موعد تعليق الصحيفة ووقفها عن الصدور". وأشار جريسات في بيانه ان الادارة الجديدة قد عملت ومنذ لحظة استلامها الجريدة على تحسين ظروف العاملين، وتسديد المستحقات المتراكمة لهم وللدائنين والتي وصلت الى ارقام طائلة لم تقم الادارة السابقة بتسديدها، كما قامت بتطوير الجانب التكنولوجي للصحيفة، وانجزت خطة ترويج واسعة للصحيفة". وكشف جريسات ان مجمل الايرادات التي تم فوترتها في الشركة خلال عامين بلغت حوالي مليوني دينار، اي بمعدل مليون دينار سنويا، مع العلم ان مجموع النفقات المصروفة بلغت حوالي 7 ملايين دينار النسبة الاكبر منها صرفت بدل رواتب للعاملين، وبمعدل 200 الف شهريا. وجميع الارقام المذكورة موثقة ومدققة من قبل مدققين معتمدين. واستنكر جريسات باسم ادارة شركة المجموعة الوطنية ما وصفها"جميع الاتهامات والاشاعات " التي تم تداولها من قبل الكثيرين في الايام الماضية، مؤكدا على ان حقوق العاملين مصانة بالقانون قبل ان تكون مصانة من قبل الشركة، وان الشركة ملتزمة بالقوانين ولا يمكن ان تخالفها كما ان ادارة الشركة لا زالت تبحث بكل جدية عن تامين الاموال اللازمة لتغطية جزء من مستحقات العاملين قبل عطلة عيد الفطر السعيد. وقال ان ما حدث كان سببه عدم توفر السيولة اللازمة لتغطية الالتزامات المطلوبة للعاملين وغيرهم، وان السبب الرئيسي في عدم توفر السيولة هو الفارق الكبير ما بين الايرادات والنفقات، وهذا الامر من الممكن ان يحدث في العديد من الشركات والمؤسسات. وحول ما نشرته نقابة الصحفيين واعتزامها مقاضاة ناشر الصحيفة، قال جريسات ان امانات نقابة الصحفيين هي مبالغ مطلوبة من شركة المجموعة الوطنية وليس من ناشرها. ولا تتجاوز المبالغ المطلوبة 25 الف دينار منها 3 الاف دينار بدل تأمين صحي. واضاف ان النقابة مشكورة لا تعتزم تحريك دعوى بل قامت فعلا بتسجيل دعوى على صحيفة "العرب اليوم" منذ اكثر من شهرين للمطالبة بهذه المبالغ. مع العلم ان مطالبات النقابة على الصحف الزميلة الاخرى تتجاوز عشرات اضعاف هذا المبلغ البسيط. واستغرب جريسات التحامل المقصود - بحسب قوله - من قبل نقيب الصحفيين على "العرب اليوم" وناشرها، وهو يعلم ونحن نعلم الاسباب الكامنة وراء هذه التصرفات، لكننا نأسف ان ينجر مجلس النقابة الموقر الى هذه المواقف التي لا تخدم الصحافة الوطنية، بل تعرقل مسيرتها. وكشف جريسات ان ادارة الشركة قامت منذ نحو عام بمطالبة وزارة العمل بالموافقة على تصويب اوضاع الصحيفة من خلال القيام باجراء اعادة هيكلة قانونية لاعداد العاملين في الصحيفة والذي يتجاوز 300 موظف، النسبة الاكبر منهم تم تعيينهم من قبل الادارات السابقة، حيث يشكل هذا العدد عبئا ماليا ضخما لا تستطيع الصحيفة الاستمرار به، وقد استنزف معظم الموارد المالية للصحيفة بما في ذلك حساب جاري الشريك، والذي بلغ حوالي 7 ملايين دينار. واتهم جريسات وزارة العمل بانها لم تتعاون مع الصحيفة ولم توافق على طلب الهيكلة، الذي هو احد الخيارات المطروحة، لمعالجة اوضاع الصحيفة التي لا تتمنى ادارة الشركة الوصول الى مرحلة التصفية، لان "العرب اليوم" رسالة وهوية وجزء رئيسي من ثوابت الاصلاح الشامل في البلاد. اما رد الدرعاوي من خلال بيان نشره على صفحته على الفيسبوك فجر الاثنين قال "عندما اقدم الجريسات على شراء الصحيفة قال له مالكها الرئيسي السابق الدكتور رجائي المعشر : اانت مجنون تريد ان تشتري صحيفة مثل العرب اليوم لها ما لها وعليها ما عليها، فقال نعم واريد ان اجعلها اكبر مما هي عليه الان ، فقال له المعشر اذن على بركة الله لكن معك ثلاثة اشهر حتى تراجع نفسك جيدا ، الا انه اصر على الشراء وفعل ذلك عندما اراد ان يوقع الصفقة ابلغناه نحن انا والعدوان والخيطان باننا لن نكمل المشوار معه لانه مالك جديد ومن حقه ان ياتي بفريق عمل جديد يتناسب مع ما يرغب بتنفيذه في الصحيفة ، حينها رفض اكمال الصفقة وقال انا اشتريت الجريدا من اجل اسمائكم فيها ولن اكمل اذا لم تكملوا معي ، حينها قلنا له بصريح العبارة اننا سنمهله 4 شهور كفترة تجريبية له للعمل معنا بشروطنا نحن وليس هو ، حينها قال على بركة الله واكد انه سيكون لنا كما كانت الادارة السابقة وعلى هذا تمت الصفقة" . واضاف الدرعاوي "في هذا الوقت كان عدد العاملين بالصحيفة 167 موظفا ونفقاتهم الشهرية بما فيها الطباعة 170 الف دينار في حين ان ايراداتها كانت تتراوح بين (125-130) الف دينار ، ولم يكن على الشركة الوطنية اية التزامات لاي جهة كانت سوى الدستور التي كانت الصحيفة تطبع عندهم والمبلغ كانت بحدود الـ90 الف دينار وهو ضمن الالية المتفق عليها مع الدستور التي كانت تاخذ حقوقها وفق المدة المتفق عليها دون اي تاخير ، والصحيفة كانت ملتزمة بدفع كافة حقوق العاملين والضمان الاجتماعي والضريبة دون اي تاخير والكشوفات المالية تثبت ذلك ، ولم يسبق ابدا ان تاخرت الصحيفة بدفع اي التزاماتها خاصة الرواتب والموظفون يشهدون على ذلك" . واوضح الدرعاوي سبب تقديمه الاستقالة من الصحيفة الى جانب الزميلين طاهر العدوان وفهد الخيطان الذي " يعود انه لا يمكن لاي شخص عاقل ولديه كرامة ان يستحمل مجرد الحديث الى هذا الشخص الذي كان يتنفس كذبا في كل كلمة يتكلم بها ، بمعنى اخر هو شخص لا يطاق فقررنا الاستقالة دون اية ترتيبات مسبقة او صفقات كما يعتقد البعض والدليل على ذلك اننا عندما غادرنا الصحيفية جلسنا في منازلنا اشهر دون عمل" . واشار الدرعاوي الى أن "الرواتب اخذت ترتفع والنفقات تزداد بشكل جنوني من 170 الف دينار الى 415 الف دينار وارتفع عدد الموظفين من 167 موظفا الى اكثر من 300 موظف . والاهم من ذلك ان ايراد الصحيفة الشهري تراجع من 135 الف دينار الى ما دون ال100 الف دينار رغم تعييناته لموظفين برواتب خيالية" . وذكر أن "المالك الجديد حاول تسخير الصحيفة لمصالحه الشخصية بدليل قضية الشيك مع طه الشرفا والانتخابات الاخيرة بتواطؤ من الصحافيين انفسهم الذين ارتضوا ان يتدخل في كل صغيرة وكبيرة". وختم الدرعاوي ما دونه مؤكدا "سيكون لي حديث اخر ان عاد هذا المدعو الى كذبه لكن سيكون هناك مفاجاة له من نوع خاص وانتم تعرفونني جيدا اذا قلت فعلت".
وكشف جريسات ان مجموع النفقات التي صرفت منذ انتقال الملكية ولغاية الان قد بلغت نحو 7 ملايين دينار تم تغطيتها بالكامل من خلال حسابات الشركاء الخاصة، بمعنى ان المالكين الجدد قاموا بضخ 7 ملايين دينار عدا المبلغ المدفوع للمالكين السابقين.
مضيفا "بعد مغادرتنا الصحيفة بدا التغول السافر يمارسه على الموظفين بكافة مستوياتهم وبطريقة مذلة ، وبدا مسلسل التعيينات بشكل سافر واخذ يتسابق هو والنائب فواز الزعبي في التعيينات لدرجة ان الموظفين انقسموا الى جريسات وزعبي" .
وحمل مسؤولية الاوضاع الحالية في صحيفة العرب اليوم الى "تحالف التحرير والادارة ضد المصلحة العامة"، متمنياً أن يحصل العاملون في الصحيفة على كامل حقوقهم .