يدرج أحد المواقع الالكترونية الإسرائيلية المعنية بمناهضة العنف والتي تضم في هيئتها الإدارية ناشطين اسرائيليين رابطين لمواقع إلكترونية نسوية أردنية, الأمر الذي يشي أول الأمر بوجود علاقات تطبيعية تربط هذه المنظمات بتلك المنظمة الإسرائيلية, والموقعين هما أمان "المركز العربي للمصادر والمعلومات حول العنف ضد المرأة" ومركز الاعلاميات العربيات.
من جانبها اعتبرت مديرة مركز الاعلاميات العربيات "محاسن الامام" أن وجود روابط لمواقع الكترونية نسوية أردنية لا يعتبر أمراً عفوياً, ويخفي وراءه الرغبة في التطبيع, لكن وبعد أن علمت ان موقع الاعلاميات هو احد هذه المواقع أكدت "الامام" التي رفضت دعوة مؤتمر فيينا الذي انعقد في العام 2007 لأنه أقيم لأغراض تطبيعية أن في الأمر خلل ما.
وأبدت الامام تأكيدها مرة أخرى على أن الموقع الاسرائيلي وضع الرابط من دون العودة لمركز الإعلاميات معتبرة ذلك محاولة للإساءة لموقع الاعلاميات العربيات بهدف تشكيك الناس به, بالذات وأنه يضم مواداً تنتقد الاحتلال الصهيوني.
وكذلك لم تستبعد مستشارة موقع أمان الالكتروني "أسمى خضر" أن تكون هذه محاولة لتشويه صورة موقع أمان واستهدافه, بالذات في ضوء تبني موقع أمان لموقف ضد الاحتلال الاسرائيلي, مستذكرة أن موقع أمان كان قد تعرض لقرصنة اسرائيلية قبل عام ونصف, مؤكدة أن الموقع سيتخذ اجراءاته اللازمة بطلب ازالة رابطه من الموقع الاسرائيلي.
ومع ذلك تشير "خضر" أن مسألة وجود روابط أردنية على المواقع الإسرائيلية مسألة لا يمكن ضبطها قانونياً, فالانترنت فضاء مفتوح, وتقنياً يمكن وضع الرابط من دون أخذ إذن القائمين على الموقع, لكن الأمر الذي يمكن أن يطرح التساؤلات برأيها هو وجود رابط لموقع اسرائيلي على موقع أمان وهذا غير موجود على الاطلاق على حد وصفها.
وإلى جانب ما سبق أبدت استغرابها من وضع الموقع الإسرائيلي لرباط موقع أمان الذي يتخذ موقفاً من الاحتلال الإسرائيلي, مشيرة إلى أن موقع أمان سبق وأن تعرض للقرصنة الالكترونية منذ سنة ونصف وتم تدمير الموقع من قبل الإسرائيليين.
السؤال هنا تقني, فهل يحق للمواقع الإلكترونية أن تضع روابط لمواقع إلكترونية من دون إذن القائمين على المواقع?
أكثر من خبير ومتطلع في هذا المجال أكد أنه في العادة لا يشترط الإذن إلا في حالة المواقع الخاصة, ومن المعلوم في هذا المجال أن المواقع العامة المفتوحة للجميع فلا قانون ولا قيد يحول من دون وضع رابط المواقع من دون أخذ الإذن المسبق.
وفي هذا السياق تعتبر مديرة البرامج في اتحاد المرأة الأردنية "ناديا شمروخ" أن ذلك يعد جريمة إذ ينبني عليه تحسين صورة اسرائيل, التي لا يُعنى أهلها بتحسينها من حيث المبدأ إذ أنهم يرتكبون المجازر على مرأى العالم من دون أن يكترثوا لهذه الصورة التي من شأن التطبيع تجميلها.
يذكر أن مقاومة التطبيع تستمد اهميتها كونها الخط الدفاعي الأخير في معركة الصراع العربي الإسرائيلي, وسعي الإسرائيليين للتطبيع نابع من وعيهم بفعالية هذه الوسيلة في ترسيخ الصورة التي تسعى رسمها عن ذاتها في العالم عبر إقناعه بأن الشعوب العربية ترحب باسرائيل ولا ترى فيها عدوا, وكما أن الاقتصاد والسياسة تعد مداخلاً فإن في القضايا الاجتماعية منافذ لتكوين هذه الصورة, ومن هنا كان السعي للتطبيع النسوي الذي يقوم على أساس اعتبار كل من المرأة الفلسطينية والإسرائيلية ضحايا للعنف الذي تمارسه آلة الحرب.العرب اليوم