صحيفة العرّاب

بسبب خطأ طبي.. فتاة تدخل المستشفى بعرج في قدمها اليسرى وتخرج بعرج في الاثنين

قبل أيام ادخلت فتاة في العشرين من العمر الى أحد المستشفيات الخاصة الكبرى، لتجري عملية في معصم قدمها اليسرى (شد أربطة)، غير أنها تفاجأت بعد استيقاظها أن العملية اجريت في معصم قدمها اليمنى.

 عقدت الصدمة لسان الفتاة بعد أن رأت ان عمليتها تمت في القدم التي لا تحتاج الى جراحة، وعبرت عن صدمتها تلك بأن الحالة التي هي فيها تشبه الكابوس ان لم تكن كابوسا بعينه.
 
حاول اطباء وممرضون التأكد مما آلت إليه حالة الفتاة، بعد أن أجريت لها عملية جراحية في المكان الخطأ، وتقول إنني "لم أعد اتذكر ماذا حدث معي في الغرفة السوداء"، حين أدخلت لاجراء العملية، اذ كانت تحت التخدير.
 
والعملية التي حدث فيها الخطأ، استمر اجراؤها لسبع ساعات متواصلة، رغم ان طبيبها المعالج أعلمها بأنها لن تستغرق سوى ساعتين وتنتهي معاناتها من ألم لازمها نحو عام، تخلله سلسلة علاجات كيميائية وطبيعية لم تثمر جميعها بخلاصها مما هي فيه.
 
وتروي والدة الفتاة تفاصيل معاناة ابنتها، التي كان من المفترض ان تتخرج في الجامعة الاردنية الفصل القادم إن ابنتها "ضحية خطأ طبي، وقد دخلت الى المستشفى وهي تعرج قليلا بقدم يسرى، والآن تعرج باثنتين"، متساءلة "من يحاسب الطبيب واختصاصي التخدير الذي أعطى ابنتي ابرتين كادتا تودي بحياتها".
 
وتقول "كانت ابنتي قبل العملية فرحة بأنها ستتخلص من معاناتها بعد العملية، وستتمكن من الذهاب الى جامعتها بعد ان تعرضت قدمها اليسرى الى التواء بسيط" اثناء قيامها برحلة سياحية الى خارج المملكة.
 
وتضيف "اثناء مرحلة تحضيرها للعملية، وضعت علامة إكس كبيرة وحولها دائرة باللون الاخضر الفاقع على القدم اليسرى، حتى يتذكر طبيبها الجراح المعالج ان العملية ستتم في هذه القدم، ثم دخلت الى غرفة العمليات بسلام".
 
وطيلة سبع ساعات من الانتظار، لم تسمع والدتها من الطاقم الطبي اي معلومات تهدئ من روعها، حتى خرج الطبيب مرتبكا، فأحست بأن شيئا ما قد حدث، ليؤكد الطبيب على ان العملية تمت في كلتا القدمين"، مبينا ان "الخطا غير مقصود".
 
ولم تكن تجربة الوالدة هي الاولى مع الاطباء، اذ فقدت طفلا لها جراء جرعة اكسجين زائدة قبل عدة أعوام مضت بحسب قولها، لكنها تؤكد على انها لن تتردد هذه المرة بحق ابنتها، ولن تتوانى عن ملاحقة المقصرين قانونيا، مؤمنة بنزاهة القضاء الاردني.
 
ووفق والدتها التي اشارت الى ان هذا الخطأ غير المقصود نال من ابنتي، وأصابها بحالة من الإحباط والتشاؤم، عندما شاهدت قدميها الاثنتين مشوهتين، ملفوفتين بالضمادات، وخرجت من المستشفى على كرسي متحرك.
 
وتقدمت عائلة الفتاة بشكوى الى نقابة الاطباء للتحقيق مع الطبيب الذي أجرى لها العملية، وتسبب بهذا الخطأ، وأوكل محام لمساءلة الجراح وطبيب التخدير قانونيا في ظل اجراء عملية جراحية اخرى من دون الموافقة عليها خطيا من العائلة، ومغامرة حقيقية بإعطاء الشابة إبر تخذير بحجة ان جسمها قد يتحمل هذه الإبر.
 
نقيب الاطباء الدكتور احمد العرموطي أكد ان لجنة شكاوى النقابة ستستمع الى شهادة الطبيب فور وصول شكوى خطية من المتضررين، وبدورها تطلع على التقارير الطبية وعند ثبوت أنه خطأ طبي، فستتم محاسبة الطبيب واتخاذ الاجراءات القانونية بحقه.
 
"بطريق الخطأ أجريت العملية"، هذا ما يقوله التقرير الطبي المذيل بتوقيع الطبيب الجراح، وحصلت "الغد" على نسخة منه.
 
 في المحصلة، أجلت الفتاة دراستها الجامعية الى حين تمكنها من السير الى جانب زميلاتها من دون كرسي متحرك الى حين تأهيلها للاتكاء على عكازتين، بعد ان فقدت ثقتها بالطبيب الانسان الذي رفض معالجتها من أي مضاعفات قد تحدث معها، ما عدا تغيير الضمادات عن جرحها. الحقيقة