ما تزال العاملة الاندونيسية آسيا كيكي ترقد جثة هامدة في مستشفى الامير حمزة منذ نحو شهر، بانتظار إخراجها وإعادتها الى بلدها، بينما تقول سفارة بلادها على لسان الموظف فيها محمود ترجمان إنها "لم تبلغ بوفاتها رسميا بعد".
وكانت كيكي قضت نحبها في الثاني من رمضان الحالي، لترقد في ثلاجة الموتى بمستشفى الامير حمزة بعد صراع مع المرض والغربة، تنتظر خلاله الموافقات الرسمية لسفارة بلادها لنقل جثمانها الى بلدها اندونيسيا.
وكانت كيكي عملت لدى مواطن منذ 7 أشهر، الا انها ومنذ شهرين شعرت بآلام في يدها، سرعان ما انتقلت الى قدميها ومن ثم فقدت الوعي خارج منزل مخدومها.
وقام بنقل العاملة الى المستشفى، عناصر من الدفاع المدني، وجدوها قرب سفارة بلادها، لتقضي شهرا في الغيبوبة، قبل مفارقتها الحياة "بسبب جرثومة في الدم وذبحة دماغية"، وفق تقرير للطب الشرعي.
وتقول وزارة العمل، على لسان امينها العام مازن عودة، انها "تابعت باهتمام حالة العاملة كيكي منذ أكثر من شهرين، كما انها كانت مدار بحث مع السفير الاندونيسي لدى المملكة".
وأكد على ان وفاتها "طبيعية، ولم تتعرض لأي نوع من انواع الانتهاكات او الاعتداءات قبل وفاتها".
وأضاف في تصريح الى "الغد" ان الوزارة تنتظر استعدادات السفارة لنقل جثمانها الى بلدها، كما ستعمل على تحصيل أجرتها الشهرية بواقع (5 شهور لدى كفيلها) اضافة الى اية حقوق اخرى.
ويقول صاحب مكتب الاستقدام الذي احضرها من اندونيسيا زكريا رمضان "ان أي عاملة حال تسلمها من قبل كفيلها، تنتهي علاقة المكتب بها، وان العاملة كيكي نفسها لم تعد الى المكتب، بعد ان تسلمها كفيلها"، لافتا الى انها كانت تعامل بكل احترام وإنسانية خلال فترة وجودها في المكتب.
ويقول كفيلها علي الصرايرة ان كيكي عملت في منزله مدة 5 أشهر، وتبقى لها أجرة هذه الفترة، وهو مستعد لدفعها حال طلبها.
وأشار الى انه بعد ان ظهرت عليها "بوادر المرض، اتصل بالمكتب الذي استقدمها لإعادتها اليه ثانية او تسفيرها الى بلدها، فيما رفض الاخير استقبالها لتسفيرها عبر المكتب الى ان عثر عليها عناصر الدفاع المدني قرب السفارة، ونقلوها الى مستشفى الامير حمزة".
ويقول الصرايرة بعد ذلك، طلبني رجال الامن وفوجئت بما حل بها، ثم فارقت الحياة بعد ايام.
ويقول رمضان إنه "لم ير" العاملة بعد ان سلمها للكفيل، وانه اتصل به لإعادتها بعد مرور 7 اشهر الا انه رفض.
من جهته، يقول مدير مستشفى الامير حمزة الدكتور علي حياصات ان العاملة المتوفاة ما تزال موجودة في ثلاجة الموتى، وأن تنسيقا بشأنها يتم بين الطب الشرعي والسفارة الاندونيسية في عمان.
وبين انها بقيت في حالة غيبوبة لشهر كامل الى ان توفاها الله في الثاني من رمضان الحالي، بحيث بلغت كلفة علاجها نحو 7 آلاف دينار.
مندوب السفارة الاندونيسية للوفيات في المستشفى نادر محمد عبدالقادر قال "إن وفاة العاملة طبيعية، وإن السفارة استكملت اجراءات نقلها الى اندونيسيا وتنتظر موافقة الخارجية الاندونيسية".
وبين ان وفاة العاملة نتج عن (تجرثم في الدم)، بحسب تقرير الطب الشرعي.
ترجمان قال الى "الغد" إن السفارة لم تبلغ رسميا بوفاتها وحال تبلغها تنتظر الاجراءات الرسمية المعمول بها، لافتا الى ان "جواز سفر كيكي وأمتعتها ومستحقاتها المالية لم تتسلمها السفارة كما أنه لم يبلغ اهلها، وحال نقلها الى بلدها ستقوم بابلاغ ذويها".
ويشار الى أن المركز الوطني لحقوق الإنسان حمل وزارة العمل، مسؤولية استمرار الانتهاكات بحق عاملات المنازل وما يتلوها من انتقادات دولية متواصلة.
وكانت جهات رسمية وأهلية تابعت قبل أيام قضية عاملة منزل أندونيسية الجنسية، كان مستقدمها وهو طبيب اختصاصي، ألقاها أمام مديرية صحة الوافدين التابعة لوزارة الصحة وتركها معلقة بين الحياة والموت.
وإثر ذلك، تعهدت وزارة العمل بتحويل الطبيب إلى المدعي العام لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقه، معتبرة أن هذه القضية "اللاإنسانية أحد أنواع الاتجار بالبشر"، فيما أوعز وزير الصحة نايف الفايز لمسؤولين في الوزارة أمس بعلاج العاملة في مستشفى البشير الحكومي، أو في أي مستشفى خاص بالمملكة وعلى نفقته الخاصة.