اصدرت ائرة الافتاء فتوى شرعية اليوم الخميس بتحنب التقبيل عند اللقاء والسلام بين الناس منعا لانتقال الامراض المعدية .
وذكرت دائرة الافتاء في بيانها اليوم حول مضمون خذه الفتوى ان التقبيل عند اللقاء بغض النظر عن موضوع العدوى ليس مستحبا شرعا الا في حالات استثنائية
وقدمت دائرة الافتاء النصح للناس بالاكتفاء عند السلام في العيد وغيره بالمصافحة:
وفيما يلي نص بيان دائرة الافتاء :
.
الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله:
كثر السؤال في الآونة الأخيرة عن حكم تقبيل الرجال للرجال، والنساء للنساء عند اللقاء والسلام، والباعث على هذا السؤال ما يقال عن نقل عدوى بعض الأمراض بسبب هذا التقبيل. ونختصر القول فنقول:
إن هذا التقبيل - بِغَضِّ النظر عن موضوع العدوى - ليس مستحبا شرعا إلا في حالات استثنائية، فقد قَالَ رَجُلٌ للنبي صلى الله عليه وسلم: ( يَا رَسُولَ اللهِ! أَحَدُنَا يَلْقَى صَدِيقَهُ أَيَنْحَنِي لَهُ؟ قَالَ: لا. قَالَ: فَيَلْتَزِمُهُ وَيُقَبِّلُهُ؟ قَالَ: لاَ. قَالَ: يُصَافِحُهُ؟ قَالَ: نَعَمْ ) رواه الترمذي وقال: حديث حسن. وكان هذا هو حال الصحابة رضي الله عنهم، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ إِذَا تَلاَقَوْا تَصَافَحُوا، وَإِذَا قَدِمُوا مِنْ سَفَرٍ تَعَانَقُوا) رواه الطبراني. وهذه هي إحدى الحالات الاستثنائية التي يباح فيها التقبيل، أما ما اعتاده الناس في بلادنا من تقبيل مع كل مصافحة فهذا غير مستحب شرعا.
فإذا ترتب على هذا التقبيل إمكانية انتقال المرض بالعدوى فقد أصبح الأمر غير مباح شرعا؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يورَدَ مُمْرِضٌ على مُصِح. أي: مَن كانت مواشيه مريضة لا يخلطها عند السقي مع المواشي الصحيحة.
فإذا كان هذا في حق المواشي، فماذا في حق الناس؟!
ولهذا أنصح جميع المواطنين أن يكتفوا عند السلام في العيد وغيره بالمصافحة، وهذا ما عليه كثير من الشعوب الإسلامية المتمدِّنة، وكما يقال: المهم ما في القلوب، أما أن يقبل الإنسان أخاه وفي قلبه ضغينة، أو مخاوف من نقل العدوى فهذا ليس من اللياقة في شيء، ولتكن هذه المناسبة بداية للإقلاع عن عادة التقبيل إلا في الحالات الاستثنائية، كقدوم الغائب بعد سفر طويل، فقد قبَّل النبي صلى الله عليه وسلم جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه بين عينيه عند قدومه من الحبشة بعد سنوات من هجرته إليها. رواه أبو داود. وحتى في هذه الحالات، إذا كان القادم قد جاء من بلد فيها وباء أو مرض فلا داعي لهذا التقبيل.
بقي أن أقول: إن عدوى الأخلاق السيئة أشد خطرا من عدوى المرض، فلنحذرهما جميعا.
وكل عام وأنتم بخير
دائرة الإفتاء العام