صحيفة العرّاب

أﻛﺎدﯾﻣﻲ أردﻧﻲ ﯾﻔﺗﻲ ﺑﺟواز اﻟﺗﺿﺣﯾﺔ ﺑﺎﻟدﺟﺎج.. واﻟﺧﺻﺎوﻧﺔ: اﻷﺳﻌﺎر ﻟﯾﺳت ﻋذراً

 أﻓﺘﻰ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻋﻮدة ﷲ اﻟﻘﯿﺴﻲ، ﺑﺠﻮاز اﻟﺘﻀﺤﯿﺔ ﻓﻲ أﻳﺎم اﻟﻨﺤﺮ "اﻟﻌﯿﺪ" ﺑﺤﯿﻮاﻧﺎت أﺧﺮى- ﻏﯿﺮاﻟﻤﺎﻋﺰ واﻟﻀﺄن واﻟﺒﻘﺮ واﻹﺑﻞ ﻣﺜِﻞ اﻷراﻧﺐ واﻟﺒﻂّ واﻹوَزّ واﻟﺪﺟﺎج واﻟﺤﻤﺎم واﻟﺴﻤﻚ واﻟﻐﺰﻻن اﻟﻤﺼﻄﺎدة.

واﺷﺘﺮط اﻟﻘﯿﺴﻲ ﻓﻲ ﻓﺘﻮاه ﻟﻘﺒﻮل ذﻟﻚ ان ﻳﻜﻮن وزن اﻟﻌﺪد اﻟﺬي ﻳﺬﺑﺢ ﻣﻨﮫﺎ ﻳﺴﺎوي وزن اﻷﺟﺪاء اﻟﺘﻲ ﺣﺎل ﻋﻠﯿﮫﺎ اﻷﺣﻮال، ﻣﺒﺮراَ اﻷﻣﺮ ﺑﻮﺟﻮد ﻣﺎ أﺳﻤﺎھﺎ "اﻷھﺪاَف اﻹﻳﺠﺎﺑﯿﺔ ﻣﻦ – اﻷﺿﺤﯿﱠﺔ- ﺗَﺘَﺤّﱠﻘُﻖ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺤﯿﻮاﻧﺎت، وﻏﯿﺮھﺎ، ﻣﻤﺎ أَْﻛﻠُُﻪ ﻣﺸﺮوٌع، أْﺻﻼً- ﻓﻄﺎﻋﺔ ِﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ، وﺗﻄﮫﯿﺮُ اﻟﻘﻠﻮب، واﻻﺳﺘﻨﺎُن ﺑُِﺴﻨﱠﺔ أﺑﯿﻨﺎ- إﺑﺮاھﯿَﻢ- ُﻣﺘﻮَﻓّﺮٌة ﻓﯿﮫﺎ- وإدﺧﺎُل اﻟﻔﺮﺣﺔ إﻟﻰ ﻗﻠﻮب اﻷﺑﻨﺎء- ﺑﺄﻛِﻞ اﻟﻠﺤﻢ اﻟﻄﯿﱠﺐ، ﻣﺘﻮﻓْﺮ ﻓﯿﮫﺎ- وإدﺧﺎل اﻟﻔﺮﺣﺔ إﻟﻰ ﻗﻠﻮب اﻟﻔﻘﺮاء، ﻣﺘﻮﻓّﺮ ﻓﯿﮫﺎ ﻛﺬاﻟﻚ".
وﻋﻨﺪ ﺳﺆاﻟﻪ ﻛﯿﻒ ﺗﺠﯿﺰ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺮد ﺑﺎﻟﺴﻨﺔ اﻟﻨﺒﻮﻳﺔ، اﺟﺎب: "ﺑﺜﻼﺛﺔ أﻣﻮر: اﻷوُّل- أن اﻟﺜﺮوة اﻟﺤﯿﻮاﻧﯿﺔ، ﻓﻲ اﻟﺠﺰﻳﺮة اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ، ﻋﻠﻰ ﻋﮫِﺪ اﻟﺮﺳﻮل اﻟﻤﺼﻄﻔﻰ- إﻧﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ- ﻣﻌﻈُﻤﮫﺎ- اﻷرﺑﻌُﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﻮا ﻳَُﻀﺤّﻮَن ﻋﻠﯿﮫﺎ. وھﺬا.. ﺷﺒﯿٌﻪ ﺑﺄّن اﻟﺮﺳﻮل اﻟﻤﮫﺪﱠي- َﺣﺪّدَ زﻛﺎة أﻧﻮاع اﻟﺤﺒﻮب واﻟﺜﻤﺎر- اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ھﻲ ﻣﻌﻈُﻢ اﻟﺜﺮوة اﻟﻨﺒﺎﺗﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰﻳﺮة، وﻟﻢ ﻳُﺤﺪّْد اﻟﺰﻛﺎَة ﻷﻧﻮاع أﺧﺮى ﻛﺎﻧﺖ َﻣْﻌُﺪوﻣًﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰﻳﺮة اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ، أو- ﻗﻠﯿﻠًﺔ ﺟﺪّاً. ﻓﻠﻤﺎ ﺧﺮج ﻛﺜﯿﺮٌ ﻣﻦ اﻟﻌﺮب، ﺑﻌﺪ اﻟﻔﺘﻮح، إﻟﻰ اﻷﻗﻄﺎر اﻟﻤﺠﺎورة ﻟﻠﺠﺰﻳﺮة اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ، وﻛﺎﻧﺖ ھﺬه اﻷﻧﻮاع ﻣﻦ اﻟﺜﻤﺎر- اﻟﻘﻠﯿﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰﻳﺮة- اﻟﻜﺜﯿﺮِة ﻓﻲ اﻟﺒﻼد اﻷُﺧﺮى – وﺿَﻊ ﻟﮫﺎ اﻟﻔﻘﮫﺎُء أﺣﻜﺎم زﻛﺎٍة- ﺑَْﻌﺪ".
واﻷﻣﺮُ اﻟﺜﺎﻧﻲ: "أْن ﻟﻮ – اﻓﺘﺮﺿﻨﺎ أّن اﻷُﺿﺤﯿَّﺔ اﻟﺘﻲ ﻓََﺪى ُﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﮫﺎ إﺳﻤﺎﻋﯿَﻞ- ﻋﻠﯿﻪ اﻟﺴﻼم- ﻛﺎن ﻛﺒﺸﺎً. ﻓﻠﻮ ﻛﺎن اﻻﺳﺘﻨﺎُن ﺑُِﺴﻨﱠِﺔ ﺳﯿِّﺪﻧﺎ – إﺑﺮاھﯿَﻢ- ﻳﻘﻮُم ﻋﻠﻰ (اﻟﻨﻮع)- ﻟﻤﺎ أﺟﺎز- رﺳﻮﻟُﻨﺎ اﻟﻤﮫﺪﱡي- اﻟﺘﻀﺤﯿﱠَﺔ إﻻ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺒﺎش، وﺣﺘﻰ دون اﻟﻨﻌﺎج. أﻣّﺎ وﻗﺪ أﺟﺎزَ رﺳﻮﻟُﻨﺎ اﻷﻧﻮاَع اﻷرﺑﻌَﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘَﺔ- ﻋﻤﻼً ﻻ ﻗﻮﻻً- ذﻛﻮراً، وإﻧﺎﺛﺎً- ﻓﻤﻌﻨﻰ ھﺬا.. أﻧﻪ ﻳﺠﻮز اﻟﺘﻀﺤﯿُّﺔ، ﻣﻦ أﻧﻮاع اﻟﺤﯿﻮان اﻷﺧﺮى، ﻋﻨﺪ وَْﻓﺮﺗِِﻪ". واﻷﻣﺮ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﺑﺤﺴﺒﻪ "ﻧﺺ ﻛﻼم اﺑﻦ ﺣﺰم:(ﻣﺴﺄﻟﺔ: واﻷﺿﺤﯿﺔ ﺟﺎﺋﺰة ﺑﻜﻞ ﺣﯿﻮان ﻳﺆﻛﻞ ﻟﺤﻤﻪ ﻣﻦ ذي أرﺑﻊ أو طﺎﺋﺮ ﻛﺎﻟﻔﺮس واﻹﺑﻞ وﺑﻘﺮ اﻟﻮش واﻟﺬﻳﻚ ، وﺳﺎﺋﺮ اﻟﻄﯿﻮر واﻟﺤﯿﻮان اﻟﺤﻼل اﻛﻠﻪ. وﻗﺪ ذﻛﺮﻧﺎ ﻓﻲ اﻷﺿﺎﺣﻲ ﻗﻮل ﺑﻼل :ﻣﺎ أﺑﺎﻟﻲ ﻟﻮ ﺿﺤﯿﺖ ﺑﺬﻳﻚ .وﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس ﻓﻲ اﺑﺘﯿﺎﻋﻪ ﻟﺤﻤﺎً ﺑﺪرھﻤﯿﻦ وﻗﺎل: ھﺬه أﺿﺤﯿﺔ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس. وروﻳﻨﺎ اﻳﻀﺎً ﻣﻦ طﺮﻳﻖ وﻛﯿﻊ ﻋﻦ ﻛﺜﯿﺮ اﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻦ ﻋﻜﺮﻣﺔ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس: اﻷﺿﺤﯿﺔ ﺑﺒﻘﺮة وﺣﺸﯿﺔ ﻋﻦ ﺳﺒﻌﺔ، وﺑﻀﺒﻲ او اﻟﻐﺰال ﻋﻦ واﺣﺪ.
وأﺟﺎز اﺑﻮ ﺣﻨﯿﻔﺔ اﻟﺘﻀﺤﯿﺔ ﺑﻤﺎ ﺣﻤﻠﺖ ﺑﮫﻲ اﻟﺒﻘﺮة اﻹﻧﺴﯿﺔ ﻣﻦ اﻟﺜﻮر اﻟﻮﺣﺸﻲ ،وﺑﻤﺎ ﺣﻤﻠﺖ اﻟﻌﻨﺰ ﻣﻦ اﻟﻮﻋﻞ ) وﻗﺎل اﺑﻦ ﺣﺰم اﻳﻀﺎً : ( وأﻣﺎ اﻟﻤﺮدود أﻟﯿﻪ اﻟﺘﻨﺎزع ﻓﮫﻮ ﻣﺎ اﻓﺘﺮض ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ اﻟﺮد إﻟﯿﻪ ﻓﻮﺟﺪﻧﺎ اﻟﻨﺼﻮص ﺗﺸﮫﺪ ﻟﻘﻮﻟﻨﺎ .وذاﻟﻚ أن٢٠١٣/​١٠/٩ طﺑﺎﻋﺔ  اﻷﺿﺤﯿﺔ ﻗﺮﺑﺔ اﻟﻰ ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﺎﻟﺘﻘﺮب اﻟﻰ ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ – ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻤﻨﻊ ﻣﻨﻪ ﻗﺮأن وﻻ ﻧﺺ ﺳﻨﺔ- ﺣﺴﻦ . وﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ :واﻓﻌﻠﻮا اﻟﺨﯿﺮ ﻟﻌﻠﻜﻢ ﺗﻔﻠﺤﻮن ) واﻟﺘﻘﺮب اﻟﯿﻪ ﻋﺰ وﺟﻞ ﻳﺼﺢ ﺑﻜﻞ ﻓﻌﻞ ﺧﯿﺮ".
ﻣﻔﺘﻲ ﻋﺎم اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﻋﺒﺪ اﻟﻜﺮﻳﻢ اﻟﺨﺼﺎوﻧﺔ ﻗﺎل ﻟـ"ﻋﻤﻮن" ان ﺗﻌﺎﻟﯿﻢ اﻟﺪﻳﻦ اﻟﺤﻨﯿﻒ ﺟﺎءت واﺿﺤﺔ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻤﻮﺿﻮع، وﻻ ﻳﺠﻮز ﻟﻺﻧﺴﺎن أن ﻳﻀﺤﻲ ﺑﻐﯿﺮ اﻷﻣﻮر اﻟﺘﻲ أوردﺗﮫﺎ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ﻣﻦ " اﻷﻏﻨﺎم ﺑﻨﻮﻋﯿﮫﺎ، واﻷﺑﻘﺎر واﻟﺠﻤﺎل".
واﺳﺘﺸﮫﺪ اﻟﺨﺼﺎوﻧﺔ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ "واﻟﺒﺪن ﺟﻌﻠﻨﺎھﺎ ﻟﻜﻢ ﻣﻦ ﺷﻌﺎﺋﺮ ﷲ"، وﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ "وﻳﺬﻛﺮوا اﺳﻢ ﷲ ﻓﻲ أﻳﺎم ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻋﻠﻰ ﻣﺎ رزﻗﮫﻢ ﻣﻦ ﺑﮫﯿﻤﺔ اﻷﻧﻌﺎم".
وﺗﺎﺑﻊ اﻟﺨﺼﺎوﻧﺔ "أﺟﻤﻊ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻋﻠﻰ أن اﻷﻧﻌﺎم ھﻲ اﻟﺠﺎﺋﺰ اﻟﺘﻀﺤﯿﺔ ﻋﻠﯿﮫﺎ، وﻻ ﻳﺠﻮز اﻟﺘﻀﺤﯿﺔ ﺑﻐﯿﺮھﺎ"، ﻻﻓﺘﺎ اﻟﻰ ان "ﻗﻀﯿﺔ ارﺗﻔﺎع اﻷﺳﻌﺎر ﻟﯿﺴﺖ ﺑﻌﺬر ﻟﻠﻨﺎس ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻣﺜﻞ ھﺬه اﻷﻣﻮر، واﻷﺿﺤﯿﺔ ﺳﻨﺔ وﻟﯿﺴﺖ ﻓﺮﺿﺎً، وﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎب وأﺑﻮ ﺑﻜﺮ اﻟﺼﺪﻳﻖ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻨﮫﻤﺎ ﻛﺎﻧﺎ ﻻ ﻳﻀﺤﯿﺎن ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﻌﺘﻘﺪ اﻟﻨﺎس اﻧﮫﺎ واﺟﺐ". إﻟﻰ ذﻟﻚ ﻗﺎل اﻟﺤﺼﺎوﻧﺔ ﻋﻦ ﻗﻀﯿﺔ اﻟﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ اﻟﺤﻼﻗﺔ ﻓﻲ اﻷﻳﺎم اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻟﯿﻮم اﻟﻨﺤﺮ اذا ﻧﻮى اﻟﻤﺴﻠﻢ اﻟﺘﻀﺤﯿﺔ، اﻧﻪ ﺳﻨﺔ ﻣﺆﻛﺪة، ﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﻔﺴﺪ اﻷﺿﺤﯿﺔ إن ﻟﻢ ﻳُﻠﺘﺰم ﺑﻪ.