تراجعت عادة المعانقة والتقبيل ايام العيد وبشكل لافت عند كثير من الأردنيين بفضل برامج التثقيف الصحي، استنادا لفتاوى دينية صدرت اخيرا في الاردن وفي أكثر من بلد إسلامي، ضمن الجهود المبذولة للحد من انتشار فيروس انفلونزا الخنازير.
ونجحت البرامج التثقيفية لوزارة الصحة في الحد من عادة العناق والتقبيل عند الاردنيين في العيد واقتصارها على المصافحة.
وكانت دائرة الإفتاء العام في الأردن اصدرت الاسبوع الماضي فتوى حثت فيها على الاكتفاء بالمصافحة والابتعاد عن التقبيل في المناسبات الاجتماعية، لتجنب انتقال الامراض.
وبهذا الخصوص، دعا الإمام الأول في لواء بني عبيد الشيخ نور العثامنة الى ضرورة التخلي عن عادة التقبيل في المناسبات سواء كانت دينية او وطنية او شخصية او عامة باعتبارها غير مستحبة شرعا.
وقال إن "عادة تقبيل الرجال للرجال والنساء للنساء عند اللقاء للسلام لا تدل على الود كما يشاع دائما، ولربما يكون في الاعماق ضغينة وكره لا يدلان على الظاهر في الفعل"، داعيا الى التوقف عن هذه العادة لما ينتج عن ذلك من نقل عدوى بعض الأمراض التي تشكل خطورة كبيرة على حياة الإنسان، مثل انفلونزا الخنازير والكبد الوبائي والانفلونزا العادية وبالتالي يصبح هذا السلوك غير مباح شرعا، كما أكدته اخيرا فتوى صادرة عن دائرة الإفتاء في الأردن.
وقال أستاذ علم الاجتماع الدكتور إسماعيل الزيود إن "الجماعات البشرية منذ بداية التاريخ إلى يومنا هذا كانت تعبر عن مشاعرها بطرق مختلفة بدأت بأداء التحية بالإشارة ثم بالكلام وبعدها عن طريق اللمس"، مبينا ان "التعبير عن أحاسيس ومشاعر الود يمكن توصيلها باشكال عدة بأداء التحية والسلام بالكلمة ومن خلال المصافحة دون المعانقة".
واضاف "عند المسلمين كانت التحية بإفشاء السلام بالقول "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته" ورد التحية بمثلها، دون المعانقة وتقبيل بعضهم بعضا لان هذه عادة دخيلة علينا، ولابد من التخلص منها لضررها وخطورتها الكبيرة على حياة الفرد والجماعة خصوصا إذا كانت هناك أمراض وأوبئة كما نواجه الآن من عدوى مرض انفلونزا الخنازير".
وبينت أستاذة علم النفس الدكتورة سهير السوداني أن "عادة المعانقة عند الأردنيين بدأت عندما كان يصاب احدهم بمكروه أو يصاب بحالة هستيرية من الغضب أو يفقد عزيزا على قلبه فانه يكون في هذه الحالة تحت عتبة التمييز، ما يدفع المقربين منه الى اللجوء للمعانقة وضمه لتفريغ حالة الانفعال النفسي لديه وإحلال مشاعر الود مكانها، في محاولة لتحقيق حالة التوازن النفسي والاستقرار العاطفي والهدوء والطمأنينة".
وقالت إن "تكرار ذلك من قبل الأشخاص والجماعات غدا سلوكا وعرفا بقصد نقل مشاعر الود والمحبة من طرف إلى آخر".
ويعتبر المواطن محمود الخليل عادة التقبيل غير مستحبة ولطالما تسببت له بالإحراج عند مجاملته لأشخاص يبادرون بتحيته بهذه الطريقة، إلا أن فتوى دائرة الإفتاء وإرشادات وزارة الصحة خلصته من حالة الإحراج هذه، مبينا انه لاحظ تراجعا كبيرا في هذه الظاهرة خلال العيد.
وتقول المواطنه عبير طبيشات (أم كرم) إنها توقفت نهائيا عن عادة أداء التحية بطريقة التقبيل مع قريباتها وصديقاتها خلال العيد بعد الإرشادات الطبية والفتاوى الدينية التي أصبحت على لسان كل شخص.
ولفتت إلى أنها لا تحبذ أكل المنسف بشكل جماعي بواسطة الأيدي سواء لنفسها او لضيوفها بل تعده وتقدمه للضيوف في أوان مستقلة كي يتناول كل شخص طعامه بشكل مستقل، خوفا من انتقال أي نوع من أنواع العدوى.
وينصح الدكتور حسن الشياب بعدم تناول المنسف بالأيدي والاكتفاء بالمصافحة عند اللقاء أو أداء التحية عن بعد خصوصا ان العالم يشهد عدوى تجد طريقها وتنتشر بابسط الطرق لذا يجب التخلص من عادة التقبيل وتجنب تناول الطعام دون غسل اليدين بشكل جيد.