في حين يدور جدل في مصر حول هوية البلاد في مشروع الدستور الجديد تلقي مجلة مصرية أضواء على المفكر المصري والدبلوماسي محمود عزمي الذي حذر قبل 90 عاما من استغلال الدين في السياسة ثم توفي في مقر الأمم المتحدة في الثالث من نوفمبر تشرين الثاني 1954 ونكست لموته الأعلام.
ويقول الشاعر المصري أسامة عفيفي رئيس تحرير مجلة (المجلة) إن عزمي توفي "وهو واقف على منبر الأمم المتحدة متحدثا باسم مصر عن معاناة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال... إذ فاجأته أزمة قلبية حادة وهو يتحدث منفعلا. كانت السبب المباشر في وفاته فنكست أعلام (دول) العالم في مقر الأمم المتحدة ثلاثة أيام حدادا على رحيله."
ويضيف في العدد الجديد الذي يصدر غدا الاثنين تحت عنوان (شهيد الحرية النبيل) أن عزمي عرف بعدائه للاحتلال البريطاني لمصر وأنه سافر إلى العراق عقب اعتراضه على معاهدة 1936 -بين سلطة الاحتلال وزعيم حزب الوفد آنذاك مصطفى النحاس- وأسهم في تأسيس كلية الحقوق في بغداد وأصبح عميدا لها.
ومجلة (المجلة) تصدرها الهيئة المصرية العامة للكتاب شهريا منذ العام الماضي بعد توقف دام أكثر من 40 عاما حيث صدرت عددها الأول في يناير كانون الثاني 1957 برئاسة تحرير محمد عوض محمد ثم توالى على رئاسة تحريرها كل من حسين فوزي وعلي الراعي ويحيى حقي وعبد القادر القط ثم أغلقت في أكتوبر تشرين الأول 1971.
وعزمي الذي ولد عام 1889 نموذج للمثقف الموسوعي الذين يسهم في أكثر من مجال فهو حقوقي ودبلوماسي ومن رواد الصحافة في العالم العربي إذ أصدر صحيفتي (المحروسة) و(الاستقلال) في مصر وتولى رئاسة تحرير (روز اليوسف) ومن إسهاماته النظرية في مجال الإعلام كتاب (ملخص مبادئ الصحافة).
ويقول عفيفي إن عزمي رغم إنجازاته مازال من الرواد المنسيين مضيفا أن له موقفا دستوريا من دستور 1923 في مصر أثناء إعداده حيث انتقد في مقال عنوانه (العقيدة الدينية في لجنة الدستور) الذين "يحاولون صبغ دستور مصر بصبغة دينية."
ودستور 1923 يضم 170 مادة وفي سبع كلمات فقط يقول نص المادة 149 "الإسلام دين الدولة واللغة العربية لغتها الرسمية."
ويسجل عفيفي أن عزمي كتب في مقاله "إن النص المقرر للدولة دينا رسميا... هو الذي سيجر على البلاد ارتباكا قد ينقلب إلى شر مستطير... سيأتي وقت على سكان مصر في هذا القرن الشعرين فتقطع الأيدي والأرجل من خلاف... نحن نلفت النظر وسنستمر على لفت النظر إلى الخطر المحدق بنا الذي يجيء عن طريق هذا النصر.