صحيفة العرّاب

الأمير حسن: علينا إدارة مصيرنا والأجيال القادمة

  تساءل سمو الأمير حسن بن طلال عن عدم الحديث عن العجز في الكرامة الإنسانية مثل العجز في الناتج المحلي الإجمالي الذي يتحدث عنه الجميع، مشيرا إلى أن الوقت حان للاعتراف بأن علينا إدارة مصيرنا وبخاصة في ما يتعلق بالأجيال القادمة.

وقال سموه  في كلمة له بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمياه الذي يعنى بقضايا المياه والصرف الصحي، إن نحو 5ر2 مليار نسمة في العالم، أي ما يقارب من خمسي سكان العالم لا يستطيعون من الوصول الى مرافق صرف صحي ملائمة، مما يتعارض مع ضمان كرامة الإنسان.

أكد الأمير الحسن رئيس المجلس الاستشاري للأمم المتحدة للمياه، أن الحصول على مياه نظيفة وخدمات الصرف الصحي في مختلف أنحاء العالم هو احد حقوق الإنسان الأساسية.

ولفت سموه إلى أن عدم وجود دورات مياه آمنة ونظيفة يمكن أن يسبب المرض على نطاق واسع كما يؤدي إلى التلوث وفقدان الكرامة، مضيفا أن المجتمعات الريفية تتأثر بشكل خاص من غياب المرافق الصحية الداخلية، وان الفئات الأكثر ضعفاً هي النساء والأطفال والمسنون والمعوقون والمعدمون، ونظرا لأهمية هذه القضايا، قررت الأمم المتحدة أن يكون 19 تشرين الثاني يوما بهذه المناسبة.

 وبهذه المناسبة، تحدث سمو الأمير الحسن مع صوفي لونغ في مقابلة تناولت تفاصيل هامة تخص الحدث، تاليا نصها:

 صوفي لونغ: أعلم أنك سمو الامير الآن تترأس المجلس الاستشاري للأمين العام للأمم المتحدة المعني بالمياه، ولكن هذه مسألة كنت مهتماً جداً بها لسنوات عديدة، نرجو منك توضيح السبب في اهتمامك العميق بذلك الموضوع؟

 سمو الأمير: لأن الأطفال، الأولاد والبنات، في جميع أنحاء العالم لن يتمكنوا من تحقيق قدراتهم، إلا إذا كانت لديهم الفرصة للقيام بذلك بعد سن الخامسة، ولأن الملايين من الأطفال يموتون نتيجة لمرض الكوليرا، والتيفوئيد، وجميع أنواع الأمراض المرتبطة مباشرة بالمياه غير النظيفة.

صوفي لونغ: هل لا يزال الوضع كما هو في عام 2013؟

 سمو الأمير: إن العلاقة هي دائما بين بناء مراكز التسوق، وجني المال من الاستثمارات الجديدة، واستضافة دورة الألعاب الأولمبية المقبلة أو شيء من هذا القبيل، ولكن لا أحد يركز على وجه الإنسان البائس.

المياه اليوم هي واحدة من تلك التحديات، والأمن الغذائي بطبيعة الحال هو تحدٍ آخر، ولكن كل الأشياء مترابطة والناس ببساطة لا تنظر إلى البيت الذي هو بيئة مادية على أنه يمثل أيضا البيئة البشرية.

إن الجميع يتحدث عن العجز في الناتج المحلي الإجمالي ولكن ماذا عن العجز في الكرامة الإنسانية، لذلك أعتقد أن الوقت حان للاعتراف بأن علينا إدارة مصيرنا وبخاصة في ما يتعلق بالأجيال القادمة، هذا لا يخصني أنا، فأنا لست مهماً، بل يخص الأطفال وأطفالهم من بعدهم.

صوفي لونغ : كيف يمكن أن يؤثر عدم الحصول على خدمات المياه والصرف الصحي على حياة الفتيات على سبيل المثال؟

سمو الأمير: إذا كانت الفتاة تعيش في زقاق مظلم في أحد الأحياء الفقيرة، فإن فكرة عدم التمكن من الحصول على المياه أو دورة مياه، وعدم القدرة على الذهاب، وعدم التمكن من الاغتسال، والخوف بسبب عدم وجود الكهرباء، والخوف من التعرض للاغتصاب، فمثل هذه الفتاة تعيش في رعب دائم.

كيف يمكن للطفلة أن يكون لديها أي أمل في المستقبل إذا كانت أولى تجاربها مع النظافة ومرحلة البلوغ لديها فظيعة جداً بحيث لا يمكن حتى ذكرها، إن اليوم العالمي للمياه أو دورات المياه أو اليوم العالمي لغسل اليدين هو حقاً كل شيء عن مشاركتها.

صوفي لونغ: ولكن من حيث فرص الحصول على المياه النظيفة والصرف الصحي ما هي الإجراءات التي تعتقدون أنكم قد نجحتم في تحقيقها؟

سمو الأمير: أعتقد أننا سوف نعرف أن هناك تقدما عندما تقول منظمة الصحة العالمية أنه تم تخصيص حوالي 530 مليار دولار بحلول عام 2015، على مدى العقد المقبل، للمياه والصرف الصحي بالمقارنة مع التريليونات التي تنفق على المجمع الصناعي العسكري.

إن النجاح سيكون بالمعالجة من الناحية الإنسانية لحقيقة الواقع الذي يقول بأن كل المياه الجوفية ستكون ملوثة بحلول عام 2030، وإذا استطعنا في عام 2015 تحقيق قفزة في مجال المعرفة الإنسانية والاقتصادية والمادية من حيث مكان تواجد هؤلاء الناس، وما الذي يحتاجونه من أجل تمكينهم، ومقدار المال المطلوب، عند ذلك يمكننا أن نشعر أننا وصلنا إلى تحقيق النجاح.

وختم سموه حديثه في المقابلة بقوله تعالى "وجعلنا من الماء كل شيء حي".(بترا)