اظهر الاستطلاع الاخير لمركز الدراسات الاستراتيجية بالجامعة الاردنية ان ٨٠٪ من المستطلعين يخافون الحكومة «الحكومات» ويخشون انتقادها علنا مع ان الحقيقة ان اقل من ١٪ ممن انتقدوا الحكومة تعرضوا للعقوبة.
ان هذا الامر يعكس ان هناك حالة «فوبيا» من الحكومة او ما يعرف بالرهاب الجماهيري من الحكومات وهذا ليس وليد اللحظة او الساعة ولكنه جاء نتيجة تراكمات قديمة منذ العهد التركي مرورا بالاستعمار البريطاني والاحكام العرفية وحالة الطوارئ التي مرت بها البلاد، وممارسات القمع السابقة للاحزاب وسجن الكثير منهم في سجون مازال اسمها يبعث على الرهبة مثل سجن الجفر وغيره.
والحقيقة ان على الدولة بكافة اركانها محاولة معالجة هذا الخوف وطرده من نفوس الناس كي يمارسوا حياتهم السياسية وحقوقهم وخاصة الانتساب للاحزاب دون خوف او وجل. فالحكومة ليست بعبعا يخيف الناس انما البعبع الحقيقي كامن في دواخل الناس منذ زمن بعيد وواجب الحكومة معالجة هذا الخلل.