صحيفة العرّاب

دولة اللآقانون واللآمؤسسات...

 المحامي عبد الوهاب المجالي

لاشك ان الإدارة العامة للدولة منذ تأسيسها بنيت على أسس لا علاقة لها بعلم الإدارة من قريب او بعيد لذلك رفعت أناس وظيفياً دون وجه حق وآقصت آخرين آحق..

ستقرّ عرّفاً التوريث المناصبي وليس السياسي فأجزم ان ليس لدينا سياسية بتوالي الآيام والسنيين إستقرّ الفساد منهاج عمل دون حسيب او رقيب رغم كل مسميات دوائر الرقابة التي نسمعها لهذا لازلنا نحبو عند الدرجة الأولى للسلم تخطتنا أمم كثيرة ونحن هنا قاعدون.

الواسطة آهم من كل الشهادات والخبرات والدرجات العلمية والكفاءة وغيرها للعمل في الدوائر او المؤسسات الحكومية او الشركات شبه الحكومية..

عند البحث عن عمل لأي مواطن من خارج دائرة التوريث والمحاصصة العائلية ستسمع كثير من الدجل والكذب وترى كثير من قلة الحياء..

خلال اكثر من عام مررت بتجربة قاسية كغيري من أبناء هذا الشعب المقهور توفير فرصة عمل لشخص يهمني آمره قابلت ثماني وزراء وكذا رئيس مجلس إدارة لشركات شبه حكومية ومدراء وأمناء عاميين ومساعدين مدراء عاميين ونوائب دون نتيجة..

طبعاً الآعذار واهية باهتة كوجوه من ذكرت عدم توفر شواغر او لحين إعداد الموازنات وكأن الأمر حقيقة آحدهم يسأل عن التقدير وبالكاد يحمل الثانوية بعضهم عرض خيارات يدرك انها عديمة الفائدة والجدوى في الوقت الذي يمارسون فيه الفساد كل يوم والتعيينات الإستثنائية تتم بكل وقاحة..

تخيلوا وعلى سبيل المثال لا الحصر..إبنة رئيس حكومة سابق قفزت مدير عام لمؤسسة مالية تمس حياة غالبية الشعب في قوتهم تحمل شهادة علم إجتماع وشقيقها لديه قيد مخدرات مستشار بدرجة وزير زوجة ابن احد روؤساء الحكومات السابقة وزيرة "تزغرد وتهاهي" في إحتفال بعيد المولد النبوي آبناء رئيس حكومة سابق الثلاثة وزراء ولو كان هناك رابع وخامس ربما آصبحوا كذلك عائلة لرجل واحد ترأس الحكومة آربعة آشقااء وآبنائهم آشقاء أثنان آحدهما رئيس حكومة والآخر مدير للمخابرات آحد مساعدي مدير عام كان عمله يقتصر على شراء الآحذية والطناجر والطاولات وعمل مروج عصير لإحدى الشركات يعين مدير عام وهكذا!!!

بعيداً عن تلك البيئة الموبوءة تقدم الشخص بطلب لشركة أجنبية تعمل في قطاع ما لن أفصح عنها كي لا تمتد الآيدي الآثمة إليها بدلالة صديق دون تحميل جميلة تمت مقابلته مرتين خلال أسبوع وأبلغ بالموافقة على ان يلتحق بالعمل اليوم التالي مصطحباً معه بقية الآوراق بعيداً عن البيروقراطية والروتين وكل الإجراءات الحكومية البليدة..

وعليه آقول لهم جميعاً "طز فيكم وبإدارتكم ودوائركم ووظائفكم" لستم آهل للإحترم يا آدوات الفساد ويا من ترعرعتم وتربيتم بحضنه..

ما بني على باطل فهو باطل ودولة الباطل الى زوال ولو بعد حين..