اعتبر أمين عام الهيئة الهاشمية الأردنية، محمد العيطان، مزاعم القيادي البارز في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" علاء البطة بان المساعدات التي تسيرها الهيئة الهاشمية للشعب الفلسطيني في غزة وتوزع عن طريق الوكالة الدولية لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الاونروا" تمنح لنصف سكان غزة فقط ولا تصل لباقي أهالي القطاع، بأنه "سم دسه شخص غير مسؤول".
وقال العيطان في تصريحات خاصة لـ "الحقيقة الدولية" ان الهيئة، وبتوجيهات من جلالة الملك عبد الله الثاني "لم ولن تكون طرفا في صراع فلسطيني داخلي، وعملها محض إنساني تسعى من خلاله الى لملمة جراح الأهالي في غزة مهما كانت انتماءاتهم".
وأوضح العيطان ان "كلام البطة عار عن الصحة، ولا أساس له" مشيرا الى ان اختيار "الاونروا" لتسلم المساعدات المقدمة "جاء انطلاقا من حياديتها، ويستطيع أي فلسطيني مراجعتها للحصول على مساعدات سواء كان لاجئا أو غير ذلك".
وكان البطة، الذي يشغل منصب مدير مكتب وزير الصحة في حكومة هنية ومسؤول استقبال الوفود على المعابر، اتهم الهلال الأحمر المصري والهيئة الخيرية الهاشمية الأردنية بأنهما يستخدمان المساعدات "لتصفية حسابات سياسية مع حكومة حماس ضمن مؤامرة يحيكها الجناحان" وذلك بإرسال المساعدات الى وكالة الغوث (الاونروا) بدلا من توزيعها على أهالي القطاع، مشددا أن الاونروا لا تخدم سوى اللاجئين فقط، وبذلك يحرم ما يزيد عن نصف سكان غزة من تلك المساعدات.
وبين البطة أثناء حوار أجراه مع وفد الأطباء البريطانيين من أصول عربية وبحضور وفد "الحقيقة الدولية" داخل معبر رفح الفلسطيني، ان الوكالة الدولية "تقدم المساعدات للاجئين الفلسطينيين فقط" متسائلا: "نصف سكان غزة لاجئون، يحصلون على المساعدات من الاونروا فيما يبقى النصف الآخر بلا معونة" مشيرا إلى أن هذا الأمر "أوقع حكومة حماس بحرج كبير مع المواطنين، وأن هناك مشكلة كبيرة".
وانطلاقا من ذلك، قال العيطان: "هذا كلام غير صحيح، ويمكن لأي فلسطيني التوجه الى الاونروا وطلب المساعدة، وعندها سيحصل على ما يريد مهما كانت انتماءاته ولن تتمكن الوكالة الدولية من قول كملة لا له".
وأضاف "عندما كان القصف الإسرائيلي يستهدف غزة كان الفلسطينيون من كل الاتجاهات متواجدين في مدارس الاونروا وجميعهم حصل على مساعدات حيث لم يسألوا ان كانوا لاجئين أو غير ذلك".
وبين "لم نفكر بجهة معينة، ولا يهمنا ذلك، كل ما يهمنا الإنسان الفلسطيني، المواطن الذي تأذى في الداخل" مستندا على ذلك بقوله ان "الهيئة تلقت اتصالات من جهات في غزة تحتاج الى مساعدات وتم توجيه المساعدات لها حيث تم وضع علامة عليها إنها مرسلة الى جهة معينة سواء مستشفى أو مستوصف، وأوصلتها الاونروا الى الجهة المشار إليها".
وأكد العيطان أن "هذا السم المدسوس لن يوقفنا عن تقديم المساعدات التي ستبقى تصل الى الشعب الفلسطيني، بكافة أطيافه، لذلك اخترنا الاونروا لأنها حيادية وتتمكن من إيصال المساعدات لأي كان وفي أي مكان".
واستطرد قائلا "باختيار الاونروا تأكد زيف أصوات تستغل الظرف الحالي وتتسابق في ميدان غير نظيف حول انحياز الأردن لجهة فلسطينية دون أخرى ونحن لن ننجر وراء ذلك وسنواصل عملنا الإنساني نصرة لأشقائنا في فلسطين".
يشار الى ان الهيئة الهاشمية الأردنية سيرت حتى يوم أمس 30 قافلة تضم 415 شاحنة محملة بـ 6300 طن مساعدات، قيمتها الإجمالية 10 ملايين دولار أميركي.
وكان البطة قال ان "المساعدات المقدمة من الشعوب، لا تدخل على معبر رفح حتى تصل إلى معبر العوجة، ويلصق عليها أنها فقط لوكالة الغوث الدولية لتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا)".
وأشار البطة إلى أن "نصف قطاع غزة لاجئون، ويبقى نصف آخر كانت تتكفل الحكومة بمساعدتهم، حيث تقوم وكالة الغوث بتوزيع المساعدات التي تصل من الهلال الأحمر المصري والهيئة الخيرية الهاشمية على اللاجئين المسجلين لديها فقط وهم نصف عدد سكان غزة". وبالتالي يشكو البطة من أن هذا الأمر "وضعنا في إحراج مع الموطن، نحن الآن لدينا مشكلة" بحسب البطة.