سجلت تكاليف سفر شريحة من المواطنين لخارج المملكة بقصد السياحة والعلاج والاستجمام بما في ذلك تكاليف التعليم بالخارج خلال فترة السبعة اشهر الاولى من العام الحالي 2009 ارتفاعا بنسبة 6ر10% بالمقارنة مع الفترة المماثلة من عام 2008 لتبلغ حوالي 442 مليون دينار بما يعادل نحو 623 مليون دولار امريكي مقابل نحو 399 مليون دينار مايعادل 563 مليون دولار خلال فترة المقارنة من العام الماضي .
وأظهرت احصائيات رسمية لوزارة السياحة ووفقا لبيانات البنك المركزي الاردني ان اعداد الاردنيين الذين غادروا المملكة للسفر للخارج خلال فترة السبعة اشهر الاولى من هذا العام بلغت حوالي 1 مليون و 473 ألف مغادر مقابل حوالي 1 مليون و 368 الف مغادر خلال الفترة المماثلة من عام 2008 وسجلت اعداد المسافرين للخارج ارتفاعا بنسبة 7ر7% وبزيادة بلغت حوالي 105 الاف مغادر اردني غادروا اراضي المملكة للسفر للخارج كما أظهرت البيانات ذاتها ان اعداد المسافرين الاردنيين خلال شهر تموز من العام الحالي بلغت 328 ألف مغادر مقابل 307 الاف مغادر خلال نفس الشهر المماثل من العام الماضي بزيادة 21 الف مسافر اردني لدول الجوار ودول العالم الخارجي .
وبحسب مصادر البنك المركزي الاردني فقد بلغت تكاليف سفر الاردنيين للخارج خلال شهر تموز من العام الحالي نحو 5ر109 مليون دينار مايعادل نحو 154 مليون دولار امريكي مقابل نحو 6ر97 مليون دينار او 137 مليون دولار خلال نفس الشهر المماثل من العام الماضي بارتفاع 2ر12%.
وفي المقابل اظهرت البيانات ذاتها ان العائدات المتاتية لداخل المملكة من قطاع السياحة الواردة خلال فترة السبعة اشهر الاولى من هذا العام بلغت حوالي 1115 مليون دينار في حين ان تكاليف السفر للخارج خلال نفس الفترة بلغت حوالي 442 مليون دينار لتعطي المحصلة النهائية لميزان التدفقات النقدية الواردة للمملكة والخارجة منها فائضا بقيمة 673 مليون دينار لحساب قطاع السياحة الوارد للمملكة.
وفي سياق متصل شهدت حركة المسافرين الاردنيين بقصد السياحة والاستجمام الى كل من سوريا ولبنان وتركيا زيادة ملحوظة خلال اشهر الصيف من هذا العام لاسيما في عطلة العيد اذ اعتبر كثير من المسافرين هذه البلدان اماكن مفضلة لهم بقصد السياحة والاستجمام نتيجة انخفاض تكاليفها وتوفر المرافق السياحية فيها .
وعلى صعيد السياحة الداخلية فقد سجلت نشاطا لافتا لاسيما خلال فترة العيد اذ قدرت اعداد المواطنين الذين وصلوا منطقة العقبة خلال فترة اربعة ايام عيد الفطر بحوالي 83 الف مواطن واكتظت بهم مناطق العقبة بمافي ذلك المطاعم كما سجلت نسبة اشغال الفنادق في العقبة خلال الفترة ذاتها 100% وسجلت اعداد الزائرين للعقبة مستويات قياسية غير مسبوقة .
وأكدت مصادر سياحية ان الجزء الاكبر من تكاليف السفر للخارج بقصد السياحة والعلاج والاستجمام انما تقتصر على فئات محددة من المقتدرين والميسورين من المواطنين من ذوي الدخول الميسورة على الرغم من ان المملكة تزخر بالعديد من المرافق السياحية المتطورة والحديثة تضاهي تلك المتوفر في بلدان الجوار والبلدان الاخرى واعتبروا ان الامر غير مبرر للسفر للخارج في ظل توفر المرافق ذاتها داخل المملكة اما في مجال العلاج في الخارج فيرى محللون ان الامر غير مبرر ايضا في ظل توفر نخبة ممتازة من الاطباء المحليين في مختلف التخصصات العلاجية وبتقنية متفوقة تضاهي تلك المتوفر في بلدان العالم الخارجي مما جعل في الوقت نفسه الاردن مقصدا سياحيا علاجيا للعديد من مواطني الدول العربية .
من جهة أخرى وعلى صعيد التعليم بالجامعات الاجنبية خارج المملكة فقد اشارت الاحصائيات الرسمية ذاتها ان الكلفة السنوية للدارسين والمبعوثين للخارج تقدر بمعدل 38 مليون دينار سنويا مايعادل حوالي 54 مليون دولار سنويا وتشمل التكاليف نفقات الدارسين في الجامعات الاجنبية لاسيما اؤلئك الذين يرغبون باستكمال دراستهم الجامعية والدراسات العليا وعزا مراقبون خروج هذه الاعداد من الدارسين للخارج في ظل التشدد الحاصل في مستويات ومعدلات القبول التي تفرضها الجامعات المحلية لاسيما الرسمية منها اذ تشترط معدلات قبول مرتفعة مقارنة بالجامعات الاجنبية في الخارج علاوة على ندرة التخصصات التي يرغبها الدارسون في الجامعات المحلية والتي تكون سهلة الحصول عليها بالخارج هذا الى جانب المزايا المتوفرة في الجامعات الاجنبية لاسيما لغايات استكمال الدراسات العليا كالماجستير ودرجة الدكتوراة اذ تلبي رغبات الدارسين هناك كما يرى دارسون في الجامعات الاجنبية انها تلبي احتياجاتهم الدراسية من خلال اكتساب مهارات لغوية لاسيما في اللغة الانجليزية بالاضافة الى اكتساب مهارات وثقافات متنوعة علاوة على اتساع فترة الدراسة وبما يكسبها ميزة اضافية ويجعلها اكثر جاذبية وطلبا من قبل الشركات والمؤسسات الكبرى بعد التخرج وبما يوفر لهم فرص عمل برواتب ومزايا مجزية على الصعيدين المحلي والخارجي لاسيما في دول الخليج العربي حيث يفضلون خريجي الجامعات الاجنبية لاسيما الامريكية والبريطانية منها .
لكن فرص التعليم الجامعي بالجامعات الاجنبية بالخارج تتطلب تكاليف مرتفعة مقارنة بالمحلية لاسيما من خلال ارتفاع مستويات المعيشة والاعباء المالية المترتبة على تكاليف الدراسة هناك لاسيما كلفة الساعات المعتمدة للدراسة والتي تقدر من قبل دارسين بما يتراوح مابين 400 الى 600 دولار للساعة المعتمدة ووفقا لمرحلة التعليم ومجال تخصصه الامر يجعل من فرص التعليم في الخارج محصورا على الفئات القادرة على تحمل مثل هذه التكاليف من ذوي الدخول المرتفعة . كما تتجدد الدعوات الى ضرورة اعادة النظر بتكاليف الساعات المعتمدة في الجامعات المحلية الرسمية والخاصة والتي تعتبر مرتفعة مقارنة بمستوى دخل المواطنين .
من جهة أخرى اشارت الاحصائيات الرسمية ان تكاليف السفر للخارج سواء لغايات السياحة والاستجمام او لغايات العلاج او للتعليم بالخارج سجلت ارتفاعا بالمجمل خلال عام 2008 بنسبة 14% مقارنة مع مستواها بنهاية العام الذي سبقه وبلغت التكاليف الاجمالية حوالي 713 مليون دينار مقابل 626 مليون دينار واشتملت هذه التكاليف خلال العام ذاته على نحو 676 مليون دينار مايعادل 954 مليون دولار لتغطية تكاليف السفر لغايات السياحة والاستجمام والعلاج خارج المملكة فيما بلغت تكاليف السفر للخارج لغايات التعليم بما في ذلك تكاليف المبعوثين نحو 37 مليون دينار مايعادل 52 مليون دولار ولتعطي المحصلة الاجمالية لتكاليف سفر الاردنيين للخارج حوالي 713 مليون دينار خلال عام 2008 وتعادل هذه التكاليف ما يقرب من ثلث العائدات المتاتية من قطاع السياحة الواردة للمملكة .