صحيفة العرّاب

طقطقة مسابح في القمم العربية .. بقلم .. بسام الياسين

 

" حكامٌ كراسيهم ذهبْ،جيادهم خشبْ،سيوفهم قصبْ،قرارتهم عجبْ ".

إِجتمعَ العربانُ بتابوتِ القمةْ /
قِبلتهم واشنطنَ لا مكةْ / 
قالَ حكيمُ منهم في مفتتحِ الجلسةْ /
لا َشيءَ تغيرَ فينا / 
ضعفتْ شوكتُنا وتلاشتْ كلُ أمانينا / 
لا بدَ لنا من لغةٍ كاشفةٍ .../
ومكاشِفةٍ عما يجري في الظُلمهْ / 
لابدَ لنا من بحثٍ عن أسبابِ العِلهْ /
وإجاباتٍ مقنعةٍ عن أسئلةٍ صعبةْ /
تطفحُ بالصدقِ وتزخرُ بالحكمةْ / 
نحنُ البدعةُ واللعنة..نحنُ الجُملُ المعترضةْ / 
نحن قلوبُ مُؤتلفةْ / اوراقُ صفراءُ مهترئةْ /
تذروها الريحُ لكلِ جهاتِ الكرةِ الارضيةْ /
فتعالوا نتعرى من ثوب الزيفِ /
نخلعُ اقنعةً مزدوجةْ /
قمتنا ساحة ٌرقصٍ للدبكةْ / 
ومنصةُ إطلاق الكلماتِ الملتهبةْ /
فيما شعوبٌ الامة تائهةٌ كبعيرٍ أعمى / 
تتخبطُ في صحراءٍ التيهِ بدون هدى /
وجيوِشُ صارت تعرفُ بالداعشِ والنُصرةْ /
تقتلُ باسم الدينِ وتخلطُ ما بين المعنى والمبنى/
الوضعُ العربي احاجي مبهمةُ..كلمات متقاطعةٌ/ 
إِشربْ كأسكَ يا نواسْ /
إَشعلْ عقلكَ كي تصحو بالخمرةْ /
لا تُبقي في دَنِكَ قطرةْ /
إِشرب لترى الديكَ حمارا /
قلْ ما شئتَ عن العربانْ / 
لا موقعَ للأَعْرابِ بِجُملةِ إعرابٍ دوليةْ / 
منذ الداحس والغبراء وحربِ الفجارِ/
نتقاتلُ مَنْ يسبقُ منا الآخرْ/ 
لكنا فرطُنا بالارضِ و بالاقصى /
لم تطرفْ طرفةَ عينٍ فينا /
وكأن اللعبةَ لا غالبَ لا مغلوبْ /
يعرضها المُخرجُ في اوسلو..يختمها في عَربةْ /
قممٌ زادت طينِتنا "بِلةْ" / 
قممٌ لم تطلقْ طلقةْ.. لم تُطعمْ مسكيناً لقمةْ /
رغمَ الأرصدةِ الضخمةْ /
قممٌ تستعرضُ "بالفشكِ الفاضي" قوتها /
لم تُرهبْ صرصاراً.. لم تسحقْ نملةْ /
لم تُرجعْ شبراً من ارضٍ محتلةْ /
بلادٌ مُنهكةٌ مُنتهكهْ / 
تتعفنُ من داخلها..تتحللُ كالجثةْ /
غضبَ نبيل العربيُ"أمينُ" المحششةِ العربيةْ /
صاح باعلى صوته:هل أمتُنا ما عادتْ أمةْ ؟! / 
هل أصبحنا لا نسوى خردلةً ؟! /
ردَّ عليه "وزيرُ ثوريُ" جاءَ على ظهرِ الدبابةْ / 
لا يتقنُ فنَ الإعراب ويلحنُ باللغةِ العربيةْ / 
ويُذكّرُ تاءَ التأنيثِ و يخطىءُ في نونِ النسوةْ /
بل تجمعنا الفرقهُ وتوحدُنا الفتنةْ / 
فأجابَ "المتدشدشُ" بالدشداشِ المستوردِ.../
ذي الكرشِ المتطبلِ بالغازاتِ،المتلفعِ بالغُترةْ / 
فليعذرني القومُ بأني أعرضكم "إلية" /
فيها اكبرُ مخزونٍ للغازِات بأرجاء الدنيا / 
و أُهرهرُ منها احياناً ذهباً و احياناً فضةْ / 
اما في الحربِ فأستاجرُ جيشاً وجيوشاً بالقطع الصعبةْ / 
لا اخجلُ حينَ اقولُ لكمْ فرداً فردا / 
وزني في الميزان الدولي لا يسوى "نِكلهْ"" /
وأنا لستُ سوى "رابوتٍ" /
يتحركُ عن بعدٍ بالريموتِ الامريكي / 
وزني النوعي كأرملةٍ ذبل الصدرُ الناُفرُ فيها /
لم يبقَ منها ولها الا اردافٌ رخوةْ / 
ويلٌ لي ولكم من هذي الامةْ / 
سرقَ الفرسُ أراضينا / 
خطفوا طُنبَ الكبرى و شقيقتها الصغرى / 
وأبو موسى حلقوا لحيته بالشفرةْ / 
ونسينا أرضاً في تركيا ونسينا سينا / 
و أراضينا المحتلةُ تمتدُ من الصومالِ الى الكوفةْ / 
فبكى شيخُ القعدةِ من فتقٍ دامٍ / 
يتغلعلُ في المنطقةِ الحساسةِ والخطرةْ /
دبَ الصوتُ باعلى ما امتلكت حنُجرةً /
بل قولوا ضاعت كلَ فلسطينْ /
ضاعَ المهدُ وناحَ الأقصى / 
ضاعت منا الهيبةُ وغابت عنا العزةْ / 
ردَّ هنيةُ موجوعاً من منبر يوم الجمعةْ /
يا عربَ القمةِ لا تنسوا غزةْ / 
محرقةُ تتبعُها أخرى/ 
وحصارُ يرمينا بالعزلةْ /
سدوا الأنفاقَ علينا من كلِ جهاتِ الدنيا /
شعبُ اضناهُ الجوع يُنقّبُ بالمجهرِ عن لقمةْ /
و مباذلكم بالإسراف وبالتفريط لا تُحصى/ 
فتساقط بلحُ البصرةِ من خجلٍ / 
جفَ الماءُ حياءً في دجلة /
ارتجفَ الزيتونُ من الشامِ إلى طنجةْ /
واهتز التينُ بطور سنينَ / 
وآياتُ اللهِ ارتعشتْ في مكةْ / 
وتململَ مسجدُنا العمري في درعا / 
انتفضَ الجالسُ في اقصى القرنةْ /
مسَّد فردةَ شاربهِ اليسرى / 
قال الحق أقولُ لكم :ـ نحن نعاجُ الامةْ / 
و ضميرُ المتكلمِ في القاعةِ مستترٌ بالأخرى /
التابعُ لا يخرجُ عن "بيتِ الطاعةْ " / 
ما يجري في القمةِ طقطقةُ مسابحَ لا تعني شيئا / 
الكلُ سواءُ في فخِ التيهِ وسوءِ النيةْ /
نَقعي قدامَ البيتِ الأبيضِ على أربعةٍ كالسخلةْ / 
فيما الكبشُ المسترجلُ يستنعجُ كالنعجةْ / 
ويبيعُ مبادئه بقليلٍ من فضة ْ / 
هرولَ طفلُ عربيُ يلثغُ باللغةِ الفصحى/ 
محتداً من مهزلةِ القمةْ / 
هزَّ المعبدُ فوقَ رؤوسِ الجمعِ وزلزلَ أركانَ القلعةْ / 
قمتكم رقصةَ مذبوحٍ سقطت منه الرايهْ /
و حكايا للتدليس وأفلامُ محروقةْ / 
نعرفكم اكثرَ مما نعرفُ انفسَنا / 
مشكلةُ الامةِ ـ يا سادةَ ـ فيكم لا فينا /