يقلم .. المحامي عبد الوهاب المجالي
لغةً: جمع مكرُمة وتعني فعل الخير، المكارم في السابق كانت تمنح للجيوش المهزومة لإبقائها حاملة السلاح، وورد في الحديث الشريف "بُعثت لأُتمم مكارم الآخلاق"..
منذ عقود إعتادت الحكومات على تسمية آوامر الملك بتقديم مساعدة او تصحيح وضع "مكرمة ملكية"، هذا الآمر طال جميع الجوانب.. رفع الرواتب الموظفين والعسكريين، إعفاء سيارات فئة من الجمارك، التعليم، الصحة، آراضي...الخ.
المكرمة حسب الوصف آنف الذكر تدخل في باب الصدقة او الحسنة، وهذا الوصف يسيء للمتلقي على إعتبار انه اليد السفلى، ومن ناحية ثانية يحرم المتكرم او الواهب او المتصدق الآجر والثواب إن كانت من ماله الخاص بمجرد الإعلان عنها، ولكسب الآجر والثواب يستحسن ان لا تعلم اليد اليسرى ما تقدمه اليمنى!
في الآونه الآخيرة إرتفعت وتيرة آصوات ترفض المنح والمكارم وتطالب بالحقوق، على إعتبار ان ما يطلق عليه مكارم في صلب الحقوق الآساسية، خاصة عندما تمنح بعيداً عن العدالة لفئة دون أخرى وعدم وجود مبررات منطقية، فيها تمييز بين الناس على خلاف ما يقرره الشرع والدستور اللذان يؤكدان على المساواة بين المواطنيين..
كل المكارم تندرج ضمن واجب السلطات الثلاث، تدخل الملك دليل على تقصيرها بالقيام بواجباتها او انها ليست آهلاً للقيام بها ويجب محاسبتها، ولأن الكمال لله وكما ان لتك القرارات المتعلقة بالمكارم إيجابيات كما عليها سلبيات، وسلبياتها آكثر من حسناتها، من باب آولى إبعاد الملك..
الزمان يتغير، وما كان مقبولاً بالآمس قد لا يقبل اليوم والغد ليس كاليوم وهكذا، ولكون موضوع المكارم عليه علامات إستفهام كثيرة، على الحكومات عدم الإختباء خلف الملك، ولتتحمل السلطات مسؤلياتها وتبعد الملك عمّا يشوب قراراتها من عيوب!!