يسعى غالبية المجرمين للبروز على سطح المجتمع كأشخاص أقوياء، وربما خارقي القوة، ما ينعكس تاليا على رغباتهم الداخلية، بأن تظهر هذه القوة كواحدة من السمات التي يتمتعون بها، وفق الاختصاصي النفسي والعقيد المتقاعد من الأمن العام الدكتور أحمد القطاونة.
ولا يتوقف الأمر عند ذلك، فهم يتطلعون إلى أن تشيع عنهم أخبار وتصرفات، تظهر بأسهم الشديد وبطشهم، وهذا بدوره يرونه، نوعا من إحاطتهم بهالة تجعل الناس يرهبونهم، وتحقق لهم شهرة ونجومية في عالم الجريمة، وفق القطاونة.
بيد أن المجرم في سياقه الشاذ عن المجتمع، يستمر في ابتكار سمات تتصل بأهدافه وتصوراته، وهو ما تكشف عنه ملفات الجريمة في الدوائر الأمنية.
ومن هذه الابتكارات، ما تقدم عليه بعض مجموعات المجرمين، وعصاباتهم، من إطلاق أسماء مرعبة أو قاسية على تشكيلاتهم، لكن بعضها خالف التقاليد الإجرامية في التسمية، مستخدما معادلات رياضية تدلل على تشكيلاتهم.
وتحاول هذه الأسماء اجمالا، أن تظهر الهوية الإجرامية لهذه التشكيلات، أو تختزل أهدافها، وقد تكون بقصد لفت الأنظار نحوها.
وتكشف أسماء العصابات والتنظيمات التي تمثل أمام محكمة أمن الدولة، عن نسبة ارتكابات هذه التشكيلات الجرمية، أكانت عصابات إجرامية أم إرهابية، إلى المكان الذي ينتمي إليه أفرادها، أو حدثت فيه الجريمة، أو نوعية الجريمة، وربما السلاح المستخدم فيها، أو اسم زعيمها، وغيرها من التوليفات التي تحمل في معانيها صفة المجرمين.
يكشف مصدر موثوق في نيابة أمن الدولة، أن المدعي العام أنهى مؤخرا التحقيق مع مجموعة من عشرة أشخاص، متهمين بارتكاب أعمال إجرامية مختلفة، أطلقت على نفسها لقب (9+1)، كان البحث الجنائي عمل على تفكيكها.
وأشار المصدر الى أن إطلاق هذه العصابة (9+1) على نفسها، كان يشير الى أن عدد تلك العصابة مؤلفة من 10 متهمين، وهذه حالة نادرة لعصابة يحمل اسمها أعدادا وتمثل أمام المحكمة، كما وصفه المصدر.
وسبق أن أطلقت عصابة أخرى على نفسها اسم تنظيم (9/11)، وكانت الأجهزة الأمنية فككت تنظيما إرهابيا في شباط (فبراير) 2013، إذ تشكل هذا التنظيم من 11 متهما، كان عناصره ينوون تنفيذ أعمال على الساحة الأردنية وصفت بالإرهابية، بينها تفجير مولات لإشغال الأجهزة الأمنية بهذه العملية.
ولفت المصدر إلى أن تنظيم (9/11) كان ينوي أثناء ذلك تفجير السفارة الأميركية بعمان، بحيث اتفق المتهمون أن يكون تنفيذها في 9/11/2013، بالتزامن مع تنفيذ تفجيرات عمان التي وقعت في 9/11/2005 على يد تنظيم القاعدة، وأدت لاستشهاد 57 شخصا، ومقتل ثلاثة انتحاريين وإصابة أكثر من 100 آخرين.
وبالنسبة لعصابة (9+1)، بين المصدر أنها تواجه تهمة الاتفاق الجنائي والسلب والسطو المسلح، بالإضافة إلى حيازة أسلحة اتوماتيكية وأسلحة نارية، بحيث ستشرع محكمة أمن الدولة النظر بها قريبا.
ومن أساليب هذه العصابة، ارتداء الأقنعة حتى لا يتعرف أحد على أفرادها أثناء تنفيذ عملياتهم الإجرامية، وتستخدم الأسلحة النارية والأتوماتيكية لترويع المواطنين، وكانت تتخذ من إحدى محافظات الشمال مقرا لها.
ويؤكد الخبير القطاونة أن ظروف اختيار العصابة لهذا الاسم الحسابي، يختلف عن ظروف اختيار التنظيم الإرهابي لاسمه.
ولفت أن العصابات الإجرامية عادة، تختار اسما يدل على عنفوانها إذا كانت تمارس أعمال سلب وسطو، أما إذا كانت تمارس أعمال احتيال فتختار لقبا ناعما كـ"الاحتيال بالدولار أو بالذهب المقلد أو عريس اللقطة".
ولفت إلى أن هناك مجرمين يختارون ألقابهم، استنادا لما يستخدمونه من أدوات جرمية مادية او معنوية، مثل اسم "أبو شاكوش"، الذي اطلق على مجرم كان يستخدم "الشاكوش" في جرائمه.
وأشار القطاونة إلى أن التنظيمات الإرهابية تختار عادة ألقابا تكون عبارة عن شيفرات معينة، لا يعرفها إلا عناصر التنظيم أنفسهم، ويتداولونها بينهم خفية، على عكس العصابات الجرمية التي يسعى أفرادها الى تعميم أسماء عصاباتهم، كونها تزيدهم شهرة وفخرا بين اوساط المجرمين وأرباب السوابق.