قررت السلطات المصرية حبس الراقصة الاستعراضية سما المصري لمدة 4 ايام علي ذمة التحقيق بتهمة بث قناة "فلول " الفضائية بدون ترخيص.
وجاء قرار النيابة المصرية بعد اعتراف سما بإدارة وبث قناة بدون ترخيص وبالمخالفة لاحكام القانون.
وأضافت سما أن الشقة التي تم ضبطها فيها بالدقي التي تـُـعـتـبر مقر القناة وأنها تبث منذ ثلاثة أشهر، وبعد تسجيل الحلقات ومقاطع الفيديو التي تقوم بتمثيلها تقوم بإرسالها إلى "الاردن" لبثها.
وكان الاعلام والصحافة المصرية قد انشغلوا ، بصورة جنونية، منذ مساء الاحد حتى ساعات فجر الاثنين الاولى، بنبأ توقيف الراقصة المثيرة للجدل سما المصري والتحقيق معها لاتهامها بإدارة فضائية 'فلول' بدون ترخيص.
الصحافة المصرية والقنوات الفضائية الخاصة خصصت مساحة وساعات بث، بحسب ما رصدت ، تغطية اقتحام مكاتب قناة الراقصة وتوقيفها، فيما خصصت البوابات الالكترونية للصحف المصرية الخاصة صفحاتها وتسابقت في تقديم تغطية حصرية وما اسمته انفرادات في التقاط الصور للراقصة والحصول على تصريحاتها بعد القبض عليها وكأن مصر 'ام الدنيا' اختزلت حدودها بتضاريس خصر الراقصة سما، كما يصور مراقبون .
ونسجت الصحف المصرية سيناريوهات عديدة لاسباب اقتحام قناة 'الفلول' والقبض على مالكتها الراقصة سما، التي تعد من ابرز مهاجمي حكم الاخوان والرئيس مرسي، ومن اشد المؤيدين لترشح المشير عبدالفتاح السيسي للرئاسة.
حيث ربطت التغطيات الاعلامية حادثة توقيف سما، بالردح المتبادل بينها وبين المرشح للانتخابات الرئاسية المنسحب رئيس نادي الزمالك مرتضى منصور، الذي سبق قرار التوقيف بساعات .
فقد تبادلت الراقصة سما ومنصور الشتائم والاتهامات، اذ كشف منصور ان الراقصة كانت تعمل خادمة لدى احدى العائلات وتم طردها لاسباب اخلاقية، فيما ردت الراقصة على منصور قائلة ' انا كنت اشتغل خدامة بس عند امك' .
وبعد القبض على الراقصة، خرج منصور ليعزز التكهنات بوقوفه وراء التوقيف، حيث توعد باغلاق القناة، وليس الاكتفاء بتوقيف الراقصة، فيما اتهمت سما المصري، رجال مرتضى منصور بالاعتداء عليها اثناء مداهمة مكاتب القناة واعتقالها.
مراقبون اعتبروا ان المغالاة في التناول الاعلامي لحادثة توقيف الراقصة المثيرة للجدل، وتخصيص مساحات واسعة وساعات بث فضائي لتتبع الراقصة منذ القبض عليا حتى ايداعها السجن لمدة 4 ايام على ذمة التحقيق، هو اسقاط للواقع المصري الراهن الرديء ، والسقوط المدوي للصحافة المصرية الذي بدأ في اعقاب ثورة 25 يناير على عكس ما كان متوقعا لها، وتفاقم بعد عزل الرئيس مرسي .
وكأن الازمات والفوضى التي بات تعم مصر، حٌلّت جميعها، ولم يبق ما يشغل الاعلام والرأي العام نفسه به سوى يوميات الراقصة سما المصري، يهمس المراقبون .!