هكذا أرادها القدر أن تتحول مرام ضحية اعتداء متكرر أمس الأول، عنوانا جديدا لضحايا الجرائم المرتكبة بما يعرف بـ”داعي الشرف”.
مرام ابنة الثامنة عشر، كانت إحدى نزيلات مركز الخنساء في الرصيفة الذي أوقفت فيه على خلفية إنجابها لتوأمين من اعتداء جنسي تزوجت إثره من زوج أدخل بعد فترة إلى السجن.
غادرت مرام قبل أربعة أشهر المركز بإرادتها فعائلتها كانت تزورها وأعطتها الأمان والأمل بغد أفضل، إلا أن ما هو سري بقي بين أفراد الأسرة عند التعاطي مع مثل هذه الحالة.
وجه مدعي عام محكمة الجنايات الكبرى يوم الخميس، تهمة القتل القصد لشقيق المغدورة بعد أن طعنها 5 طعنات أسعفت إثرها إلى المستشفى، إلا أنها فارقت الحياة.
وحسب مصدر فضل عدم ذكر اسمه، فإن شقيق المغدورة والموقوف 15 يوما على ذمة القضية، كان قد أصيب بجرح في يده عند طعنه شقيقته وسط الشارع وبعيدا عن أعين المارة هاربا من مكان الحادث فور مشاهدته الدماء على يديه، إلا أن هذا الجرح دفعه لمراجعة المستشفى حيث ألقي القبض عليه من قبل رجال الشرطة
وأضاف المصدر أن الشاب تلقى اتصالا هاتفيا من أشخاص أبلغوه بأن شقيقته المغدورة تقف مع شباب، ليقوم مباشرة بطعنها بأداة حادة كان يحوزها.
هذا الشاب كان قد غادر السجن منذ وقت، فيما أفرج عن والد المغدورة والذي حوكم على قضايا شيكات.
وحسب الملعومات فإن والد المغدورة الذي افرج عنه في ذات يوم ارتكاب الجريمة تفاجأ بقتل ابنته على يد شقيقها، وكذلك أفراد العائلة.
ناشطة حقوقية أكدت أنه لا يوجد برامج تأهيلية أو حتى مراكز متخصصة للتعامل مع حالات الاعتداءات الجنسية، خاصة وأن هذا النوع من الجريمة يحتاج إلى متابعة طويلة الأمد، فعادة ما تساير العائلة الضحية من اجل اخراجها من مكان التوقيف لترتكب الجريمة بعدها بحجة الشرف
وأضافت "هناك من ينتظر فترة أطول، أو يبرر ارتكاب الجريمة، وهذه فئة مستضعفة تحتاج الى دراسة وإيجاد حلول لها، فهناك الكثيرات من الموقوفات على قضايا اعتداءات جنسية تحت السن القانوني أو بالغات، ليبقى القتل هو حجة "لتطهير سمعة العائلة، ويشارك المجتمع بالجريمة ويساهم فيها من خلال القيل والقال وتناقل القصة وتشويه تفاصيلها”.
وأشارت الناشطة إلى تحويل ضحية الاعتداء الجنسي إلى ضحية جريمة ترتكب من قبل العائلة تحت مسميات وحجج مختلفة لتضمن لنفسها الإطار الاجتماعي.