صحيفة العرّاب

لو دامت لغيرك لما آلت لك

 المحامي عبد الوهاب المجالي

كثير من الناس عندما يتأبط شرّ المسؤولية تأخذه العزّة بالإثم ويصب جام حقده وغضبة ليصفي حساباته وكأنه سيخلد في المكان الذي أعير إليه لفترة زمنية محدودة وقصيرة جداً، وسرّعان ما يعود الى ما كان عليه لا بل ممكن لآرذل، لسبب فقدانه عنفوان التسلّط..

على كل الاحوال في النهاية لا يصح إلا الصحيح وكما يقال "دولة الباطل ساعة ودولة الحق العدل الى قيام الساعة"، وبني البشر عموماً وسائر المخلوقات صدر بهم قرار رباني بقوله تعالى "كل من عليها فان"، ولو كان الأمر غير ذلك اتم تآليه بعض الناس، لكن من إفتأت على الخالق سرّعان ما خرّ وغار بإدعاء آحد صفاته وما بالكم إذا ما إقترن ذلك بالظلم؟؟!!

خلال سنيين عمري شهدتُ أناس كثيرون تسلموا مناصب عليا منهم من نحتسب آمره عند الله ومنهم من ندعوا له ان يكتنفه بعطفه ورضوانه وان يسكنه فسيح جنانه وآذكر منهم على سبيل المثال المرحومين تحسين شردم ومحمد ماجد العيطان، ومنهم من مسح بكرامته الآرض بعد ان كان يصول ويجول وإستباح كل المحرمات ونهايته السجن، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر البطيخي والذهبي، ومنهم من هرب ولقي مصير مجهول وتم تفتيش منزله..

هذا الآمر لا يقتصر على العسكريين لإيراد بعض الآسماء لكنه طال روؤساء حكومات ووزراء ومدراء عاميين وروؤساء مجالس إدارة وغيرهم والحبل على الجرار، فالحقيقة مهما توارت لا بد وان تظهر في يوم من الآيام ساطعة بنورها كالشمس..

الظلم ظلمات وسبحانه تعالى وصف الظالميين في القرآن ستة عشر وصفاً وليس بغافل عنهم بل يحصي خيباتهم وجورهم على عباده، وآبعد من ذلك حرمهم من الهداية بقوله "والله لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ"..

آيامنا هذه مظاهر الظلم متعددة الوجوه ومجالاتها كثيرة، ولا آدري كيف لمسؤول اآقسم با الله العظيم على خدمة الناس ورعاية مصالحهم ويحنث باليمين ويعبث بمصير الناس وآرّزاقهم ويحضرني هنا موضوع الإنتخابات وتزويرها آمام الآشهاد وتقديم من لا يستحق على من يستحق..

الزج ببعضهم بالسجون وحرّمانهم من إكمال الإنتخابات، في حين يتم غض النظر عن آخرين مارسوا كل المبيقات وقاموا بشراء ضمائر البسطاء وإستغلال حاجاتهم لإكمال دورة الفساد الآشد بلوى لنغرق في النهاية جمعياً..

لنتذكر دوماً الخلود الآزلي للمخلوقات في الدنيا مستحيل وما نحن إلا زوار إليها لو قيست آعمارنا بالزمن فهي لا تساوي شيء، فكيف بضع سنيين؟؟!!