لا يعرف الأردنيون هل هم وحدهم من يشعرون بمرور الزمن سريعا ، أم أنه إحساس عام لدى شعوب الأرض قاطبة .
يتحدث أبو السعيد ، وهو شيخ شبه مستقر في أحد مساجد صويلح شمال العاصمة الاردنية عمان : ان عمره المتبقي يمر سريعا بسبب أن صلاة الجمعة التي أداها يوم الجمعة الفائتة ، عادت بعد غياب ساعة ، وليس سبعة أيام ، دون أن يحس بالأسبوع كيف مر ، والساعات كيف انقضت .
وليس أبو السعيد وحده من يشعر بذلك ، بل هناك العشرات غيره من طلبة الجامعات ومن العمال والموظفين وربات البيوت ، وحتى الأطفال ، من باتوا يعتقدون بأن أيامهم تمر سريعا ، وبأن تقارب الزمن بات لافتا لدرجة محيرة ويشعر بها الجميع .
كثيرون يستذكرون علامات الساعة التي أنبأ عنها رسول الله محمد عليه السلام ، حينما أخبرنا قائلا : عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " يتقارب الزمان، وينقص العمل، ويلقى الشح، ويكثر الهَرْج ))، قالوا: وما الهرج؟ قال: ((القتل القتل))؛ متفق عليه.
وإذا كانت بعض علامات الساعة الصغرى ظهرت منذ زمن ، فإن تقارب الزمن أحدها ..
ولو سأل قارئ هذه السطور نفسه : متى انقضى يومه الماضي وهل شعر بشهره أو عامه ، لأجاب بالنفي .
وليس الأردنيون وحدهم من باتوا يشعرون بتقارب الزمن ، بل ها هو المغترب المصري محمد سلامة عمر يقول : منذ جئت إلى الأردن قبل ستة شهور ، وأنا أشعر أن الأيام تمر سريعة ، ووالله إنني في مصر كنت أحس بذلك ايضا ، ولكن في الأردن انتبهت لهذا الأمر أكثر .
وهكذا قالت زوجته مرام تامر السبيعي التي أقسمت بأن الأشهر الستة التي قضتها في عمان مرت وكأنها يوم ، وهي لا تعرف ، هل يعود ذلك لإيقاع الحياة في الأردن ، أم أن الزمن يمر سريعا على الجميع ، وعندما سألناها : هل كنت تشعرين بذلك في مصر أجابت : نعم ، بس في الأردن شعرت أكتر ..
بالتأكيد ، فإن هذه القضية ستجد من يتندر بها بين الأردنيين ، ولكن الذين يؤدون صلاة الجمعة منهم ، يشعرون أكثر من غيرهم أنهم كانوا بالأمس في المسجد يستمعون إلى الخطيب ، وها هي الجمعة التالية اقبلت بسرعة البرق ، لدرجة محيرة .
عزيزي القارئ : انتبه لنفسك ، واعرف أين يذهب عمرك ، فأنت محاسب عليه بالثانية، ونسأل الله السعادة للجميع وطول العمر .