المحامي عبد الوهاب المجالي
العنف الذي يهدد حياة المواطنيين ويلحق الضرر بمصالحهم والمصالح العامة مرفوض من آي جهة كانت، ومن المُسلّم به ان الذي يدفع الثمن المواطن العادي في كل الحالات وعلى كل الآوجه.
نسمع من كل الجهات لدرجة التسليم بأن العنف يولد العنف، لكن كل جهة تفسر تلك المقولة وتوظفها حسب المصلحة، ففي حين ترى الجماعات التي إنتهجت العنف سبيلا لتحقيق مآربها انها تدافع عن حقوق المواطنين، ونسمع من الجانب الآخر الرسمي ان لجوئه لإستخدام القوة له ما يبرره تجاه الجماعات التي تعمل على زعزعة الآمن والإستقرار وتهدد حياة المواطنيين وتضرّ بمصالحهم، وفي الحالتين المواطن ضاع بين هذا وذاك، الكل ينوب بالحديث عنه ويدعي انه يدافع عن مصالحه .
آتمنى او قمنا مرة واحدة بالبحث عن الآسباب التي تؤدي الى تشكيل حركات ونشوء جماعات لجأت للعنف تسمي نفسها جهادية وتتستر بالدين، لماذا وجدت لها مرتعاً خصباً في البلاد العربية يساندها ويقف الى جانبها بعض المواطنيين، بعيداً عن النظرة الضيقة، وبحث الآمر بحياد في إطار المصلحة الكلية للوطن والمواطن على حد سواء..
لماذا تقوم الجهات الرسمية بتوظيف الدين لتحقيق مآرب سياسية دنيوية في حين لا تجيز للجماعات الآحرى وتنعتها بالتكفيرية، وتجيز الآخيرة القتل تحت مسمى جهاد؟؟
لماذا لا نتعلم من الآخرين كيف يقوموا بإستيعاب المتطرفيين والمتعصبين دينياً كما يفعل الغرب الكافر والعدو الصهيوني الغاصب كما يحلو ان للبعض ان يسميهم ، بدل محاولة شد الحبل لتبرير ما لا يبرر وكل طرف يسعى للقضاء على الآخر والتربص به آكثر من عدو وإطلاق النعوت بين فاسد وتكفيري ؟؟!
لماذا لا نقول ان غياب الديموقراطية والعدالة وإنتهاك حرية الآفراد وشيوع الظلم والفساد والتفرقة بين المواطنيين والفقر والإفقار المتعمد وإحتكار السلطة والإقتصاد وكل النشاطات على فئة بعينها وتسليمها رقاب الناس ونطلب منهم الصمت والقبول وعدم المطالبة بحقوقهم؟؟!!
طالما انكم تؤمنون بتلك المقولة إعملوا بها، من الحماقة ان نطفىء النار بالبنار