انخفضت قيمة اسهم الشركة الأمنية "G4S” المتعاملة مع اسرائيل بواقع ثلاثة بالمائة في بورصة "نيويوك اكسجانج” اليوم بعد ان تأكدت معلومات بشأن قيام شركة الأستثمار الخيرية التابعة للملياردير بيل غيتس ببيع جزء كبير من حصتها في الشركة البالغة قيمتها 110 مليون جنيه استرليني استجابة لضغوط من لجان مقاطعة الأحتلال الأسرائيلي.
وليس واضحا لغاية الأن تفاصيل عملية البيع والشراء كونه لم يصدر بيان بشأنها لكن انخفاض اسهم الشركة الأمنية بواقع ثلاثة بالمائة بسبب هذه البيوعات يفقدها نحو مائة وخمسين مليون دولار من قيمتها الأجمالية وفقا لتقديرات اولية لخسائر الشركة من قبل خبراء اقتصاديين. وهذا عدا عن الخسائر غير العينية التي طالت الشركة واسمها.
وكان ناشطوا حملة مقاطعة اسرائيل في الولايات المتحدة اتهموا عملاق صناعة الكمبيوتر بيل غيتس ومؤسسته الخيرية المسماة "مؤسسة بيل و ميليندا غيتس″ بالتواطؤ في تعذيب السجناء الفلسطينيين والأطفال منهم تحديدا من خلال الأستثمار في الشركة الأمنية البريطانية G4S التي تزود اسرائيل بتقنيات السجون وادوات مراحل التحقيق المختلفة.
وأطلقت خلال الأسابيع الماضية عدة حملات على وسائل الأتصال الأجتماعي وفي الصحف التقدمية تتهم غيتس بالمشاركة بتعذيب المعتقلين الفلسطينيين عبر شركة G4S التي توفر خدمات الأمن و المعدات في السجون الإسرائيلية حيث أثيرت قضايا تعذيب الأطفال والاعترافات القسرية، والاكتظاظ والإهمال الطبي المتعمد.
ومؤسسة غيتس الخيرية وهي الأكبر في العالم ،اشترت العام الماضي حصة أسهم في G4S بقيمة 110 مليون جنيه استرليني وبات لها صوت مؤثر وهو الأمر الذي ادانته الجمعيات الناشطة في مجال حقوق الإنسان فيما يواصل ناشطوا مقاطعة اسرائيل في اوروبا والولايات المتحدة حملة عرائض تطالب جمعية غيت بالأنسحاب من الشركة الأمنية بشكل كامل واعلان ذلك رسميا او اجبارها على عدم التعامل مع اسرائيل المنتهكة لحقوق الأنسان.
وتحتجز اسرائيل في سجونها أكثر من خمسة الاف فلسطينيا بينهم 183 طفلا في سجن الدامون ومعتقل التحقيق في الجلمة وكلاهما يداران ويسيطر عليهما بالمعدات الموردة من الشركة الأمنية البريطانية.
يشار هنا ان شركة G4S وتحت ضغوط قانونية تعرضت لها في بريطانيا كشفت عن عملياتها في اسرائيل معترفة بأنها تزود السجون الأسرائيلية والحواجز العسكرية بالتقنية الأمنية فيما كشفت ايضا انها وردت أنظمة مراقبة تستخدمها المملكة العربية السعودية للرقابة خلال موسم الحج وأن عمليات G4S في المملكة العربية السعودية حاليا تدار من قبل ضابط الأمن السعودي السابق خالد البغدادي منذ عام ٢٠١٠
ومن غير المعروف كم عدد أسهم التي باعتها مؤسسة غيتس وسيكشف ذلك في الأشهر القليلة القادمة عندما سيتم نشر معطيات أكثر تفصيلا.
وخلال الشهر الحالي نظمت احتجاجات في مكاتب مؤسسة غيتس في لندن وجوهانسبرغ و سياتل ووجهت عريضة لغيتس من الولايات المتحدة وقعها أكثر من 14،000 شخص دعت مؤسسة غيتس لتصفية حصتها في G4S بسبب دورها في خدمة السجون الإسرائيلية.
ورحب الناشط السياسي في الولايات المتحدة خبير القانون الدولي الدكتور غسان بركات بقرار مؤسسة غيتس ببيع حصتها في G4S لكنه قال ان المطلوب هو تصفية الحصة كاملة واعلان ذلك في بيان رسمي تعلن فيه مؤسسة غيتس مقاطعتها الأستثمار في شركات تساهم في خرق حقوق الأنسان.
وقال: حملات المقاطعه لاسرائيل في الولايات المتحده بدأت تعطي ثمارها . ضمن حملات مدروسه تقاد في الصروح الاكاديميه/ الجامعات.
الطلاب بشكل عام يكونون اكثر تحررا في التفكير التقدمي وممارسه حريه الاختيار . على عكس السوق الامريكي الذي يتأثر بالسياسات العامه والمواقف السياسيه التي تخضع لضخوط اللوبي الصهيوني .
انها معركه اخلاقيه ضد العنصريه والاحتلال وخنق الحريات واقامه سور حول مجتمعا كاملا الى سجناء من المحتل. هذه هي الرساله التي نقدمها في الجامعات والتي تحظى بتعاطف انساني استنادا لوجود دليل عيني على وقائع الظلم والعنصريه. انطلاقا من جامعه ديبول الى جامعه جنوب كاليفورنيا . انها كره الثلج التي تكبر. ومن هنا لا بد لكافه المؤسسات والمراكز والقوى الحيه دعمنا بتطوير هذه الوسيله القانونيه والحضاريه في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي. واضاف: دعونا نعمل بذكاء اكثر وبإمكانيات اقل . اذ لا مكان للمقارنه بين امكانياتنا وامكانيات اللوبي الاسرائيلي.
وقال د. بركات : مثلا وظف الايباك 12 شخصا من قسم العلاقات العامه لأداره معركه التصويت في جامعه ديبول/ شيكاغو وهي اكبر جامعه كاثوليكيه في العالم. وبالقانون اثبت لأداره الجامعه بأن هؤلاء ليسوا طلابا بل طرف خارجي. وتم منعهم من دخول الحرم الجامعي. مزيدا من الدعم للطلبه الذين يخوضون معركه يوميه في الجامعات الامريكيه. انها تتسع وستكون يوما في الشارع