شن الشاعر المصري الكبير أحمد فؤاد نجم هجوما حادا علي أنظمة الحكم في كل الدول العربية وعلي النخب العربية والجماعات الإسلامية والمعارضة في مصر.
وكشف "الفاجومي" للمرة الأولى عن محاولة اغتياله وأسرار لقائه بزعيم حزب الله حسن نصر الله عام 2000 ، وكذلك أسرار لقائه بكوكب الشرق السيدة أم كلثوم.
ونفى نجم أن يكون موقفه من السلطة المصرية وليد فترة حكم الرئيس مبارك، بل عرج الرجل على عدة محطات، وعاد بالذاكرة إلى من توالوا على النظام المصري من الذين "نسوا الشعب وخصصوا وقتهم وجهدهم لتثبيت الكرسي".
ووصف نجم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بـ "آخر زعيم وطني خدم مصر"، وأكد على أنه "ورغم سجنه وتوعده لي قبيل وفاته بالسجن المؤبد، إلا أن والدتي زارتني ذات يوم في السجن وعيناها مغرورقتين بالدموع لتخبرني بأن الكارثة حلت على مصر لأن عبد الناصر مات ونسيت بأنه ألقى بابنها في المعتقل".
واستدل الشاعر بالحادثة ليؤكد على أن "سجن عبد الناصر لي لا يعني بأنه لم يكن زعيما وطنيا بحق، خدم مصر والمصريين"، قبل أن يضيف "المشكل الحقيقي خلال الفترة الناصرية كانت مجموعة من أصحاب البزنس أحاطت به ومنعته عن الناس ووقفت حائلا بينه وبين المجتمع، فتحول ما نادى به من اشتراكية وعدالة إلى مجرد كلام".
وقال نجم في المنتدي الذي استضافته فيه جريدة "الشروق" الجزائرية قبل أيام: أن العلاقة مع النظام المصري زادت توترا خلال فترة حكم أنور السادات ثم مبارك، معتبر ان الشعب المصري يعيش اسوأ فترات حياته حيث أصبح يتقاتل من أجل رغيف الخبز في حين أن غازه يباع لإسرائيل بأبخس الأثمان".
ورغم السوداوية التي لونت حديثه عن واقع الإنسان المصري والعربي بشكل عام، إلا أن نجم أصر على التفاؤل قائلا "وصلنا إلى القعر وعليه لن يأتي ما هو أسوأ، ربما الأحسن قادم".
وأعاب سفير الفقراء في الأمم المتحدة على النخبة في الوطن العربي اهتمامها بالحوار مع السلطة على حساب الشعب، والذي أصبح حسب تعبيره: في حالة غليان ولا يثق في أحد لأن كل القيادات خانته.
وانتهى "الفاجومي" إلى أنه لا ينتمي إلى أي معارضة في مصر، قبل أن يؤكد "لا وجود للمعارضة وحتى الإسلاميين صاروا انتهازيين".
محاولة اغتيال وتهديدات أم كلثوم
وكشف نجم عن تعرضه لمحاولة اغتيال بسيارة كادت أن تدوسه، لولا تدخل امرأة كانت شاهدة على الحادثة، ولم تكن المحاولة غريبة عليه، حيث يقول "مواقفي اللاذعة والمعارضة للسلطة كانت دوما تجلب لي المشاكل".
اضاف: "أنا شاعر شعبي مصري ولست "أبنودي"، ويقصد الشاعر الشعبي المصري الشهير عبد الرحمن الأبنودي، حيث انتقد استغلاله للسلطة واحتكاكه بها، وقال "أنا لا أملك المال الذي يتنعم فيه الأبنودي، فهو يملك مزرعة بمساحة الجزائر العاصمة في الإسماعيلية، وكلمة الحق أقولها حتى ولو سكنت شقة فوق السطوح".
كما كشف الشاعر المتمرد تفاصيل لقائه بالسيدة أم كلثوم في بيتها، وهي التي كانت ناقمة جدا عليه بسبب قصيدة "كلب الست" فقال "القصيدة أثارت غضب الست فهددتني بتشريدي في البلاد، طبعا ضحكت، فكيف لها أن تشردني وأنا حينها كنت أنام في الحمام".
وتابع الفاجومي "بعدها أرسلت أم كلثوم في طلبي، وبعد نصف ساعة من الانتظار خرجت علي تجر ثوبها الفخم، ثم قالت باحتقار "هل أنت كلك على بعضك"، فضحكت ورددت مستهزئا: لا يزال جزء مني في الخارج، ابتسمت، ثم طلبت مني أن أكتب لها 10 نصوص لتغنيها، لكنني أخبرتها بأنني لن أكتب شيئا لك وإن شئت فاختاري من قصائدي المكتوبة ما تريدين".
تفاصيل لقائه بنصر الله
وكشف نجم تفاصيل لقائه السري مع حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني عام 2000.
وقال نجم بأن "نصر الله عندما علم بزيارتي للبنان أرسل في طلبي وبعث بسيارة لتقلني، كان الأمر مريبا بعض الشيء، لكن الحقيقة أن أحدا لم يحترمني في حياتي مثلما احترمني أعوان نصر الله، فبعد اتخاذ الإجراءات الأمنية نقلوني في رحلة سرية.
اضاف: ما أن توقفت بنا السيارة حتى وجدت نفسي أمام بوابة كبيرة فتحت أمامي، لأجد في استقبالي نصر الله..لا أستطيع أن أصف حجم المشاعر التي غمرتني في تلك اللحظة التاريخية، خصوصا بعد أن فتح الرجل ذراعيه ليعانقني بحب لمدة دقيقتين، دون أن يلفظ أحدنا بكلمة".
وتابع: "رافقته بعدها إلى طابق علوي في المقر، وسألته: لما لا تنشئ جريدة في مصر يا سيد نصر الله؟ ثم وجدتني استرسل في شرحي للفكرة التي أردتها مشروعا ناجحا لهذا القائد: هل أدلك على معلومة ربما قد لا تكون على علم بها؟ فرد عليّ: نعم أكيد؟ قلت: إن أشد المتحمسين لك في مصر هم الأقباط، فوجدته يرد بمنتهى الحماس: هذه هي مصر التي أعرفها".
ثم قال نصر الله في شأن إنشاء الجريدة: قد أفعل ذات يوم. فقلت: يجب أن تنتهز فرصة وعد السلطات المصرية بالتكفل بحرية التعبير. فرد: لا أظنهم بهذا الغباء. وعلقت: إنهم فعلا أغبياء وأكثر مما تتصور..بعدها راح قائد حزب الله يستحضر معي حادثة استشهاد ابنه هادي قبل شهرين، فقال عندما جاءه الخبر تسلح بالصبر وطلب أن يصلى عليه ويدفن كبقية الشهداء".