تتهم المجتمعات العربية بما يدعى بجرائم الشرف, كما تتهم المجتمعات الغربية بالجرائم العاطفية, ويبرز الأردن على أنه احدى الدول العربية المتورطة بانتشار جرائم الشرف, ولعل سعي المخرج اللبناني جان كلود قدسي على إتمام فيلم روائي يتناول موضوع جرائم الشرف في الأردن, يؤكد هذه النظرة للمجتمع الأردني.
لكن من جانب آخر ينقل موقع أمان بعض الاحصاءات التقريبية التي نشرتها صحيفة أخبار اليوم السويدية في العام 2002 والتي تفيد بأن القتل بدعوى جرائم الشرف يطال 400 ضحية في اليمن, ويتراوح عدد ضحايا هذه الجرائم في باكستان بين 300 و500 جريمة سنوياً. في حين أن 60 جريمة قتل تتعرض لها النساء في إيران سنوياً للأسباب نفسها. وتقتل 50 امرأة في مصر سنوياً بدافع غسل العار. ومن ثم يأتي الأردن في مرتبة متأخرة إذ أن القتل يطال 25 إلى 40 ضحية باسم غسل العار. وتضيف الاحصاءات بأنه في لبنان وحسب معلومات قدمها محامون في مؤتمر حول جرائم الشرف في ,2005 إثر دراسة القضايا المرفوعة إلى المحاكم, أظهرت أن امرأة واحدة تُقتل كل شهر على يد أحد أقاربها, بذريعة تدنيس شرف العائلة لارتكابها الزنا - حسب الصحيفة السويدية -
يضاف إلى ما سبق أنه وحتى يوم أمس الأول بلغ عدد اللواتي قتلن في جرائم شرف في الأردن 17 امرأة.
ورغم أن التصدي لهذا الرقم وتخفيضه هو طموح الناشطات والمعنيين في المجتمع الأردني, إلا أن ما سبق يلح بالسؤال عن سبب تسليط الضوء على جرائم الشرف في الأردن بصورة خاصة مع انها تعتبر ظاهرة عامة على صعيد الوطن العربي وعلى ذلك تشهد الأرقام, كما أنها ظاهرة عامة على صعيد العالم أجمع, ففي أوروبا يسمى هذا النوع من الجرائم بجرائم العاطفة, وتتم بقتل العاشق أو الزوج لزوجته في حين انها في الوطن العربي غالباً ما تتم على يد الأخ أو الأب.
وتجيب المنتج المنفذ ومساعد المخرج في الفيلم لارا سابا عند السؤال عن الممول للفيلم بأن مصدر التمويل فرنسي.. وهذا يخلق سؤالاً في غاية الأهمية عن سبب اهتمام التمويل الأجنبي بفيلم عن جرائم الشرف في الأردن رغم أن الأردن من اقل الدول العربية التي تسجل هذا النوع من الجرائم.
وفي ذلك تقول مديرة البرامج في إتحاد المرأة الأردنية هيفاء حيدر بأنها ليست مع ترحيل الأجندات, وتتساءل عن هدف تطرق فنانين لبنانيين لقضية أردنية, وتعتبر أن سبب تسليط الضوء على جرائم الشرف في الأردن - رغم وجود دول عربية فيها جرائم شرف تفوق الأردن - يعود إلى الاهتمام بالقضايا التي تخص المرأة في المجتمع الأردني دون تحديد الأولويات, فهنالك قضايا تهدد تقدم المرأة الأردنية فعلى الرغم من أن حيدر تؤكد أن قتل امرأة واحدة بدعوى الشرف يشكل جريمة إلا انها ترى أن هناك أولويات تسبق هذه القضية مثل التنمية وبطالة المرأة والقوانين المجحفة بحقها, معتبرة ان تكرار تناول قضية جرائم الشرف ضخمها فبدا وكأن الأردن هو البلد الوحيد الذي تحدث فيه جرائم الشرف. مؤكدة أن من يضخم قضايا على حساب أخرى تفوقها أهمية إنما يستجيب لأجندات خارجية.
وإضافة إلى ذلك لم تبد حيدر حماستها لوجود افلام تتحدث عن جرائم الشرف في الأردن من خارجه, وتساءلت هل خلا لبنان من قضايا ساخنة تستحق ان تثار في فيلم?
وعلى ذلك تجيب المنتج المنفذ للفيلم اللبناني لارا سابا بأن الفيلم ليس وثائقياً إنما روائي ويتناول قصة شاب أردني كان يتحتم عليه قتل إحدى قريباته في جريمة شرف, ولعدم قناعته بالقتل يهرب من الأردن ويتجه للعيش في لبنان وبعد 20 عاماً يلتقي بمن كان عليه قتلها ولم يتمكن.
وتضيف سابا بأن الفيلم لا ينظر بان الأردن هو البلد الوحيد الذي تمارس فيه جرائم الشرف, فالجميع يعلم أن هذه الجرائم منتشرة في دول عربية مثل لبنان وغيرها من الدول العربية.