العراب نيوز: ارتفع عدد المستنكفين من الذين تأهلوا للاستفادة من مبادرة سكن كريم لعيش كريم بسبب ارتفاع اسعار الشقق وصغر حجمها من جهة وعدم تمكن البعض من إيجاد مصادر تمويل من جهة اخرى بحسب ما اكد عدد من المستنكفين.
وبلغ عدد المستفيدين الذين تمكنوا من شراء مساكن ضمن مبادرة الاسكان 200 مواطن فقط بعد مرور قرابة عامين على اطلاقها فيما تم تأهيل حوالي 4 آلاف مواطن سيتمكنون من استلام شققهم مطلع العام المقبل بعد استكمالهم للشروط والمتطلبات اللازمة والتي تمكنهم من الاستفادة من المبادرة.
مديرة مؤسسة الاسكان والتطوير الحضري المهندسة سناء مهيار اكدت في ردها على استفسارات العرب اليوم ان المستنكفين ممن تأهلوا للاستفادة من المبادرة هم إما غير جادين وذلك لانهم لا يرغبون في شراء مساكن ضمن المبادرة او انهم لم يتمكنوا من الحصول على جهات تمولهم لشراء المساكن وذلك بسبب عدم تلبيتهم لشروط التمويل من الجهات المقرضة.
وبلغ عدد المواطنين الذين تقدموا بطلبات للاستفادة من المبادرة الملكية للاسكان سكن كريم لعيش كريم منذ اطلاقها في شهر شباط العام الماضي اكثر من 200 الف متقدم صنفت المؤسسة ان نصفهم اما غير جادين او لم يتمكنوا من استيفاء الشروط كافة والتي يجب ان تتوفر في المتقدم حتى يتم تأهيله لامتلاك مسكن.
وتتراوح غالبية مساحات الشقق التي يتم العمل على بنائها ما بين 85 و125 مترا مربعا تتراوح اقساطها الشهرية من 117 دينارا وتصل الى 200 دينار.
خبير ومحلل اقتصادي فضل عدم ذكر اسمه قال ان سبب التباطؤ في تنفيذ مشاريع المبادرة الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها المملكة من عجز مالي وتراجع في الإيرادات وزيادة في النفقات وتذبذب الاسعار عالميا انعكس سلبا على تنفيذ المبادرة.
واضاف ان صغر حجم الشقق وارتفاع اقساطها الشهرية واستقرار اسعار المواد الأساسية على ارتفاع والتي تسببت في ضعف القوة الشرائية لدى المواطن والمخاوف من عودة الاسعار الى الارتفاع مجددا دفع بعدد كبير من المؤهلين للاستفادة من المبادرة الى الاستنكاف لان قروض التمويل ستضيف عليهم اعباء والتزامات مالية تضاف الى الأعباء المالية الحالية.
واشار ان قطاع العقار في الأردن يمر بركود غير مسبوق ألحق ضررا كبيرا في عدد من مشاريع الاسكانية في المملكة نتيجة ضعف الطلب على الشراء مشيرا ان مشاريع المبادرة كغيرها من المشاريع الاسكانية شهدت ضعفا في الطلب على وحداتها السكنية.
الى ذلك اكدت مهيار ان اعداد المستفيدين من المبادرة سترتفع نظرا لان عددا من مشاريع المبادرة على وشك الانتهاء من تنفيذها حيث ستتمكن المؤسسة من استلامها وتسليمها للمستحقين العام المقبل مشيرة ان التروي في تنفيذ المشاريع يهدف الى بناء مساكن ذات جودة عالية تلبي المتطلبات المعيشية لساكنيها.
وقالت سيشهد عدد المستفيدين من المبادرة ارتفاعا كبيرا نظرا لان الفترة الزمنية التي مضت على اطلاق المبادرة تم فيها تجهيز وبناء آلاف الشقق حيث سيصار الى بيعها لمستحقيها قبل نهاية الربع الأول من العام المقبل.
واشارت ان الحكومة قررت دعم القروض لغايات الاستفادة من سكن كريم والتي يحصل عليها المستفيدون من البنوك لضمان اسعار فائدة منخفضة وكذلك قررت الحكومة تقديم حوافز وخصومات للقادرين على تقديم دفعات من اثمان الشقق.
وقالت مهيار ان جمعية مستثمري قطاع الاسكان ستسلم الحكومة التي ستبدأ بتسليم الشقق التي تم الاتفاق على ابنائها وذلك بموجب الاتفاقية التي وقعتها الحكومة مع الجمعية العام الماضي.
وكانت الحكومة قد وضعت عددا من المسارات للإسراع في تنفيذ المبادرة منها تسليم شقق سكنية جاهزة وكذلك توزيع اراض مخدومة ومنح مالية وتقديم قروض مالية بإقساط ميسرة للموطنين المستحقين والمؤهلين للاستفادة من المبادرة.
في المقابل تدرس مؤسسة الاسكان حاليا تخفيض عدد الشقق التي تم الاتفاق على شرائها من شركة تعمير الأردنية في منطقة اهل العزم بالجيزة من 6 آلاف وحدة سكنية الى 2000 وحدة.
المهندسة مهيار قالت ان هذا التوجه حتى تضمن المؤسسة استلام الشقق ضمن اعلى الموصفات وحتى تتمكن ايضا من تسويق هذه الشقق وبيعها للمؤهلين للاستفادة من المبادرة مضيفة ان شراء 6 آلاف شقة بحسب الاسعار الحالية فيه مخاطرة نظرا لان اسعار مواد البناء مرتفعة حاليا وقد تنخفض بعد فترة زمنية لذلك سيتم تقسيم عمليات الشراء على دفعات ابتداء من 2000 شقة.
وتهدف المبادرة التي اطلقها جلالة الملك العام الماضي لبناء 100 ألف شقة سكنية وفق جدول زمني مدته خمس سنوات يستفيد منها المواطنون من ذوي الدخل المحدود تضمن لهم حياة معيشية كريمة.