العراب نيوز: قال وزير الطاقة والثروة المعدنية المهندس خلدون قطيشات إن تحدي تلبية الطلب المتزايد على الطاقة الذي يواجه الأردن يتطلب استثمارات تصل لنحو 18 مليار دولار أميركي في مختلف القطاعات مع نهاية عام 2020 .
وأضاف قطيشات في حلقة نقاشية مع رئيس وأعضاء جمعية رجال الأعمال الأردنيين مساء أمس إن ابرز التحديات التي تواجه الأردن في مجال الطاقة وتتطلب جهودا لمواجهتها تتمثل في توفير مصادر الطاقة والمياه إلى جانب تكلفة تامين هذه الموارد المهمة للنشاطات البشرية والصناعية.
وأشار إلى وجود هدر في استخدامات الطاقة تمثل في الإسراف غير المبرر للطاقة والذي نتج عن تقديم الدعم الذي توقف في العام الماضي مدللا على بتراجع استخدام السخان الشمسي في المنازل بعد إن أصبحت أسعار المحرقات خصوصا السولار مع الدعم أجدى للمواطن من شراء جهاز التسخين بواسطة الطاقة الشمسية.
وقال قطيشات إن تكلفة الطاقة في المملكة بلغت العام الماضي 765ر2 مليار دينار مقارنة مع 153ر1 مليار دينار عام 2004 لتشكل ما يزيد عن 21 بالمئة من قيمة الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الجارية مقارنة مع 5ر14 بالمئة من قيمة الناتج المحلي الإجمالي عام 2004.
وتوقع إن ينمو الطلب على الطاقة الكهربائية بمعدل 4ر7 بالمئة سنويا وان يصل الطلب على الطاقة الأولية إلى حوالي 15 مليون طن مكافئ نفط عام 2020 مقابل 7ر7مليون طن مكافئ نفط عام 2008.
وتوقع أن تصل الاستطاعة التوليدية المطلوبة إلى حوالي 5770 ميجا واط عام 2020 مقابل 2660 ميجا واط العام الحالي مبينا أن الاستطاعة التوليدية المطلوب إضافتها حتى عام 2020 بحدود 4000 ميجا واط .
ونوه إلى وضع واعتماد الإستراتيجية الوطنية الشاملة لمواجهة تحديات قطاع الطاقة للقطاع للفترة حتى العام 2020 لتحقيق جملة من الأهدافمن ابرزها زيادة مساهمة الطاقة المحلية وتقليل الاعتماد على الطاقة المستوردة وتحقيق التنوع في مصادر وأشكال الطاقة والمحافظة على البيئة.
وقال قطيشات إن الحكومة تسعى من خلال الإستراتيجية إلى تطوير استغلال مصادر الطاقة المحلية من الغاز الطبيعي والصخر الزيتي واليورانيوم وإدخال الطاقة النووية بديلا لتوليد الكهرباء وتحلية المياه والتوسع في مشروعات الطاقة المتجددة وتفعيل برامج كفاءة الطاقة وتعزيز مشروعات الربط الإقليمي للطاقة وتهيئة الفرص للقطاع الخاص للاستثمار في مشروعات البنية التحتية لقطاع الطاقة.
وأشار إلى إن الإستراتيجية تضمنت توسيع قاعدة استخدام الغاز الطبيعي ، حيث تم استكمال بناء خط الغاز العربي داخل الأراضي الأردنية وبدأ بنقل غاز العبور من مصر إلى سوريا ولبنان وحاليا يتم توليد نحو 80 بالمئة من الكهرباء باستخدام الغاز الطبيعي المستورد من مصر عبر خط الغاز العربي حيث بلغت كميات الغاز المستوردة من مصر في عام 2008 حوالي 2710 مليون متر مكعب.
وتوقع قطيشات إن تصل كميات الغاز التي سيتم استيرادها من مصر في العام الحالي حوالي 3300 مليون متر مكعب.
وكشف عن مفاوضات تجري حاليا مع شركة فجر المصرية لتنفيذ مشروعات توزيع الغاز في المدن الرئيسة والبحث عن مصادر أخرى لاستيراد الغاز على المدى المتوسط والبعيد من العراق ودول الخليج العربي .
وحول تطوير حقل الريشة الغازي قال قطيشات إن الاتفاقية التي تم التوصل إليها بين شركة البترول الوطنية وشركة بريتش بتروليوم لتطوير حقل الريشة التي ستنفذ على مرحلتين الأولى الاستكشاف والتقييم ومدتها 3-4 سنوات تنفق خلالها الشركة كحد أدنى237 مليون دولار ثم مرحلة التطوير والإنتاج بحجم استثمار يقدر بحوالي 8-10 مليار دولار ليصل الإنتاج المتوقع 330-1000 مليون قدم مكعب في اليوم.
وفيما يتصل بموضوع الصخر الزيتي فقد تضمنت الإستراتيجية الوطنية لقطاع الطاقة إدخال الصخر الزيتي كأحد البدائل لمصادر الطاقة ليسهم بنسبة 11 بالمئة في خليط الطاقة الأولية في عام 2015 و 14 بالمئة في عام 2020.
وقال إن احتياطي الصخر الزيتي السطحي المثبت يقدر بما يزيد عن 42 مليار طن تحتوي على ما يزيد على 4 مليارات طن نفط، حيث يمكن استغلال الصخر الزيتي لتوليد الكهرباء عن طريق تكنولوجيا الحرق المباشر أو لإنتاج المشتقات النفطية والغاز عن طريق تكنولوجيات التقطير.
وأشار إلى ثلاثة محاور لاستغلال الصخر الزيتي تتمثل في إنتاج النفـط مـن الصخر الزيتي العميـق بأسلـوب الحقـن الحراري والتعدين السطحي للصخر الزيتي لإنتاج النفط من خلال عمل ثماني شركات وكذلك مشروع اسـتغلال الصخـر الزيـتي لتـوليد الكهربـاء بالـحرق.
بدوره قال رئيس الجمعية حمدي الطباع إن موضوع تطورات قطاع الطاقة في الأردن والمشروعات المستقبلية تكتسب أهمية خاصة للأردن في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة السائدة في العالم ودول المنطقة.
وأكد أن تأثير الطاقة يمتد من تحقيق النمو الاقتصادي ومعيشة المواطنين إلى التأثير على تنافسية الصادرات الوطنية وارتفاع تكلفة الإنتاج في ظل اعتماد الاقتصاد الوطني على مصادر الطاقة المستوردة.
وقال الطباع إن موضوع توفير مصادر محلية بديلة للطاقة هدف استراتيجي للأردن يحتل الأولوية القصوى ضمن أولويات الحكومات المتعاقبة ما أدى إلى تبني إستراتيجية الطاقة وتطوير مصادر محلية ذاتيه.بترا