صحيفة العرّاب

بحجة امتلاكه ارض المقبرة.. شخص ينتهل حرمة الموتى ويدنس قبورهم في الشونة الجنوبية

ليس بوسع الموتى في مقبرة بلدة الروضة بلواء الشونة الجنوبية، النوم الآمن في راحتهم الأبدية، وسط "أعمال تخريب وتكسير لشواهد القبور وتسويتها بالأرض"، وفق سكان في البلدة يتهمون شخصا يدّعي ملكية الأرض التي تقوم عليها المقبرة بتدنيسها.

  فمنذ أكثر من عام، تغيَّرتْ ملامح المقبرة، وصارت شواهدها حطاما منثورا يختلط بقاذورات تقذف عمدا، لتخدش حرمة المكان، وسط مطالبات متكررة من سكان البلدة لاتخاذ إجراءات رادعة ضد "المخرِّب".
 
ويشير عودة الزن، من سكان البلدة، إلى أن الشخص المذكور "قام بهدم جزء من سور المقبرة وتسوية بعض القبور بالأرض قبل أيام، وإغلاق أحد الشوارع المؤدية إليها"، إضافة إلى أنه قام بتدنيس القبور من خلال طمرها بـ"الزبل".
 
ويذكِّر إبراهيم أبو هلالة بأن "حرمة الأموات كحرمة الأحياء في الدين"، متسائلا في المقابل "إنْ كان هناك عجز عن حماية الأموات فكيف نحمي المواطنين الأحياء؟".
 
ولأن الأردن "دولة قانون"، ترقب أهالي البلدة تدخلا رسميا لإنهاء الموضوع "مع تنامي الغضب والتلويح بالإجراءات العشائرية"، ضد الشخص "المعتدي" وفق أبو هلالة.
 
ولم يبد أن صبر الأهالي أثمر، إذ يروي عوض العمارين حادثة قريبة تعود إلى أكثر من شهر، حين حاول الشخص المذكور منع دفن والده، وحين لم يفلح بذلك يبين العمارين أنه "قام بتكسير شاهد قبر والدي وسوّاه بالأرض مع أكوام (الزبل)".
 
وبينما يستنكر العمارين "رؤية جثث الموتى على الطرقات تنهشها الكلاب الضالة"، ينتقد عياد السواركة وإبراهيم نصار ما يعتبرانه "ضعف الإجراءات الإدارية والقضائية بحق المعتدي"، مبينين أنه "تم رفع عرائض من قبل الأهالي تطالب بوقف الاعتداءات والمحافظة على حرمة الموتى".
 
 ويقر رئيس بلدية الشونة الوسطى محمد العدوان ورود شكاوى وعرائض من أهالي بلدة الروضة تتضمن قيام أحد أهالي البلدة بالاعتداء على المقبرة الشرقية"، مضيفا أنه "تم إجراء كشف ميداني على المقبرة".
 
 ويشير إلى أنه "تبين وجود اعتداءات على القبور وهدم جزء من السور"، لافتا أنه على إثر ذلك "تمّت مخاطبة الحاكم الإداري لاتخاذ الإجراءات اللازمة".
 
ويؤكد متصرف لواء الشونة الجنوبية عبيدالله الشخانبة أن الشخص المعتدي على المقبرة "تم إيقافه 14 يوماً وتحويله إلى القضاء"، مستدركا أنه تم الإفراج عنه بكفالة". ويتابع أنه "فور خروجه قام بالاعتداء من جديد على المقبرة".
 
 ويبيِّن الشخانبة أنه "جرى إبلاغ الجهات الأمنية لجلب المعتدي بالسرعة الممكنة"، مشددا على أنه "سيتم اتخاذ إجراءات رادعة وحازمة في حقه بمقتضى القانون".
 
ويطالب العدوان بـ "ضرورة وضع حد لتصرفات ذلك الشخص"، مبينا أنها "أرَّقتْ أهالي البلدة". ويتابع أن الشخص نفسه "قام بإغلاق أحد الشوارع المؤدية إلى المقبرة قبل عدة أعوام وتم تحويله إلى القضاء".
 
وكان وزير الأوقاف عبدالفتاح صلاح وعد عند تنامي أعمال التخريب في المقبرة بمتابعة الأمر مع الجهات المعنية لحماية المقابر وصيانة حرمتها، علما أن مسؤولية حراسة المقابر والاعتناء بها تقع على عاتق البلديات بموجب القانون.
 
 ويوجد في لواء الشونة 10 مقابر معظمها قديمة جدا وذات مساحات صغيرة مقارنة مع ازدياد أعداد السكان في مناطق اللواء (نحو 70 ألف نسمة)، حيث يواجه معظم الأهالي صعوبة في إيجاد مكان لدفن موتاهم. الغد