فيما تحتضن الأرض، ما تبقى من جسد الطفل يزن، الذي قضى نحبه بعد سلسلة من التعذيب على يد أقرب الناس إليه بتاريخ 17 نيسان (إبريل) الماضي، أصدرت نيابة محكمة الجنايات الكبرى لائحة إتهام أسند فيها المدعي العام للجنايات الكبرى عبدالإله العساف للمتهم الرئيسي والوحيد في القضية (زوج خالة الطفل) تهمة القتل القصد والإيذاء.
يأتي ذلك، فيما صادقت محكمة التمييز على قرار نيابة الجنايات في قرار الظن وقرار منع محاكمة خالة الطفل يزن والتي كانت متهمة في ذات القضية.
وبحسب لائحة الاتهام فإن الطفل يزن (5 سنوات) كان يعاني من تبول لاإرادي، حيث استيقظ مساء 7 نيسان (ابريل) الماضي، متبولا على نفسه، وعند إرساله إلى الحمام تابعه زوج خالته الذي سكب عليه ماء باردا قبل أن تسمع خالته صوتا مرتفعا، خرج بعده زوجها حاملا جسد يزن، مدعيا لها أنه سقط في الحمام.
وتضيف اللائحة "أن المتهم رفض إسعاف الطفل يزن إلى المستشفى في نفس اللحظة، وأرجأ ذلك الى اليوم التالي، حيث نقلته خالته إلى المستشفى بعد مرور نحو 24 ساعة على إصابته بحجة أنه سقط بالحمام، حيث كان يعاني من نزيف دموي حاد، وقد سجل في ملفات طوارئ مستشفى البشير بدخوله بتاريخ 8 نيسان (ابريل) الماضي على أن عملية السقوط تمت في ذلك اليوم".
فيما ارسلت خالة يزن وزوجها إلى إدارة حماية الأسرة وباشر المدعي العام بالتحقيق بعد توقيف زوج خالة يزن.
وكان مدعي عام عمان أفرج عن المتهم بكفالة، بعد أن حصل على تنازل من والد يزن في سجن الجويدة، والذي اعتبر ما حدث لطفله "قضاء وقدرا".
وكان والد يزن ووالدته، إضافة إلى زوجة أبيه تم توقيهم في السجن على ذمة قضية اغتصاب خادمة اندونيسية، حيث وقعت حادثة يزن في منزل خالته بعد توقيف والديه بالسجن، حيث تولت الخالة إيواء طفلي شقيقتها وهما علاء (9 سنوات) ويزن.
وبتشريح جثة الطفل يزن من قبل الطبيب الشرعي، تبين أن سبب الوفاة هو النزيف دموي على الدماغ نتيجة ارتطامه بجسم صلب، كما تبين وجود آثار تعذيب قديمة وحديثة على جسده الغض منها آثار كي بأعقاب السجائر وأثار كي سكين وحروق لهبية.
وكانت خالة الطفل يزن وزوجها زعما في مقابلة اجرتهما معهما "الغد" أن يزن سقط بالحمام بينما كانت تقوم بغسيل ملابس أسرتها فيما كان زوجها في عمله!
يشار إلى أن جثة الطفل يزن بقيت مسجاة في ثلاجة مستشفى البشير 11 يوما إلى أن تم التعرف على عمه الذي تولى دفنه بجنازة وصل عدد المشيعون فيها إلى خمسة أشخاص فقط.