مستشفى عام، يضم مئات المرضى، وأكثر منهم أطباء وممرضين وزوارا، بلا تدفئة، في ليل عمان ونهارها خلال اليومين الماضيين، اللذين شهدت فيهما المملكة منخفضا جويا، مصحوبا ببرد قارس!
كان هذا حال مستشفى الجامعة الأردنية، الذي يعد احد اكبر مستشفيات المملكة، خلال اليومين الماضيين، في "انتظار سريان توقيت تشغيل التدفئة المركزية" في المستشفى، والمقررة حسب "التعليمات" في 15 تشرين الثاني (نوفمبر) من كل عام. لكن آهات المرضى، الذين عمقت معاناتهم مع المرض برودة الطقس وغياب التدفئة، لفتت الانتباه لمعاناة المرضى وعاملي المستشفى.
وفيما اقر المدير العام للمستشفى الدكتور عبدالكريم القضاة وجود هذه التعليمات الروتينية لتشغيل التدفئة اعتبارا من منتصف تشرين الثاني (نوفمبر) من كل عام، ذكر لـ"الغد" انه بادر امس (الثلاثاء) الى "الامر بصيانة بويلرات التدفئة فورا وتشغيلها بعد ان كانت "موجة البرد لهذا العام مفاجئة، ولم يتسن للإدارة إجراء صيانة البويلرات مبكرا". وأعرب عن أمله ان تكون التدفئة قد عادت إلى مرافق المستشفى خلال ست ساعات (من مساء يوم امس).
أستاذ جامعي، يرقد على سرير الشفاء في المستشفى لم يستطع السكوت عن "البرد القارس الذي عشته امس يومي الإثنين والثلاثاء". وابلغ "الغد"، التي جالت مساء امس في أروقة المستشفى وطوابقه، بأن "شدة البرد، التي تحيط بي في غرفتي لا تطاق، ويصعب ان تُفهم في مستشفى (..)".
شكوى الأستاذ الجامعي، الذي فضل عدم ذكر اسمه، تبين أنها لسان حال كل المرضى في المستشفى، الذي غابت التدفئة عن مختلف غرفه ومرافقه.
في الطابق الرابع بالمستشفى، وفي غرفة احد المرضى رد ممرض على شكوى مندوبة "الغد"، التي ادعت أنها زائرة للمريض، بالقول "أنا بردان أكثر منو"، في إشارة الى الأستاذ الجامعي. وزاد انه كغيره من ممرضي المستشفى يشكو "شدة البرد"، بالرغم من إشارته إلى انهم "طلبوا من الإدارة إيجاد حل أكثر من مرة للمشكلة ".
الممرض اقر بما قاله المريض من ان التعليمات هي تنص على أن التدفئة المركزية في المستشفى "ستعمل في منتصف شهر 11".
بيد أن الممرض اكد أن الادارة "قررت مساء اليوم (امس) اجراء صيانة للبويلرات". وأردف معلقا "والله أعلم متى تشتغل التدفئة"!
كان لافتا في الطابق الخامس للمستشفى، حيث قسم النسائية ووحدة العناية الحثيثة، ان نافذة الممر الرئيسي للطابق كانت مفتوحة، مشكلة معبرا لهواء بارد يفاقم برودة أقسام الطابق الخالية من التدفئة.
ثلاثة من المرضى في وحدة العناية المركزة لقسم الباطنية في الطابق الخامس، رغم حساسية أوضاعهم الصحية، بدا أن المشكلة لديهم تتفاقم في ظل ما ساد غرفتهم من برد قارس مع غياب التدفئة!
الطابقان السابع والثامن، حيث قسم الأطفال، لم ينجوا من "البرد القارس". والدة احد المرضى الأطفال قالت لـ "الغد" إنها سألت طبيبا عن غياب التدفئة، فاكتفى بالقول إن "ما يحصل في قسم الأطفال من غياب تدفئة موجود في جميع غرف المستشفى". الغد