بعد غياب زاد عن الشهر، حضر أربعة من أعضاء المكتب التنفيذي لـ"الإخوان المسلمين"، رفض مجلس شورى الجماعة مؤخراً قبول استقالاتهم، أمس اجتماعا للمكتب.
وأكد الناطق الإعلامي باسم الجماعة جميل أبو بكر، في تصريح إلى "الغد"، أن أجواء احتفالية وأخوية وودية سادت الاجتماع.
وكان أعضاء المكتب الأربعة (عبد الحميد القضاة، ارحيل الغرايبة، أحمد الكفاوين، وممدوح المحيسن)، تغيبوا عن اجتماع المكتب التنفيذي للجماعة والذي عقده يوم الأحد الماضي.
يذكر أن المكتب التنفيذي للجماعة يعقد اجتماعين دوريين يومي الأحد والأربعاء من كل أسبوع.
وبين أبو بكر أنه تمت مناقشة كل التساؤلات والقضايا التي طرحت في الاجتماع، الذي حضره هؤلاء الأربعة إلى جانب المراقب العام وأعضاء المكتب التنفيذي الآخرين، مؤكداً أنه سيتم التوافق على كل قضية من القضايا في حينها.
وكانت جلسة الشورى الأخيرة، يوم الجمعة الماضي، شهدت نقاشا ساخنا طرحت خلاله قضية المكاتب الإدارية ومطالبة بإلغاء تمثيلها في مجلس الشورى، وإعادة إحياء لجنة صياغة القانون الأساسي للجماعة بعد وضع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لقانون أساسي إثر انفصالها عن تنظيم بلاد الشام الذي يضم إخوان الأردن وفلسطين، وقرار المكتب التنفيذي حول حل الدائرة السياسية للجماعة.
وقدم القضاة، خلال جلسة الشورى تلك، مرافعة مطولة عرض خلالها أسباب الأزمة الإخوانية وكيفية حلها.
وكان مصدر من التيار الإصلاحي داخل المكتب التنفيذي للجماعة أكد، في تصريحات سابقة، على احترام وانصياع الأعضاء الأربعة، والتزامهم بقرار مجلس الشورى الأخير القاضي بـ"رفض الاستقالات المقدمة من أعضاء في المكتب التنفيذي إلى المجلس، والطلب من الإخوة المستقيلين العودة إلى ممارسة مهامهم فوراً".
وقال "نحن غير حريصين على المواقع القيادية، وعلى استعداد للتنازل عنها مقابل تعديل القانون الأساسي للجماعة، وإنهاء ازدواجية التنظيم، واتباع إجراءات إدارية سليمة فيما يُتخذ من قرارات".
ويطالب الإصلاحيون في الجماعة بـ"تعديل" القانون الأساسي للجماعة بعد وضع حركة حماس، عقب إنشاء تنظيم إخوان مسلمين فلسطيني، نظاماً أساسياً لها اعتبرت أن الضفة الغربية وقطاع غزة والمكاتب الإدارية في الخليج العربي هي ساحاتها، وقرارها (حماس) تمثيل المكاتب الإدارية باثني عشر مقعدا في مجلس شورى الحركة.
وكانت المكاتب الإدارية في الخليج العربي ممثلة في مجلس شورى تنظيم بلاد الشام، الذي يضم إخوان الأردن والضفة والغربية وقطاع غزة والمكاتب الإدارية، باثني عشر مقعدا جرى تخفيضها إلى أربعة مقاعد عقب قرار مكتب الإرشاد العالمي للإخوان بطلب من حماس إنشاء تنظيم مستقل للإخوان المسلمين الفلسطينيين.
ورفض المصدر نفسه توقعات أحد رموز المتشددين داخل الجماعة بأن الأزمة الإخوانية سـ"تنفجر" مجدداً خلال شهر، وأن الحل الوحيد لأزمة المكتب التنفيذي هو إعادة تشكيله من قبل المراقب العام الدكتور همام سعيد.
ويضم المكتب التنفيذي للجماعة فضلا عن المراقب العام، "الأربعة" الذين رفُضت استقالاتهم: جميل أبو بكر، زياد الميتاني، سعادة سعادات، وكاظم عايش.