صحيفة العرّاب

إحراق كشك أمني وسيارة دفاع مدني وإصابة 6 من الدرك إثر أعمال شغب في حي الطفايلة

شهد حي الطفايلة بجبل التاج في العاصمة عمان، أحداث شغب وفوضى صباح أمس استمرت حتى ساعات متأخرة من الليل، جراء وفاة الشاب صادم السعود (24 عاما)، الذي زعم ذووه تعرضه للاعتداء والتعذيب من قبل مفرزة بحث جنائي في مركز أمن الحسين، بعيد اشتراكه في مشاجرة مع أصحاب بسطات، أواخر الشهر الماضي.

 وانطلقت مظاهر الشغب الاحتجاجية في الحي، عند ورود نبأ وفاة صادم أمس، حيث قام أفراد بإحراق كشك شرطة يقع قريبا من الحي، في منطقة مثلث جبل الجوفة.
 
كما أحرقوا سيارة دفاع مدني بعد تحطيمها وتم الاعتداء على سائقها، وجرى حرق حاويات قمامة، وقلبها واستخدامها في إغلاق شوارع، وفق مشاهدات مندوبي "الغد".
 
وردت قوات الدرك على مسببي الشغب والمشاركين فيه، بإطلاق قنابل مسيلة للدموع، وتسببت الأدخنة الناجمة عنها بإصابة طالب وطالبة بضيق تنفس إثر استنشاقهما للغاز المسيل للدموع الذي ألقى بتأثيراته على طلبة مدارس وسكان في المناطق التي أطلقت فيها.
 
وإثر ذلك، أغلقت مدارس ذكور وإناث محيطة بحي الطفايلة والمناطق التي امتد اليها الشغب، وجرى إسعاف ونقل الطالب والطالبة الى مستشفى البشير، وغادراه عند الساعة 12 ظهرا، بعد تلقيهما العلاج.
 
وشوهد أفراد من المشاركين بالشغب، يوزعون البصل على بعضهم وعلى آخرين، للتخلص من آثار الغازات.
 
وفي الوقت ذاته، أغلقت محلات تجارية أبوابها، بعد إقدام مشاركين بالشغب على تحطيم زجاج عشرات السيارات، كما التزم مواطنون منازلهم، بينما قامت قوات الدرك والأجهزة الأمنية بإغلاق مداخل ومخارج منطقتي جبلي الجوفة والتاج.
 
واشتبك المتظاهرون مع الدرك قرب مثلث الجوفة، حيث قام مشاركون في الشغب بالتعرض لدركي، وسحب عصاه، والواقي الذي كان يحمله، كما أصيب اثنان من الدرك بعد رشقهما بالحجارة، بينما أصيب 4 آخرون بأعيرة نارية بحسب الناطق الإعلامي في المديرية العامة لقوات الدرك المقدم أحمد أبوحماد، نقلوا إثرها الى المستشفى وحالتهم العامة متوسطة.
 
وأضاف المقدم أبو حماد "أن مجموعة من مثيري الشغب قامت بالاعتداء على السيارات المارة وتكسيرها وإشعال النيران في الشارع العام، والقاء الزجاجات الحارقة باتجاه الكوخ الأمني مما أدى الى اشتعاله بالكامل".
 
وبين أنه جراء تلك الأحداث "تدخلت قوات الدرك لإعادة الأمن والنظام في المكان، وحال وصولها تعرضت لإطلاق نار من مثيري الشغب، مما اضطرها الى استخدام الغاز المسيل للدموع من أجل تفريقهم للحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة التي تعرضت لأعمال تكسير وتخريب".
 
وأشار المقدم أبو حماد الى أن قوات الدرك فرضت السيطرة الأمنية في المكان وأعادت الأمور الى ما كانت عليه وأن التحقيق جار لمعرفة مطلقي النار باتجاه قوات الدرك.
 
وفي الوقت ذاته، فإن المعلومات الأولية أشارت الى أن رجال الدرك أصيبوا نتيجة تلقيهم عيارات نارية من سلاح (خرطوش)، بينما قالت مصادر من حي المحاسرة المجاور لحي الطفايلة في جبل التاج "أن المواطنين شاهدوا أدخنة قنابل مسيلة للدموع تنتشر في مناطقهم"، بقصد تفريق مشاركين في الشغب.
 
كما استخدمت قوات الدرك الغاز المسيل للدموع لتفريق عدد من المتظاهرين بالقرب من مستشفى البشير مساء أمس. بحسب مصدر أمني.
 
 
ورغم أن وفاة صادم أعلنت في تمام الساعة السادسة من صباح أمس، نقل بعدها الى المركز الوطني للطب الشرعي في مستشفى البشير، لغايات تشريحه ولمعرفة سبب الوفاة، الا ان الاطباء الشرعيين لم يتمكنوا من تشريح الجثة، بسبب تجمهر أقاربه وذويه، وأرجئ الامر على ضوء ذلك، بحيث نقلت الجثة الى مستشفى الامير حمزة لأسباب أمنية، بعد عصر أمس.
 
وجلبت تعزيزات أمنية الى المركز الوطني للطب الشرعي، في الوقت الذي أكد شهود عيان أنهم سمعوا صوت إطلاق عيارات نارية في المكان.
 
وفي ضوء ذلك عززت الأجهزة الامنية حراساتها لمركزي أمن جبلي التاج والحسين، خشية مداهمتهما من قبل مشاركين بالشغب، كما أغلقت الطرق المؤدية اليهما.
 
وكان صادم توفي في تمام السادسة صباح أمس في مستشفى خاص، لإصابته في مشاجرة مع أصحاب بسطات، وبعد القبض عليه وسوقه الى مركز أمن الحسين، تعرض لضرب مبرح على يد عناصر من مفرزة بحث جنائي في مركز أمن الحسين وفق شكوى قدمها ذووه في 18 الشهر الماضي.
 
وأعلن الناطق الإعلامي باسم مديرية الأمن العام الرائد محمد الخطيب في تصريحات صحافية الى "الغد" حينها أن مدعي عام شرطة وسط العاصمة سيفتح تحقيقا شاملا في ادعاءات شاب يزعم أنه "تعرض للتعذيب على أيدي أفراد بحث جنائي مركز أمن الحسين"، إثر توقيفه على خلفية مشاجرة وقعت مع أصحاب بسطات في جبل الحسين.
 
وأكد الخطيب في تصريح الى "الغد" أنه "سيتم تحويل كل من تثبت إدانته (من أفراد البحث الجنائي) إلى محكمة الشرطة لمقاضاته".
 
وكان العشرات من أقرباء صادم، تجمهروا في ساحات المستشفى الخاص الذي نقل اليه لتلقي العلاج، وجميعهم من سكان منطقة حي الطفايلة بعمان.
 
كما أن محمد السعود، شقيق المصاب، قال حينها لـ"الغد" إن حالة أخيه "خطرة وهو في غيبوبة كاملة، ومصاب بنزيف دموي في الدماغ، إضافة إلى توسع في بؤبؤ العينين، فضلا عن ظهور آثار التعذيب في مناطق متفرقة من جسده وآثار قيود حول معصميه".
 
وأضاف أن شقيقه "اعتقل من مكان المشاجرة في جبل الحسين وتم تقييده وتعذيبه، وقد قدم شكوى بذلك".
 
بيد أن الخطيب، الذي أوضح أن "التحقيقات ما تزال جارية"، قال إن "هناك احتمالات بأن تكون الإصابة التي تعرض لها السعود، جراء اشتراكه في المشاجرة".
 
وكان 4 أشخاص أصيبوا بجراح في المشاجرة، التي وقعت بين مجموعتين "بعضهم من أصحاب الأسبقيات"، وفق الرائد الخطيب الذي ذكر أن "التحقيق الأولي أشار إلى وقوع المشاجرة وأن "إحدى دوريات البحث الجنائي وحال تلقيها الإخبار بوقوع المشاجرة، حضرت للمكان للفصل بينهم.
 
 
وأشار إلى أن "التحريات جارية لمعرفة باقي المتورطين وضبطهم وإحالة كامل أطراف المشاجرة للقضاء المختص".
 
الى ذلك، نبذ وجهاء وشيوخ حي الطفايلة في اجتماع لهم امس في جمعية جعفر الطيار في جبل التاج التصرفات غير المسؤولة التي قام بها المشاركون بالشغب، مشيرين الى ان هؤلاء يحاولون استغلال قضية صادم لتصفية حساباتهم مع الشرطة، مؤكدين أن الجميع تحت ظل وسيادة القانون.
 
وأضافوا أن لديهم حقوقا مع مديرية الأمن العام أهمها، معرفة هوية المتهم بقتل صادم؟
 
وكشفت أمس مصادر قضائية أن مدعي عام عمان، الذي تولى التحقيق في ملابسات المشاجرة، أحال القضية الى مدعي عام الجنايات الكبرى، بعد تبينه أن الاصابات التي تعرض لها صادم، تصل الى تهمة الشروع بالقتل.
 
وكان مصدر أمني مسؤول قال أواخر الشهر الماضي لـ"الغد" أن مدعي عام شرطة وسط عمان، أوقف عنصري شرطة، على خلفية اتهامات بتعذيب صادم في مركز أمن الحسين بعد توقيفه إثر مشاجرة مع أصحاب بسطات في جبل الحسين. الغد