لا تدري الشابة هبة أحمد السيد (23 عاما) إلى أي حال سيؤول مصيرها، وجسدها الضعيف ما تزال تقوّمه صفائح معدنية، وضعت منذ العام 2006 لتصحيح تقوس في العمود الفقري، ولد معها نتيجة حدوث "خلع ولادة".
فاجعة هبة بحالتها، شهدت محطات عديدة، تخللها إجراء نحو أربع عمليات جراحية، كانت أخطرها تلك التي أجريت لزراعة الصفائح المعدنية، حيث تشير التقارير الطبية التي حصلت "الغد" على نسخة منها، إلى أن وجود الصفائح في ظهرها يجب أن لا يتجاوز فترة العامين.
وأجريت العملية بإعفاء طبي خاص من الديوان الملكي في مستشفى الملك عبدالله المؤسس في الرمثا، وبكلفة قدرت بما يزيد على 30 ألف دينار، وكانت من أندر العمليات التي تجري في المنطقة.
لكن صعوبات عديدة تواجهها هبة اليوم، وتتلخص في عدم قدرتها على استكمال متابعة حالتها الصحية، لا لذنب سوى أنها ولدت لأب مصري الجنسية، رغم أن والدتها تحمل الجنسية الأردنية، وهي من أكثر العائلات المعروفة في الرمثا، وتتقاضى معونة شهرية مقدارها 35 دينارا من التنمية الاجتماعية.
أما هبة فهي لا تتمتع بطبيعة الحال، بأي تأمين صحي سوى عدد من الإعفاءات التي حصلت عليها، لكنها توقفت بحكم جنسيتها من جهة، وبحكم ارتفاع تكاليف العلاج والمتابعة، كما أنها طرقت أبوابا عديدة لجهات رسمية ونواب في البرلمان، لكنها عادت خائبة في كل مرة.
وبيديها اللتين خلقتا بأربعة أصابع في كل منهما، تعاني هبة من ضغط كبير أيضا على عضلة القلب نتيجة وجود الصفائح، التي يخشى الأطباء أيضا أن يؤدي وجودها لفترة طويلة إلى التصاقها بالعمود الفقري، ما يعني استحالة انتزاعها مستقبلا وما يهدد حياتها وصحتها، خاصة أنها تعاني أيضا من السكري وحرقة في المعدة وألم لا يتوقف في أسفل الظهر والركبتين.
وتحتاج هبة التي حصلت على شهادة الثانوية العامة بنجاح، إلى رعاية طبية حثيثة من أطباء في جراحة العظام والعلاج الطبيعي والأعصاب والباطنية إضافة الى الجراحة العامة والعيون.
وما يؤلم هذه الفتاة العشرينية رغم هدوئها وإيمانها بما حصل لها، غياب والدها المنفصل عن والدتها منذ نحو (17 عاما)، حيث اختفى منذ ذلك الوقت وانقطعت أخباره.
أما أشقاؤها الثلاثة فيعملون في مهن مختلفة ويعيشون على قوت يومهم، لتعذر استقرارهم في عمل محدد بسبب جنسيتهم المصرية.
وتأمل هبة أن يمن الله عليها بإجراء عملية إزالة الصفائح، علّ أحدا من أهل الخير يبدد خوفها وهلعها الدائمين، بأن تتدهور حالتها الصحية وتجد نفسها عاجزة عن الحركة أو أن تصاب بأمراض في القلب.
وتعترف هبة أن واحدة من أمنياتها الكبيرة، أن تتابع دراستها في الكلية وهو حلم طالما راودها لكن أوضاعها الاجتماعية والصحية الصعبة حالت دون ذلك.